مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 19-06-2012, 07:50 AM   #7
سـ ـ ـارايـ ـ ـزر
عـضـو
 
صورة سـ ـ ـارايـ ـ ـزر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
البلد: بريــدة
المشاركات: 154
السلام عليكم ..
اعتذر لعدم إكمال القصة بسبب الانقطاع المفاجئ للاتصال..
هي ليست رواية بل قصة طويلة..

لنتم بقية القصة=) ..

الجزء الخامس *
ـ ـ ـ ـ
قال ( اخي ) حفظه الله وثبتنا واياه مستكملا" سرد ماجرى له من احداث :
استعدت شيء من الوعي .. ونظرت حولي .. اتفحص المكان ..في محاولة مني للرجوع بالذاكرة الى الوراء قليلا" ..
وسألت نفسي ما الذي اتى بي الى هؤلاء .. ! !؟ اين انا .. !؟ فجأه .. وبتصرف لا ارادي .. ضممت ذراعاي الى صدري .. !
ابحث عن شيء ماتذكرت غاليتي .. وفلذة كبدي ..!كانت بين احضاني .. !!
اين ذهبت .. أين هي ؟ صرخت .. اين ابنتي .. ؟ فاذا بصوتي يعود صداهـ الي مصدره ..
نتيجة كمامة اكسجين .. وضعوها على انفي وفمي معا" ..نزعتها وبقوه ..
دكتور ..
دكتور ..
هكذا كان ندائي لرجل اراه من بعيد .. يرتدي بزة بيضاء .. ويعلق على جيده سماعة طبيه ..
حضر الي .. ولمحت في وجهه نضاره .. وفي ملامحه كل معاني الدعة والاطمئنان ..
سألته : دكتور اين ابنتي .. !؟
ـــ

