إلى زوجةِ أبي .. إني أحبكِ .
*
في صِبايَ ..
حدثوني كثيرًا عن كيدِ زوجةِ الأبِ ..
عن قسوتِها , وظلمِها , وأنّها من الراسخين في الذنبِ ..
وعن أشياء موجعةٍ ومفزعةٍ لقلبٍ غضٍ كقلبي !
خالتي ..
كل قصصِهم تتحطمُ عندَ عتباتِ كيانِك ..
لتصبحَ خرافاتٍ تتلاشى وتضمحلّ من عقلي الصغير ..
تمثلين أمامي , وينسلُّ إليّ هدوؤك ..
فتهمسين لي , ودونَ أن تشعري :
أيّ بنيّ لا تصدقـْهم , فليست النساء سواء ..
حينها أكذبهم , وأومن بما تقولين , بل بما تفعلين ..
رغم أني لم أحضَ بحضنِك يومًا , لكنّني شعرتُ به ..
لم توبخيني إلا عند تقصيري في الصلاةِ , وبعضِ حماقاتي ..
ولم تـَشِي بي يومًا عند أبي , لخوفِك عليّ من بطشِه .
لازلتِ كما أنتِ حييّة أبيّة , ترفضين مساعدتنا ..
حتي في مناولتنا إيّاك فنجانِ القهوةِ ..
كتومةٌ تغورُ فيكِ الأسرارُ , كأنك لم تسمعيها !
لا أنسى يا خالتي عنما رسبتُ في الثانوية
أخبرتك دونَهم , حتى أمي لم أخبرْها , رُغمَ أنها تعلم ُ ..
يُخيّل إليّ أن مَلـَكـًا يتبعني , يرقبني , ويخبرُ أمّي ..
فقد كانت ( رحمها الله ) تعلمُ كلّ شيْءٍ عني ..
حتى عددَ الركعاتِ التي لم أدركْها خلفَ الإمامِ !
أتذكرين حينَها ياخالتي أيام امتحاناتِ الدورِ الثاني ..
كنتِ توقظيني لصلاةِ الفجر , وعندما أعودُ أجدُ مكانَ فراشي ..
قهوتي , وإفطارِي , وكتبي , ودعواتِك ..
أسمع ابتهالاتِك , وتسابيحِك في الغرفةِ المجاورةِ ..
كنتِ تناديني بين الفينةِ والأخرى , لتتأكدِي من صحوي ..
لم أكن حينـَها أقول لك ( سَمّي ) فقد كانت حِكرًا لـ ( أمّي )
ليتني قلتُها , فلا امرأة تستحقها بعدَ أمّي سواكِ , وأخرى ..
في تيكَ اللحظةَ أمّي هناك , بنفسِ هيأتِك ..
كلاكُما في أحضانِ سجادتين , تبادلتاهما إهداءً
وربّما دعتْ كلٌّ منكما للأخرى ..
خالتي .. أجل أنتِ خالتي , ليس لأنكِ زوجة أبي ..
بل لأني كثيرًا ما سمعتُ أمّي تقولُ عنكِ :
هذه أختي .
*َ
__________________
.
. . ما أقربك يا الله !
.
آخر من قام بالتعديل معاني17; بتاريخ 20-05-2012 الساعة 10:22 AM.
|