عـــنـــدمــا استعظم الأسى . .
[color=#DE94A4] [align=center[color=#DE94A4(بسم الله الرحمن الرحيم )[/CENTER]
ذات مساء كنت جالس أمام البحر والقمر فوقي يرسل إلى الدنيا ألوانه الفضية ليُعطيها منظر خيالي . . . هبت نسمه أشعرتني بشئ من الراحة ، ولكن سرعان
مارجعت إلى شرودي وحزني . عاتبتني الأمواج قائله : ولماذا هذا الحزن؟
فمنذ زمن وأنت تأتي إلى هذا المكان حزين ، وكل يوم يزداد حزنك . كررت سائله لماذا هذا الحزن ؟
قلت لها : لأن الليل قطب جبينه في وجه كل مشتاق إلى بسمة النهار
ولأن الظلام خنق نسائم الورد فما تفتحت الأزهار ،ولأن الرياح الهوجاء أُتيح لها أن تثور وتخرس الطيور ، ولأن السكون المريب يحكموا على الشموع أن تذيب وعلى النجوم بشحوب ، ولأن الليل يطبق على الدنيا بالظلام ويقنع الخانع بالمنام ، ولأن الحقوق ضُيعت والباغي بلغ ذروة العقوق واحتمى بظلمة السروق واستوى الكاذب والصدوق ولأن الأسى إستعظم . . . قاطعتني الأمواج قائله :
تــلـــك مطـــالــع الـــشــروق .
قلت : أنى يكون لنا شروق ونحن ننام على رعود القاصفات ونصحى على تدمير البلاد ، جثث القتلى بكل مكان ، مشاهد الحزن في كل بيت مسلم ، أموالنا تُنهب ،أراضينا تسلب ، أعراضنا تنهك وشبابنا في السجون ، أطفالنا في مدارس العدو يدرسون ... أه .. أه... لقد إستعظم الأسى ، لقد إستعظم الأسى .
يأمتي شوقي إليك يسوقُ
وحنين قلبي بالعلاء يتوقُ
وجراحنا قد ألزمتني بالأسى
دمع يسيل وفي الفؤاد حريقُ
قالت الأمواج : إعلم أن جحافل الظلام لن تعوق وأن طلوع الفجر قد إقترب وأن الليل يعلن بنفسه مراسم الختام .
قلت : لا .. لا.. أتوقع إن لليل نهاية .
قالت : الأيام بيننا .
وبعد مرورعدت أيام . نقلت وسائل الإعلام صور تلك الرجال الأشاوس وهم يرددون صيحا ت التكبير والعزة في مدينه الرمادي الباسلة ، صور رجال وهبُ أنفسهم رخيصة لأجل الباري تركو الدنيا وما فيها من أجل نصرة الحق .
هناك تذكرت أن لليل نهاية وأن الفجر قد إقترب وأننا لمحنا بصيص النور من بعيد فعرفنا هاهنا الخروج من هذا الليل القاتم .
محب المجاهدين .
طـــــالـــب الــفـــردوس.
|