مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 14-05-2012, 07:47 PM   #40
قـــصـــيـــة
رحم الله امرءٍ عرف قدر نفسه
 
صورة قـــصـــيـــة الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2010
البلد: اللّهمَّ صَلِّ عَلَىَ مُحَمّدْ
المشاركات: 8,289
مجمع الأمير سلطان
محمد الله يحفظك
شكرًا لكم وجزاكم الله خيرا


=========================================


- معلومات عن الحيوان .. من نَسْجِ خَيَال الإنسان!

منذ أن كنا صغاراً، ولا نزال نتداول معلومات عن الحيوانات، قبلناها وسلَّمنا بها لشيوعها، دون اختبار لصحتها. لكن شيوع المعلومة وتوارثها ليس دليلاً على صحتها. وربما كان الخمول الذي غالباً ما يعتري العقل البشري سبباً في تقبل معلومات خاطئة وتمريرها، دون تمحيص. وانتشار المعلومات المغلوطة، حتى في التعليم العام، مؤشرٌ على اهتمامنا بالتلقين، واهمالنا جانب التفكير والتحليل الذي يُعدّ أساس التعليم الحديث.

* فقد قيل لنا أن الأسد ملك الغابة، والحقيقة أن الأسد لم يقطن غابةً قط، فموطنه الطبيعي سهول السفانا، وهي براري مستوية ممتدة على مد النظر، تتميز بعشبها الأصفر الكثيف وشجيراتها القليلة. وربما كان مصدر هذه المعلومة المغلوطة ارتباط أفريقيا بالغابات والأُسود في أذهان عامة الناس، لذا أخطأنا في كتابة عنوان الأسد.

* وقيل لنا أيضاً بأن الأسد أقوى الحيوانات، وهي معلومة مغلوطة أخرى، فهناك حيوانات أقوى منه، كالفيل ووحيد القرن. كما أن النمر الذي ينتمي لنفس فصيلة الأسد يعد أقوى بدنياً وأشرس منه؛ فقد يصل وزن النمر إلى 380 كيلوجراماً، بينما لا يتجاوز وزن الأسد 250 كيلوجراماً. ومن المدهش معرفته أن قطيعاً من الضِباع قادر على قتل أسد، كما بإمكان أي فيل أو وحيد قرن أو فرس نهر أو تمساح بالغ الفتك بسهولة بأسد
ومن المعلومات المُخيِّبة لمعظم الذكور أن اللَّبْوَة (أنثى الأسد) تقوم بمعظم الصيد، بينما ينتظر الأسد الفرائس حتى تأتي!

* ومن الأمثلة الدارجة قولهم «مثل النعامة تدسُّ رأسها في التراب». والحقيقة أن النعامة لم تدسّ رأسها في التراب قط، فإن فعلت، فقد تختنق وتموت. ويبدو أن سوء الفهم هذا ناتج من رأس النعامة الصغير ولونه الفاتح، مقارنة بجسمها الأسود الضخم. فعندما تدنو برأسها من الأرض لتبحث بمنقارها في التراب عن طعام، أو لتحفر عشاً عميقاً لبيضها، يبدو للوهلة الأولى للناظر من بعيد أن رأسها مغمور في الرمال، وهو في الحقيقة صغير جداً، فيبدو من بعيد مختفياً، وكأنه امتداد لرقبتها!

* وعندما كنا صغاراً، كان آباؤنا يحذرونا من لمس فراخ الطيور، لأنه يجعل أمهاتها تنفر منها وترمي بها خارج العش عندما تشم فيهم رائحة البشر. والحقيقة أن هذا غير صحيح، وأن الطيور كما البشر لا تفرط بأطفالها. وربما مرر آباؤنا هذه المعلومة لنا لتخويفنا من الاقتراب من أعشاش الطيور، وإيذاء صغارها. فمن الثابت علمياً أن الطيور إجمالاً لا تمتلك حاسة شم، فلا تعتمد في اكتشاف غذائها وانتقائه على الشم كما يفعل البشر.

* ومن الأمور التي ربما صدقها بعضنا، إمكان خروج السلحفاة من قوقعتها، وهذا مستحيل. وربما صدقنا ذلك بسبب الإفراط في مشاهدة الرسوم المتحركة. والواقع أن القوقعة جزء من تكوين السلحفاة، ولا يمكن نزعها منها إلا بقتلها.. وبوحشية!

* ويصدق بعضنا بأن الأفاعي تسمع الموسيقى وتهتز طرباً لها، فما زالت صورة الحاوي الهندي كامنة في أذهاننا وهو يعزف بمزماره فتخرج أفعى الكوبرا من سلتها تتمايل، فيبدو للناظرين أنها ترقص. والحقيقة أن الأفاعي صمّاء لا تسمع، ولكنها تتبع حركة الحاوي أو المزمار حذراً منه، فتميل يميناً أو يساراً مع حركته.

* ومن الأمور التي قبلنا بها كحقيقة اعتقادنا أن الديك لا يصيح إلا في الصباح الباكر مع طلوع الفجر، وهذا غير صحيح. فالديك يصيح في كل الأوقات، حتى في منتصف الليل. فهو يستخدم صياحه لتذكير باقي الديكة بسيطرته على الخُمِّ (بيت الدجاح) وتحذيرهم من مَغَبَّة تحدّي سيادته. ويكثر عادةً صياح الديكة في الصباح لأنها تكون في قمة نشاطها وحيويتها.

* ومن الشائع لدى الناس أيضاً أن الحِرباء تغير لونها تكيّفاً مع لون محيطها، ولهذا يشبِّهون أي شخص متقلِّب المواقف بها. والعِلم يقول أن الحِرباء تُغيِّر لونها وفق وضعها النفسي والصحيّ، ووفق درجتيّ الضوء والحرارة، وليس تأقلماً مع لون بيئتها. فبتغيير لونها تعبر عن مزاجها وعن الحالات التي تعتريها، كالخوف أو المرض مثلاً.

* ومن الألقاب التي تُلصَق من باب الفكاهة ببدناء البشر وصف «الدُّبّ». وقد رسخ الدُّبُّ في الذاكرة البشرية وارتبط بالسمنة وثِقْل الحركة. غير أن الصاعق في الأمر أن الدُّبّ من أسرع الحيوانات، إذ تضاهي سرعته سرعة الحصان (من 30 إلى 40 ميلاً في الساعة). فإذا كنت سميناً، فلا تتضايق كثيراً من وصفهم لك بالدُّبّ، فقد أصبت من اللياقة جانباً دون أن يدرون!

كتبه خالد سالم السالم
__________________
لا يتوقف الناس عن اللعب لأنهم كبروا ، بل يكبرون لأنهم توقفوا عن اللعب .
أوليفر
قـــصـــيـــة غير متصل