’‘
بِالأَمس كُنت وَحِيداً أجُوب الطُرقَات في السَاعة – الثَانِية – بَعد مُنتَصَف اللَيل !
كُنت أُفَكِر وَ بِعَالم مَلِيء بِالضَوضَاء و البَعثَرَة , فقد كُنت أستَرجع ذِكرَيات مَرَتْ و إِنتَهَت و تَلاشَت !!
بعض تِلك الذِكريَات أوَد نِسْيَانهَا بل تَجَاهلهَا و إخرَاجُهَا مِن مُخَيلَتِي و ذَاكِرَتِي ..
و البَعض الآخر أود لو أنني لا زِلْت أتَعَايش مَعهَا و بِنَفس وَقتِهَا و بِنَفس طَعم حَلاوَتها ,,
قطع ذلك التَفْكِير ( صَوتُ الهَاتِفْ ) الذي يُنبِئ بِوجُود مُكَالَمَة مِن أحَدُهُمْ !نَظَرت إلى الهَاتِف
لِأَرَى أَن المُكَالَمَة مِن ذلك القَرِيب الذي كُنت بِرفقَتِه مُنذُ الطُفُولَة !!
قال لي : ( أَهلاً .. أَتَذكُر صَدِيقِي ) !؟؟ قُلت له : ( مَا الذي دَهَاك !؟ و أَي صَدِيقٍ تَقصُد ) !؟؟
قال : ( صَدِيقِي الذي قُمت بِمُنَاصَحَتِه بِأَن يَنظُر لِحَال أَولاَدِة و يَتَفَقد أُمُورُهُم و يَجلِس مَعَهُم لِيَنظُر
إلى مُتَطَلَبَاتِهم , الذي أشْغَلَته الدُنيَا بِجَمع الأَمْوَال و السَعِي خَلفهَا ... )
قُلت لَه : ( وَ هَل ذَاكِرَتُك إستَرجَعت ذِكريَاتٍ كَذَاكِرَتِي !؟
أَم أنَك فَقدت عَقلك , و تُهت فِي دوَّامَة مِن المَاضِي !؟
أَلَى تَذكُر بِأَن صَدِيقَك هَذا " رَحمـَه الله عَلَيـه " تُوفِي مُنذُ سَنة تقرِيباً ) !؟؟
قَالَ لِي : ( أَذكُر !! وَ لَكني إِتَصَلتُ بِك لِأُخبِرك بِأَمرٍ جَعلَ مِن قَلبِي أَنْصَافاً ) !!
قُلت : ( وَ مَا الأَمر ) !؟؟
قَالَ : ( إِبنَهُ الَذِي يَبْلُغ مِن العُمر " سَبْعَ سَنَوَاتْ " حِينَ وَفَاتِه الذِي يَرقُد فِي العِنَايَة المُرَكَزَة أفَاق بِحَمد مِن الله و لَكِن الأَمر المُؤسِف !
هُوَ أَنَهُ قَالَ لِي : ( أَينَ أَبِي وَ أَينَ مِحْفَظَتِي ) !؟؟
فقُلتُ لَه : وَ مَا الرَابِط بَينَهُمَا ؟!
فقال : ( إِستَجمَعتُ مِئَة رِيَال بِتِلك المِحفَظَة و أوَد أَن أرَى أبِي بِتِلك المِئَة لِأَنَهُ قَال لِي فِي أَحَد الأَيَام عِندَمَا أتَيت
لِأُخبِرَةُ بِمَوعِد مَجلِس الآبَاء في مَدرسَتِي قال :
" بُنَي دَقِيقَة وَاحِدَةْ أَقضِيهَا مَعَكْ وَ بِمَجْلِسْ الآبَاءْ لاَ تُفِيدَنِي بِشَئ !
وَ دَقِيقَة وَاحِدَة أَقْضِيهَا فِي تِجَارَتِي أنَالُ بِهَا مِئَة رِيَال " ) !!
’‘