الجزء السادس*
ـ ـ ـ ـ
سألت الدكتور : دكتور اين ابنتي .. !؟
لاتتعب نفسك .. انت بحاجه الى الراحه .. هكذا اجابني .
شعرت بأنه لايفهمني .. او انه لايعلم ان ابنتي كانت في حضني .. فجأه ..
ظهر لي شاب سعودي .. متأنق في ملبسه .. مؤدب في حديثه وحادثني بأسمي قائلا" :
احمد الله على سلامتك يـا ( فلان ) وناداني بأسمي الاول .
اقلقتني عليك يارجل ..!! حفظك الله
لكن الحمد لله طمأنني الطبيب .. انك بخير كل مافي الامر مجرد ارهاق .. وسيزول بأذن الله
وشقيقك ( فلان ) واسماه بأسمه .. في طريقه الينا ابنتك معي .. ومع زوجتي .. انظر اليها هناااك
واشار بيده الى نهاية الممر الذي تطل عليه الغرفه .. فأذا بالفلذة بين احضان امرأة متحجبه
تداعبها وبين يديها .. لعبة اعدت النظر الى الرجل بتمعن ..
( وانا لازلت في مرحلة التأرجح بين واقعي الذي اعيشه .. وبين اخر المشاهد التي كنت اعيشها )
واذا بي امام شاب ( ملتح ) انيق .. وسيم .. مؤدب
عفوا" .. من انت ..؟ قلتها له .
انا اخوك .. عبدالاله الـ ........
الا تذكرني .. !!؟ كانت تلك اجابته .. !!
لم يدع لي مجال .. لمحاولة الاستذكار .. حتى لا يجهد ذاكرتي !! ( لله ما اروعه ) وواصل حديثه قائلا" :
انا الذي توقفت لك بسيارتي .. على طريق المطار واخذتك وابنتك معي .. وطلبت مني ان اوصلك الى اقرب مستشفى...
كنت لحظتها .. تعيش رعبا" لايوصف .. سمعتك تتلو الشهادتين .. وتسبح ربك وتستغفره ..
ماشاء الله عليك .. هذا نتيجة عظمة الايمان في قلبك .. بعد ركوبك معي بهنيهه .. احسست انك فقدت وعيك ..
شعرت بالقلق عليك .. ودعوت الله .. وسألته بعزته وعظيم جلاله ..
ان يحفظك لهذه الصغيره ومن معها !!وان لايريها مكروه فيك ..
سحبت ابنتك الجميله من بين يديك .. وحثثت المسير نحو هذا المستشفى الذي نحن فيه الان ..
وحين كنا في الطريق .. هاتفت زوجتي .. وطلبت منها ان تلقاني هنا برفقة اخيها لتعتني بطفلتك .. وقد حضرت كما ترى ...
كما ارجوك ان تعذرني .. اخي .. ( فلان ) وناداني باسمي ..
فقد تجرأت وادخلت يدي في جيب ثوبك واخذت هاتفك الجوال وبطاقتك الشخصيه
ومنها عرفت اسمك .. واتصلت بأحد الارقام المُدخلة مسبقا" في هاتفك تحت مسمى ( فلان – اخوي ) . وسألته عنك وعلمت منه بأنه شقيقك ..
اخبرته بالامر .. فاخذ منه القلق كل مأخذ .. الا انني طمأنته .. وهوفي طريقه الينا ..
يقول ( اخي ) .. اثناء سرده لقصته .. وانا مشدوه لحديثه ووصف قصته ..
كان ذلك الشاب يتحدث .. بأنطلاقة غريبة شعرت وهو يخبرني بما جرى لي ولأبنتي ..
بأنه اطهر من يسير على الارض .. تتطاير من عينيه نظرات التحنان
ومن بين شفتيه .. كل معاني البذل والايثار احسست بطيب معدنه .. ولطافة معشره
يأسرك بحديثه .. وطيب عباراته ابتسامته لم تفارق محياه البته ..حتى وهو يحدثني .. عن وقع المفاجأه عليه
حين حمل شخصا" غريبا" .. وفجأة يغمى عليه معه .. يملك هدوءا" غريبا" يبعث على السكينه
الغريب .. جدا" ان الرجل ( ملتح ٍ ) ماهكذا كنت اظن الملتحين .. !!
اين الفجاجه التي كنت اظنها فيهم !!؟
واين قسوتهم وشدتهم .. التي حدثونا عنها !!؟ واين عنجهيتم وتصلفهم ..!! ؟
ما اراه الان امامي .. شيء لايمكن وصفه .. ويناقض كل الافكار السيئة المرسومة عنهم .
هنا رجل قدّم وزوجته .. مالا يقدمه الغريب للغريب !!
احس هو بسرحاني .. واراد ان يعيدني الى اتزاني فقال :
لقد طمأنني الطبيب عنك .. فقد اجروا لك بعض الفحوصات
منها ما ظهرت نتائجه وهي مطمأنه .. والاخرى لازالت في المختبر ..
ولا تقلق فقد اكد الطبيب .. بأن قلبك اقوى من قلبي قالها وهو يضحك .. حتى بدى وجهه كبدر .
حضر الطبيب .. وسألني بعض الاسئله واجبته عليها .. واعاد لي بعض الفحوصات الاكلينيكيه
وشكوت له من صداع يقبع في مؤخرة رأسي اشعر وكأنه يكاد ينفجر ..!
ضرب على كتفي براحته .. وقال ( زي الحصان ) .. !! احتاج فقط الى ان ابعثك للاشعة المقطعيه ..
اريد ان اتاكد من سلامة الرأس .. ما ان نطق بهذه العباره .. الا وضاقت علي الارض بما رحبت ..
شعرت بالخوف .. والرهبه وبدأت المخاوف تنتابني من جديد ..
رأسي .. واشعه مقطعيه .. وفقدان وعي !!! ؟ كل هذه مؤشرات توحي على ان الامر .. قد لايبشر بخير !
جأني عبدالاله ..
هاه بشر .. وش قال الطبيب .. ؟ قلت وانا مرتبك .. يريد اشعه مقطعيه لرأسي ..
رد علي بقوله : .. سهلة جدا" وهذه تمنحك باذن الله الاطمئنان .. على سلامتك وصحتك
