لا أحد يشكك في شيخنا الفاضل الكريم الشيخ عايض القرني , وهذا الموضوع لا يدور في هذا الاطار من قريب أو من بعيد . لكنه محض النصيحة " العلنية " التي أزعم أن مشايخنا وفضلاءنا هم أكثر الناس طلباً وقبولاً لها بالقبول الحسن.
فوجئت قبل أيام بخبر انسحاب الشيخ عايض القرني حفظه الله وباعتزاله , والضجة التي أثارها هذا الاعتزال , حتى بلغت ذيول الموضوع حداً لا يمكن - من وجهة نظري - السكوت عليه. فلقد ولغت من خلال هذا الموضوع بعض القنوات كقناة العربية على استغلال هذه القضية للقدح بالصحوة , والغمز في المتدينيين , وتصويرهم - جميعاً - بالإقصائيين الذين لا يقبلون " المراجعات الذاتية " لرموزهم ومشايخهم , بل يضغطون على هذه الرموز ويحاصرونها ويقومون بحملات دعائية مضادة للتهوين من شأن مراجعاتهم وتراجعاتهم !!
أعتقد أن هذه الضجة هي ضجة مفتعلة ....غير حقيقية , وإلا فكلنا يعرف أنه قد جرى وما زال يجري حتى اليوم تهميش الكثير من المشايخ ومحاصرتهم إعلامياً ورسمياً , دون أن يُطرح مصطلح "الاعتزال " بهذا الشكل , ودون أن يثير هذا الضجيج الذي يُثار الآن.
هذا لا يمنع أن الشيخ عايض كان في غنى عن هذا كلَّه , لو أحسن التعامل مع غضبه ومعاناته بطريقة سليمة.
الشيخ على عيني وعلى راسي , لكننا في حاجة إلى قراءة الواقع وفق سياقاته دون تشنج , ودون أحكام مسبقة , ودون استسلام أو يأس.
للشيخ الحق في الاعتزال , ومثله لا يغفل عن وجود مبرره الشرعي لهذا الاعتزال , فالفتن اليوم مع كل أسف في كل زاوية من زوايا واقعنا ....وله في هذا سلف , فالكثير من علماء أهل السنة والجماعة اعتزلوا الناس بدءاً من الصحابة وحتى المتأخرين ....لا تثريب عليه في هذا ...
لكن التثريب عليه يأتي من " التصريح " بهذا الاعتزال , وكأننا أمام لاعب كرة قدم دولي !!
كان من الأحوط والأسلم والأكثر احتراماً للناس عامة وللمتابعين والمحبين للشيخ خاصة أن يتوارى الشيخ عن الأنظار بهدوء ودون ضجيج و" فرقعة " إعلامية قد تُحسب على الشيخ لا له....
هذا يذكرني بعالم الأنترنت , ورغبة بعض الكتَّاب في إثارة فرقعة إعلامية زائفة مع كل اعتزال وانسحاب , تنتهي بالرجاء و" الطْْلبة " والنداءات التي لها أول وليس لها آخر ....
الساحة الإسلامية لن تموت بذهاب شيخنا الفاضل عايض القرني حفظه الله ولا بقائه , وفي هذه الساحة رماح لا يثنيها الواقع البليد عن مسيرتها , ولا تسمح للعصي أن توقف دوران دواليبها , بل تجد في كل صعوبة فرصة ووراء كل باب مُغلق أمل ....
فواحكم
منفول من الساحة من الكاتب فواح