أهلاً مقدماً أخي خالد العبدالله ...
موضوع ( بريدة ) وما يثارعنها أو عن غيرها أعتقد أن له مسالك متشعبة ...
المسلك الأول : النعرات القديمة بين الدول أوالقبائل أوحتى المدن , وهذه نعرات تنطلق من أفق ضيق وقد وقع أصحابها في تناقض بين مفهوم الإسلام الشامل العالمي وبين المفهوم الإسلام القطري الذي بدأ على ضوئه _ أي الإسلام القطري والعياذ بالله _ الموالاة والمعاداة , وهذه من مزالق الشيطان وقلت الوعي وضعف الإيمان , إن كلَّ بلدٍ يذكر فيها اسم الله هو بلدي وكلُّ أخٍ في العقيدة هو أخي _ وهذه من أصول الإسلام _ فهذه يصورها _ المتعصبون _ نظرة خاطئة ويقولون بأن هذه النظرة انتهت حين حلت الدول والتقسيمات السياسية , فإن قلت ( والقبلية ) قالوا : القبلية هي أمور عرفيّة لن يمحوها الدهر , فإن قلت ( والمناطيقية ) قالوا : كل بلدٍ يريد مصلحته وليس عيباً أن أنفع نفسي وأحرص على ما تطلبه ,,, ...
فهم يُعذِروُن لتكون النتيجة _ وهم لايشعرون _ قتل مفهوم ( أمة واحدة ) أو ( الإسلام العالمي ) و( الأخوة في العقيدة ) م...ولو ركز هؤلاء في التفريق بين السعي أن أنفع نفسي وأنفع أخي وأن أتمنى لأخي ما أتمنى لنفسي مصداقاً لحديث ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه ) فنفى كمال الإيمان حتى يتحقق المشروط ...وهذا إن دل فيدل على عظم المشروط وصعوبته على النفس لأنه ضمن له تحقق الإيمان ...
فمن هذا المدخل والمزلق حصل التحاسد بين البلدان أو الدول أو القبائل ...وكما قال السلف ( متى ما أُميتت سنة قامت بدعة ) ...فلما مات مفهوم الحب في الله والحب للغير مثل النفس قامت الشحناء وحب الدنيا والحسد والتنافس لأجل لقمةٍ زائلةٍ ...
قارن بين ماسبق وبين( المهاجرين والأنصار ) وبين ( أخوة بلال وسعد ) وبين ( أخوة سلمان الفارسي ومصعب بن عمير ) لتدرك السر في المسألة ...!
المسلك الثاني : مسلك الهجمة على الإسلام عامة ويتولى كبرها ( أمريكا _ طاغوت العصر _/ اليهود / الرافضة / العلمانيون / الليبراليون ) وهذه الهجمة هدفها عرفه الناس وتبصروه بأعينهم وما حال الأفغان والعراق بغريب أو عجيب ...لذا _ وكما أمرت الأم أمريكا أولادها العلمانيين وخدنتهم الليبراليين _ بمحاولة الهجمة على المناطق الأكثر ( تأسلماً أو تشدداً ) _ كما يقولون _ لأنها المناطق التي ينطلق منا الأُصوليون المتطرفون فقام هؤلاء الأولاد البررة لأمهم بالكتابة عن ( بريدة ) ..مستخدمين مصطلحاتٍ قذرةٍ ( المنغلقون / الرجعيون / الماضويون ) وبسلاحٍ مخدرة هي أن الإسلاميين يعيشون في وهم ( عقدة المؤامرة ) مما جعل البعض يتصور أن أمريكا لاتتآمر على الإسلام مع أنَّ الكل يرى ماحل في العراق,, لكن أولادُ الأفاعي يكذبون الكذبة والكذبتين ليصدقهم الناس ثم يصدقوها هم بأنفسهم ....
( بريدة ) و( ديار الإسلام ) كلها تحتاج وقفة أبطال شجعان يواجهون التيار التغريبي الجارف كما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في وجه الشرك وأهلهِ ...
أطلت عليك معذرة فالحديث ذو شجون .....!!