الموضوع: درس أبكم ..
مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 31-05-2012, 01:37 AM   #1
سُكُون الموتى
عـضـو
 
صورة سُكُون الموتى الرمزية
 
تاريخ التسجيل: May 2012
البلد: مقابر الإفتقاد
المشاركات: 10
درس أبكم ..

.

.

.
مضت بي الذكرى قبل عامين وقد تزيد عن العامين شهورا لدرس لن أنساه ما دمت أتنفس الهواء زفيرا و شهيقا
بل سألقنه أولادي مستقبلا و أفهمهم ما تعلمت من ذاك الدرس (الأبكم)!
كانت الساعه الثالثة و النصف و لم يتبقى سوى النصف الآخر و نسمع آذان الفجر
الشوارع شبه خالية و السكون يعم كل شيء حولنا حتى جوارحنا
أبي صامت فلا مكان للحديث فـ نحن نبحث عن صيدلية تحمل ذاك الدواء الباهض لأمي المريضه
السيارة هي الوحيدة التي تجرح هذا الهدوء من تارة لأخرى بصوتها المزعج
فجأة و بدون سابق إنذار يضغط والدي على المكابح مما جعلني أرتطم بما أمامي بقوة
فُزعت و نطقت بصوت المذعور : ماذا هناك ؟
ابتسم والدي ليرسل طاقات سكينة و طمأنينه لقلبي و همس بـ : لا شيء يا ثمرة فؤادي ولكن
تذكرت أن المحفظه فارغه و أردت الإنعطاف لجهة الصراف الآلي و لكن يبدو أن الطريق مغلق
أكملنا مسيرنا بحثا عن صراف و صيدلية و عدنا إلى السكون و كل منّا يفكر بما يثقل على القلب
و أخيــرا ..
توقفنا خلف سيارة فارهه ننتظر دورنا لأجل أن يسحب والدي الـ300 ريال المتبقيه بحسابه
تذكرت أننا في أول الشهر و أن يوم الخامس و العشرون تبقى عليه 19 يوما
كتمت تنهيدتي على حال والدي و أملت رأسي على المقعد الذي أجلس عليه
مرسلة عيناي الناطقة بالدعاء إلى السماء بسعة الرزق لوالدي و شفاء أمي
حيث هناك من يرى و يسمع و من هو على كل شيء قدير
مضت السيارة التي أمامنا بعد أن بصق صاحبها على الصراف متذمرا أنها معطله
و أصدر من عجلاته صوت مزعج جدا إغتال صمتنا على غفلة
تقدم والدي ليتأكد من تعطل هذه الصراف و كانت الصدمة التي لم تكن بالحسبان
الصراف تخرج أربعة الآف ريال كانت لصاحب السيارة التي قلتُ لكم عنها
أخذها والدي و ضغط بقدمه بكل قوته على محرك مركبتنا ليلحق بتلك السيارة
و بعد جهد جهيد توقفت تلك السيارة و ظهر من صاحبها التذمر
من صوته المرتفع و نبرته المتغطرسه بقول : حقا مزعج ماذا تريد ياهذا ؟
أعطاه والدي المال و أوضح له أن الصرافه أخرجته بعد إنصرافه على الفور
و أتى والدي إلى سيارته من دون أن ينتظر جزاءً ولا شكورا من ذلك الرجل ...
أكمل والدي قيادته دون أن يهمس بحرف واحد أخذ الثلاث مئة من حسابه
و عثرنا على صيدلية و أخبرني عن طريقة إعطاء أمي دواءه ,, نعم تلك الطريقة التي حفظتها عن ظهر قلب
منذ أن كنت في الثالثة عشر من عمري و حتى الـ21 عام
أنتظر أبي حتى دخلت إلى المنزل و أغلقت الباب بإحكام ومن ثمّ أكمل سيره على قدميه
ليذهب إلى المسجد ليسمع الآذان و يستعد بالذكر حتى إقامة الصلاة


درس أبكم ولكن تعلمت منه الكثير عرفت أن المبادئ لا تغيرها الظروف و أن ظلام الليل
يوحي بـ قف لا تفعل أي معصية فإن هناك مطلع رقيب يعلم ما تخفي الصدور
تعلمت أن من ينتظر إطراء أو شكر فإنه شخص منافق فـ لو أنه أخلص النيه لله لزهد بكل مالدى البشر
من شكر و عرفان و إمتنان





سُكُون الموتى ..
__________________
.
.

أحتاج أن أهدأ..أن أجلس في مكان ما ﺑمفردي أستوعب كل مايحدث لي فَالحياة تجرفني إلى طرق بلا عوده دون وعي مني !
سُكُون الموتى غير متصل