مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 08-07-2012, 07:24 AM   #16
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537

أختي الكريمة قصية :

بما أنني أكبر منك سنا , فأتمنى أن تتحملي كلامي ولو كان قاسيا عليك ..

دائما في هذا المنتدى أرى فيك التشاؤم من كل ما حولك , فالدنيا عندك فاسدة , والباطل منتشر , والخير مضمحل , والناس أشرار , والفتن من كل جانب , والدين مدحدر ... الخ

لماذا كل هذا ؟؟

هل أنتِ الوحيدة التي تغار على الدين , وترى ما لا نراه ؟

هل أنت الوحيدة التي لديك رؤية للدين وخوف من أهل الزيغ والضلال , وباقي الناس غافلون سادرون ؟؟

يا أختي الكريمة : إذا كنتِ تبحثين عن الحق والصواب حسب ما جاءت به الشريعة , وأظنك كذلك إن شاء الله , فاستمعي :
1. الإسلام أمرنا بالفأل , وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل .
2. قال عليه الصلاة والسلام : من قال هلكَ الناس فهو أهلكُهم , أي أشدهم هلاكا , وفي رواية : فهو : أهلكَهم , أي هو الذي تسبب في هلاكهم .
3. قال تعالى عن زكريا وأهله : " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا , وكانوا لنا خاشعين "
فالإسلام قائم على الرغبة والرهبة , وليس الخوف فقط , والتشاؤم فقط ..
4. الأمة فيها خير كثير , ولن ينقطع هذا الخير حتى يأتي أمر الله .
5. جاء في الحديث القدسي : أنا عند ظن عبدي بي .... فظني بربك خيرا بنفسك وبمن حولك , وبأمتك أيضا ..
والله إننا لنرى المنحَ تتلألأ من بين المحن والمصائب .

نبينا الكريم يبشر بكنوز كسرى وقيصر وهو طريد في الهجرة , ويبشر بقصور الروم وفارس وهو محاصر في الخندق , لأنه ينظر بنور الله ووعد الله الصادق .

فلماذا كل هذا التشاؤم ؟ وكأن الناس حولك أصبحوا كفارا فسقة مجرمين !!

ارفقي بنفسك يا أخية , فأنت ما زلت في بدايات شبابك , وليس من الحق ولا الصواب أن تعذبي نفسك وربما تعذبي من حولك بمثل هذه الأفكار السوداوية ..

اخلعي النظارة السوداء , وأطلقي العنان لعينيك لترى النور والصباح الجميل ..

اقرأي سير العلماء وأهل الأدب لتعرفي كيف كانوا آخذين من الدنيا حظها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا دون أن يخلوا بدين الله وشرعه ؟

هي نصيحة أخ مشفق , ربما تكون قاسية , لكنها مكتومة في القلب منذ أمد , فهوني عليك , واعلمي أن الإنسان كلما ارتقى في العلم كان أدعى لثقته بما عند الله

ولذلك تجدين العلماء أقل الناس خوفا من المجهول , لأنهم يعلمون سنن الله تعالى , ويثقون بوعد الله تعالى , ويعلمون أن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم , وأن ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم ..

ولعلك تقرأين كلام ابن تيمية في سجنه وكأنه يعيش في أرقى القصور من صفاء قلبه , وصدق سريرته , وحبه لأمته ودينه , وتفاؤله المشرق .. إنه يرى بنور الله تعالى ...

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك ..

والسلام عليك

ومعذرة على الإطالة .


__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل