(3)
متى كان يلبس العقال ؟
سؤالي بمتى هنا لايعني أنني سأتحدث عن الوقت !! بل عن العمر .. لأنني ياأخي وإلى عهد قريب أذكر أنه لم يكن
يلبس العقال إلا الرجال !! وربما تساءل الناس عن سبب لبس فلان للعقال قائلين : هو معرس ؟!!
أذكر أنه كان إذا تزوج الشاب _ مثلا _ فإنه يلبس العقال ويكون ذلك الزواج حدثا مفصليا ينقل صاحبه من شريحة الشباب
العاديين إلى مصاف الرجال ..
ألا يذكر أحد منكم ذلك ؟
ولربما سألتني : وماهو لبس الشباب إذن ؟
ولك حق في ذلك
ولكن الذي أذكره حينها أن الشباب كانوا يتنافسون للتجديد في الشخصيات في الشماغ وحده وتلك الشخصيات تتنوع
بين من يرفع طرفي شماغه إلى فوق ثم إلى الوراء بينما تظل معقوفتين نازلتين من طرفي الجبين بكل يباس من أثر
النشاء المصبوب فيهما !!
أو ربما رفعهما لكن بدون معقوفتين !!
أو ربما رفع طرفا وجعل الطرف الآخر ملفوفا على كتف ثم متدليا طرفه على الكتف الآخر !!
والمطوع منهم من يرفع الطرفين على كتفيه فقط وهي الشخصية التي لم تتغير إلى اليوم
أعود فأقول : هل يذكر أحد منكم ذلك ؟
لأنني ضحكت ملء فمي وأنا أصف تلك الشخصيات التي كان كل واحد من الشباب يشتهر بواحدة منها !!
ولكن كيف تغير الوضع ؟
كان ذلك على ماأذكر قبل عقد ونصف من الزمن تقريبا ..
اكتشف الشباب !! حينها أنه لاشيء يحول بينهم وبين لبس العقال !!
ثم ومتى سيمر عليه حدث مفصلي في حياته من زواج أو وظيفة ليلبس معها العقال وهو لا يزال بعد في مدارج الطلب ؟؟
وهناك بدأت ثورة شبابية عارمة .. ولكنها صامتة وبلا منشورات أيضا .. ومرت متدرجة !!
وكان مما عززها على ما أذكر بعض الدعايات التي بدأت تُظهر شبابا صغارا بزي العقال
فانتشر انتشار النار في هشيم المحتظر
وأصبحنا اليوم لانستغرب لبسه حتى من الصغار الذين لم يدخلوا بعد في المرحلة المتوسطة أو ممن له شارب (شفويٌ! ) حتى الآن ..
ونتيجة لهذا الإنتشار بدأنا لانميز بين من عمره سبع عشرة سنة وبين من عمره ينيف على الخامسة والثلاثين !!
عقال .. وطول .. وشارب .. وربمالحية .. وصوت أجش .. مالفرق بين الشكلين ؟!!
في المحور القادم سيكون حديثي إن شاء الله عن :
(4)
أيها التربويون .. لقد لبس الطالب عقالا !!