مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 03-12-2005, 12:42 AM   #13
النادم
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 434
الغالي الكريم / جدس البأس ..
حفظكم الله ، كم فرحت بتواجدكم الكريم في موضوعي هذا ..

الأخ الفاضل / بازغ ..
وفيك بارك الله ..
وإني شاكرٌ لك كثيرًا ، وأسأل الله أن يزيدك من أفضاله ونعمه ،
إذ أسديت إليَّ هذا المعروف بتنبيهك على هذه الجزئية الهامة جدًّا ..

ولعلي - إن سمحت لي - أوضح أمورًا :
الأول : أن ما فعلتُهُ وأخي ( جدس البأس ) قد لا يُعدُّ تفسيرًا للآية ، وتأويلاً ، فإننا لم نأتِ بالآية
ونقل : إن معناها كذا وكذا ، بل قلنا : الكلام كذا وكذا ، ويمكن أن يُستدل له بهذه الآية ، وفرقٌ بين
الأمرين ، فالأول : توجيهٌ وتفسيرٌ لمعنى كلام الله تعالى ، والثاني : تأييدٌ لكلامنا بكلام الله تعالى .

الثاني : أن استنباط الفوائد والمعاني من القرآن غير ممنوع ، إن لم يكن مشروعًا ، لأن من أساسيات
التدبُّر - وهو القصد من إنزال القرآن - أن يفهم المرء كلام ربه ، ويتفكر في آياته ، ويستفيد منها
في حياته ، والتدبر مشروعٌ ، فليكن استخراج الفوائد من القرآن مشروعًا أيضًا .
وهذا مشروطٌ - بالطبع - بأسس الاستنباط ، ومقوماته وأركانه ، وأرى أننا لم نخالف في ذلك الاستنباط شيئًا من ذلك .

الثالث : أن الحديث الذي ذكره ابن كثير - رحمه الله - ، وبنى عليه الشوكاني - رحمه الله - كلامَهُ = ضعيفٌ ،
لضعف عبد الأعلى بن عامر الثعلبي ، وعليه مدار الحديث ، فقد قال فيه الإمام أحمد : "ضعيف الحديث" .
وقال ابن معين : "ليس بذاك القوي" . وقال أبو زرعة الرازي : "ضعيف الحديث ، ربما رفع الحديث
وربما وقفه" . وقال ابن حبان : "كان ممن يخطئ ويقلب فكثر ذلك في قلة روايته فلا يعجبني الاحتجاج
به إذا انفرد" . وضعّفه غيرُ واحدٍ من أهل العلم .
ثم إن روايته عن سعيد بن جبير - خاصةً - فيها كلامٌ ، قال ابن عدي - رحمه الله - : "ويحدث
- أي : عبد الأعلى - عن سعيد بن جبير وابن الحنفية وأبي عبد الرحمن السلمي بأشياء لا يتابع عليها" .
ثم حتى لو حكمنا بأن مرتبته أرفع من الضعف ، فإنه قد تفرد عن سعيد بن جبير بهذا الحديث ، وقد
سبق قول ابن حبان في عدم الاحتجاج به مع انفراده ، وكذلك فإن تفرده عن ابن جبير يُستغرب منه ،
ويُستبعد معه قبول الحديث ، وذلك لأن سعيد بن جبير - رحمه الله - له أصحاب ثقاتٌ رووا عنه ،
وهم كُثُر ، ثم يأتي عبد الأعلى - مع ضعفه - فيروي هذا الحديث عنه من دون كل أولئك الثقات ،
بل منهم الأئمة ، فهذا التفرد يضر بصحة الحديث ، كما هو منهج الأئمة المحدثين النقاد - عليهم رحمة الله - ،
وثمةَ سببٌ آخر يؤيد ضعف الحديث ، هو أن عبد الأعلى اضطرب فيه ، فمرةً رفعه ومرةً وقفه ،
وقد روى عنه الرفعَ والوقفَ كليهما رجالٌ ثقات ، فإذا انضم إلى ذلك كلام أبي زرعة - رحمه الله -
المذكور آنفًا تأكَّد اضطرابه .
والحديث ضعّفه الألباني - رحمه الله - في ضعيف سنن الترمذي ، والله أعلم .

وجزاك الله خيرًا كثيرًا ، وأثابك أجرًا جزيلاً .
__________________

كثرت ذنوبي ، فلذا أنا نادم .
أسأل الله أن يتوبَ عليَّ ، ويهديَني سبيل الرشاد .
وما أملي إلا ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم ﴾ .

أبو عبد الله

آخر من قام بالتعديل النادم; بتاريخ 03-12-2005 الساعة 12:46 AM.
النادم غير متصل