ثم اردف قائلا" :ارجوك ان تعذرني .. الصلاة ستقام الان .. سأصلي في مسجد المستشفى .. واعود اليك
اتركك في رعاية الله ..
غادر .. وبقي بصري متسمرا" نحو مسيره !! تاركا" لي الف سؤال وسؤال .. !!
وانا لماذا .. لا اصلي ... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هكذا حدثت نفسي
حاولت ان اتحرك من سريري .. فوجدت اني قادرا" على ذلك ..
مر الطبيب من امامي .. وحين رأني اهم بالنزول سألني مابك .. الى اين ؟
اريد ان اصلي .
اريد ان اصلي .
اريد ان اصلي .
قلتها مرة واحده .. و تردد صداها بين ردهات صدري .. وفي اعماق جوفي .. مرات عديده
شعرت بأني افخر بها .. وان غربتي عنها قد طالت ..
حسنا" .. لابأس ..اذا لم يكن ذلك يرهقك .. قالها الطبيب
واشار الى السقف .. انظر الى ذلك السهم .. فهو يشير الى اتجاه القبله .. لا .. قلتها بقوة .. !
اريد المسجد .. اريد ان اتوضأ اولا" .. نزلت من سريري
وحين انتصفت في الممر .. شاهدتها .. وقد اقبلت ..تسارع الخطى نحوي
تفتح ذراعيها .. وكأنها مهاجر وقد عادالى وطنه بعد اغتراب !
فلذة كبدي .. احتضنتها .. و استنشقت انفاسها قبلتها .. وضممتها حتى شعرت بأن اضلعي قد خالطت اضلاعها
بابا وش فيك؟؟ قالتها .. وبكت فأبكتني !!مسحت دموعي بخصلات شعرها ..
وحتى لااريها بكائي .. قلت لهاارجعي الى خالتكِ .. واجلسي معها حتى اصلي واعود..
( صرت تصلي زي ماما )
طعنتني بهذه العباره التي خرجت بعفوية وبراءه ..وكأنني كنت بحاجة الى تلك الطعنه ..
اعدتها من احيث اتت .. وجرجرت اقدامي نحو مكان الوضؤ .. وانا اشعر بثقل في راسي وباقي جسدي ..
( صرت تصلي زي ماما )
ـــ
الجـــزء السابــع والأخيـــر*
ـ ـ ـ ـ ـ
( صرت تصلي زي ماما )
رنين هذه العباره .. التصق بتفكيريتذكرت تلك ( المطوعه ) القابعه في منزلي ..
لكِ الله .. يازوجتي الغاليه اواه كم كنت قاسيا ..!!
توضأت .. وحرصت على ان احسن الوضؤ .. شعرت باني ذاهب الى اهم من يفد اليه المذنبون امثالي ..
دخلت ذلك المسجد .. والمؤذن يقيم الصلاهوكاني لم ادخل مسجد في حياتي قط ..
قدمت رجلي اليمنى .. وقلت في خاطري ..
رباه ..
عبدٌ ينؤ بحملٍ ثقيل .. وقف بباك .. فأرحم ضعفه .. واقبل توبته .. اصططفت مع ( الرجال ) ..
طردت كل مايجول بخاطري من افكار ..
واستحضرت انني .. ضيف جديد على كريم شعرت انني اقف امام ربي .. واريد ان اعتذر منه عن مابدر مني ..
كبّر الامام .. وكبرنا بتكبيرته ..
قرأ بالفاتحه ..
لله ما اعذب صوته .. وما اروعه .. !!وبعد الفاتحه ..
تلا ايات ..
ماكنت ادري اصلا" انها في القرآن ..
(( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ
فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ
تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ
قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ))
يا الله ..
كأنها تعنيني ..
أأنا المخاطب بها.. يارب !؟
أأنا المعني بهذا يارب .. !!؟
شعرت بفوح حرارة الرعب من الله تشتعل في جوف صدري
وضاقت غصتي .. وذرفت دمعتي ..
حاولت ان اجاهد نفسي .. واكتم لوعتي .. فما قدرت
لا اريد لمن حولي ان يسمعوا او يعلموا دمعتي !!
فأنقلبت نلك الدمعه الى بكاء ..
وتحول البكاء الى نحيب خافت ..!!
بكيت .. بكيت .. وبكيت !!!
وحين سجدت ..
ازداد لهيب الحسرة .. والندم
قلت اللهم ..
ان اثقلتني ذنوبي وكانت كالجبال ..
فما احقر حجمها .. امام عفوك ورحمتك ..
وحين قمنا للركعة الثانيه ..
اكمل الامام .. القرآة بقوله تعالى ..
(( قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ))
فتذكرت يأخي مواقفي التي لاتخفاك .. من اولئك الذي اسخر منهم .. وهم الى الله اقرب ..
وشعرت بفداحة اثمي .. وقلة زادي .. وخبالة عقلي
قارنت بين حالي وحالهم .. فوجدتهم هم الصابرون عن الملهيات والملذات .. وانا الغارق فيها
فكان جزائهم بما صبروا خير وانا المستهزيء بهم ..
الا ما اجهلني .. وما اعزهم !
شعرت بأن قدماي لم تعد تحملني .. واحسست بالانهيار .
التفت اليّ ( اخي ) وهو يواصل سرد قصته ..
ورمقني بنظرة منه ..
واذا بي غارق في بحر من الدموع الصامته ..
اوجعتك .. قالها متسائلا" .. !؟
بل والله ابهجتني .(اجبته)
(( اللهم ردنا اليك ردا جميلا ))

____
انتهت ,,
وأتمنى أنها نالت رضاكم واستحسانكم
سـ ـ ـارايـ ـ ـزر غير متصل