نبدأ بأول فضيلة ثابتة من فضائل شهر شعبان
عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم شهراً من الشهور ما تصوم في شعبان، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله تعالى فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم))؛ رواه النسائي وحسنه الألباني في سنن النسائي.
وأن أشهر البدع في هذه الشهر هي بدعة الإحتفال بليلة النصف من شعبان وفيها..
(1) بدعة الصلاة الألفية وهذه من محدثات وبدع ليلة النصف من شعبان وهي مائة ركعة تصلي جماعة يقرأ فيها الإمام في كل ركعة سورة الإخلاص عشر مرات.. وهذه الصلاة لم يأتِ بها خبر، وإنما حديثها موضوع مكذوب.
فيجب على المسلمين عدم الاحتفال بهذه الليلة بأي شكل من أشكال الاحتفال، سواء كان ذلك بالاجتماع على عبادات معينة، أو إنشاد القصائد والمدائح، أو بالإطعام واعتقاد أن ذلك سنة واردة.
(2) تخصيص ليلة النصف من شعبان بالصلاة ونهارها بالصيام لحديث: ((إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها))، وهذا حديث لا أصل له.
قال العلامة الشوكاني - رحمه الله - في: (الفوائد المجموعة) ما نصه: حديث: ((يا علي، من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و(قل هو الله أحد) عشر مرات إلا قضى له كل حاجة... إلخ)) هو موضوع.
(3) تخصيص صلاة العشاء في ليلة النصف من شعبان بقراءة سورة يس، أو بقراءة بعض السور بعدد مخصوص كسورة الإخلاص أو تخصيصها بدعاء يسمى: دعاء ليلة النصف من شعبان، وربما شرطوا لقبول هذا الدعاء قراءة سورة يس وصلاة ركعتين قبله، وكذلك تخصيصها بالصوم أو التصديق.
قال الإمام النووي - رحمه الله -: (صلاة رجب، وهي (صلاة الرغائب)، وصلاة شعبان بدعتان منكرتان قبيحتان).
(4) الاعتقاد أن ليلة النصف من شعبان مثل ليلة القدر في الفضل. قال الشقيري: (وهو باطل باتفاق المحققين من المحدثين). أهـ (السنن والمبدعات 146)، وذلك لقوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة: 185]، وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ [القدر: 1]، وليلة القدر في رمضان وليس في شعبان.