(
اجبارا سأحن لتلك الايام الجميلة على قدر ما واجهت بها من ايام مقيتة
باختصار كان كل شيء اجباريا حتى ابتسامتي وتعبير وجهي
اجباريا كنت ابتسم في وجه مسؤلي وهو يصرخ بوجهي بدون ان يسمع اسبابي فقط حتى لا يكتب في دفتري (تعدي على المديرة)الموقرة
اجبارا كنت اقف في الطابور الكئيب استمع الوعيد والتهديد كل صباح
واعين لادارة تبحث في اوجه البعض مننا لونا ما لتتأكد بأنها فقط استيقضت وشطفت وجهها بالماء واتت للمدرسة
وكأننا ناتي كل يوم لنتعلم كيف نبدو (اشباه فتيات) ومن ثم نعتاد الامر وينعكس علينا فنعاقب امام الملأ بأننا (اشباه رجال)
ليس المهم تعليمنا وفهمنا وتفوقنا المهم هو ان يوقر الشعب المنكوب(الطالبات) ولاة امرنا العظماء(الادارة )
كنا ناتي لنتعلم الاحترام لكل من يسبق اسمها حرف الالف وان كانت لا تمثل معنى هذه المهنة
اجبارا كنت اشيح بعيني حتى لا يلتقط مسؤلي تعبيرا لا يعجبه 
اجبارا يجب ان اخمن رضا مسؤلي عن تصرفي العفوي مثل الركض في الساحة مثلا
اجبارا يجب ان اعلم محدودية مزاجه ذالك اليوم
اجبارا كنت البس التهمة وارضى بالواقع واكتب في دفتري بانني اركتبت جرم بيدي او بيد غيري المهم ان يطابق شكل توقيعي
دائما ما نسمع صوت الصراخ من تلك الناحية(الادارة)مرة اكون انا المنشودة ومرة صديقتي ومرة فتاة ما اغمي عليها قهرا
كان الابتكار واسعا للتهم ليتم استدعائنا الى باب الادارة ونستمع فقط للصوت المغرد امامنا بطبقات صوته وكلماته المتشتتة بدون ان ننطق (بحكم )اننا نحضر نقاشا اداريا
اتوقع بانه نوع جديد من النقاش ابتكره اشخاص يخشون ان تكشف حقيقتهم يسمى بالنقاش من طرف واحد
وبحكم ان النقاش جريمة يعاقب عليها الطالب كنا نهرب من النقاش
وحيث اننا اذا اشتكينا هوجمنا بقعر فصلنا
بتهديد بمضاعفة تنقيص درجاتنا فقط وفقط لا غير لنعلم
هيبة وماهية الشخص المخيف الواقف امامنا
كنت اعتبر نفسي اداوم في عسكرية طالت دورتها فوق الاربعين يوما
اجبارا كنت ارفع عبائتي الغير مخالفة من ارض الساحة (الدهناء)فقط لان قهر مسؤلي من مخالفتنا استدعى رميها لقهرنا بحكم ان العين بالعين
لم نكن نستفيد شيئا من تلك المواجهات الشرسة والنقاشات العقيمة غير اننا نخرج صوتا بداخلنا يقول لا للوضع الحااصل
كنا نعتد لها ونعود نضحك بعدها ونحن نتذكر كلماتنا العشوائية

استمتعنا منها كثيرا

جميعنا
احببنا مهنة المحاماة والدفاع عن المظلوم والحقوق المسلوبة

واستغلال المسؤؤل لسلطته بشكل مخالف

واخيرا اجتمعنا على شيء رغم اختلافتنا الكبيرة
تعلمنا كيف نقول في وجه الخطا لا وان لم نؤثر
كانت صرخة منها واحدة تعبر عن تفاعل معنا ترضي غريزة المحاماة بادخلنا
ستفتقد المدرسة محامياتها الصغيرات

وضحكاتنا بعد كل معركة من معاركنا الدائمة

ورفض المديرة لمقابلتنا

وايقاف اذاعتنا وطردتنا الصباحية من الطابور

وتزاحمنا عند باب الادارة لنوصل ادعاءا ما

بحق عشت معكم اياما ساتذكرها دائما وانا افتخر بي وبكم


لن اطيل اكثر
لكن بعد اليوم ساكون حرة نفسي وشكلي وابتسامتي ومظهري ونبرتي ونظرتي

وسارفع صوتي في وجه الخطا بلا تردد
فتلك صنعت مني انسانة اقوى ومن (شلتنا)

تماسكا اكثر وايظا تعاوننا لانجاز حفل جميل وراقي كما فعلنا
انتم فعلا تمثلون معنى جملة (يا حبيبي ما نخاوي الا ذيابة)

من كل تلك الفترة اثمن شيء جنيته صديقات اظعهم في ميزان الحياة بكفة والعالم كله بكفة اخرى
احبكككككم وحسسب فدييتتتككككم

