السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيّاكم الله...
أولا : طيب...هاهم قد وضعوا السلاح...أو هب أنهم لم يرفعوا السلاح...فما البديل ؟!
هل يعيشون في ظل دولة كافرة تحكم بغير شرع الله...وتحارب الموحدين...وتسجن كل من انتسب للسنة...
ستقول لي ؛ عليهم بالصبر والإعداد !
فأجيبك : أولا؛ من أخبرك أنهم لم يعدوا ؟!
2: هب أنهم لم يعدوا....فكيف يكون الإعداد في بلد نصف سكانه مخابرات ؟
وكيف يكون الإعداد في بلد يسجن فيه من يحمل سكين مطبخ في جيبه ؟!
3 :هل أعددت أنت ؟ وهل فكرت في الإعداد...؟
ولا تقل أنك تعيش في أمن وأمان فتلك دعاوى كنا نسمعها في تونس وليبيا ومصر وحتى سوريا...!
ــــ قولك : اين تطبيق قوله تعالي ( كفو ايديكم ) ..؟؟
فأقول: ! ليتك نقلت الأية كاملة !...وليتك نظرت إلي سبب النزول فتعلم أنه دليل عليك لا لك !
فالأية تقول : ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب )
ألا ترى أنهم كانوا مأمورين بكف الأيدي..بدليل قوله تعالى : "ألم تر إلى الذين قيل لهم "
وبعدها أذن لهم بالقتال...والدليل قوله سبحانه : "فلما كتب عليهم القتال"
فلما كتب عليهم القتال صار البعض حاله كحالك ! ويتحدث بما تتحدث به أنت في موضوعك هذا !...والدليل قوله تعالى : " إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب "
!! فسبحان الله ! ما أشبه الليلة بالبارحة !
ويبين هذا ما رواه الطبري عن ابن عباس : أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابا له أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ، كنا في عز ونحن مشركون ، فلما آمنا صرنا أذلة ، فقال : إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا . فلما حوله الله إلى المدينة أمر بالقتال فكفوا ، فأنزل الله تبارك وتعالى : " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم " الآية
وبهذا يتبين لك أن ما تستدل به

كفوا أيديكم) ليس دليلا على ما تتصوره أنت !
وليس أمر بالكف إنما إخبار ووصف لما كان عليه الصحابة قبل أن يُأمر بالقتال !...هذا وفقط..
فلا تتوهم غير هذا...وإن ادعيت غير هذا فانقل لنا فهم السلف للأية لا فهمك أنت !
وأيضا فيه رد على استدلاك بالمرحلة المكية !...
فحين كان النبى صلى الله عليه وسلم في مكة أُمر بالجهر بالتوحيد وتسفيه دين المشركين لكنه لم يُأمر بالقتال...فلما أذن له ونزل قوله تعالى (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير) قاتل المشركين...
وليس السبب ما يدّعيه البعض من أنه كان ينتظر تأسيس دولة..و...و الخ الأباطيل !
فكيف نترك الدليل والذي هو قوله تعالى : "أذن"
وقوله صلى الله عليه وسلم : "إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا "
على أنه كان مأمورا بالكف...ثم أمر بالقتال...فكانت أية القتال ناسخة لما قبلها من ايات الكف...
ونأخذ بزبالة أفكار بعض المتأسلمين الذين يدعون أن النبى صلى الله عليه وسلم اختار عدم القتال...ثم لما أسس دولة وجمع أسباب القوة قاتل !
فكيف يستقيم هذا وأولى غزواة النبي صلى الله عليه وسلم كان جيشه لا يساوي ثُمن جيش المشركين !!
أما حديثك عن العدد...والقائد...و...و !
فيكفي قوله تعالي : ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك )
قال الإمام البغوي في تفسيره، عند هذه الأية : : (أي : لا تدع جهاد العدو والانتصار للمستضعفين من المؤمنين ولو وحدك ، فإن الله قد وعدك النصرة وعاتبهم على ترك القتال...)
فانظر لقوله : (ولو وحدك)
وتأمل قوله

وعاتبهم علي ترك القتال) !
فكان الواجب عليك كتابة أسطر لتحريض الناس علي نصرة المسلمين لا كتابة هاته الأسطر المخذلة المثبطة !
قال الإمام ابن حزم رحمه الله : " ولا إثم بعد الكفر أعظم من إثم من نهى عن جهاد الكفار، وأمر بإسلام حريم المسلمين إليهم ".
فما تقوم به هو إرجاف محض (راجع معنى الإرجاف)
قال الله تعالى : (لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً )
قال الطبري - رحمه الله "والمرجفون في المدينة قوم كانوا يُخبرون المؤمنين بما يسُوءهم من عدوهم، فيقولون إذا خرجت سرايا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلم -: إنَّهم قد قُتلوا أو هُزموا، وإنَّ العدوَّ قد أتاكم، قاله قتادة وغيره، وقيل: كانوا يقولون: أصحابُ الصُّفَّة قوم عُزَّاب؛ فهم الذين يتعرَّضون للنِّساء، وقيل: هم قوم من المسلمين ينطقون بالأخبار الكاذبة؛ حُبًّا للفتنة، وقد كان في أصحابِ الإفك قومٌ مسلمون، ولكنَّهم خاضوا حبًّا للفتنة، وقال ابن عباس: الإرجاف: التماس الفتنة، والإرجاف: إشاعةُ الكذب والباطل للاغتمام به".
وقال الطاهر بن عاشور: "والإرجاف: إشاعة الأخبار، وفيه معنى كون الأخبار كاذبة أو مُسيئة لأصحابها يُعيدونها في المجالس؛ ليطمئنَّ السَّامعون لها مَرَّة بعد مرَّة بأنَّها صادقة؛ لأنَّ الإشاعة إنَّما تقصد للترويج بشيء غير واقع أو مِمَّا لا يصدق به؛ لاشتقاق ذلك من الرجف والرجفان، وهو الاضطراب والتزلزُل، فالمرجفون قومٌ يتلقَّوْن الأخبار، فيُحدِّثون بها في مجالسَ ونَوَادٍ، ويُخبرون بها من يسأل ومن لا يسأل، ومعنى الإرجاف هنا: أنَّهم يرجفون بما يُؤذي النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - والمسلمين والمُسلمات، ويتحدَّثون عن سرايا المسلمين، فيقولون: هزموا أو أسرع فيهم القتلُ أو نحو ذلك؛ لإيقاع الشك في نفوس الناس، والخوف، وسوء ظن بعضهم ببعض".