مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 12-07-2012, 08:43 PM   #1
أبو سليمان الحامد
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537


شكرا لك أخي معلم مغترب على النصيحة القيمة , بكلمات موجزة لكنها نافعة بإذن الله .
والله تعالى يقول في محكم التنزيل : {لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} (114) سورة النساء
وقال سبحانه : {وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا} (53) سورة الإسراء
وقال سبحانه : { وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً } (83) سورة البقرة
وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (70) سورة الأحزاب
والآيات في هذا المعنى كثيرة .
فيجب على المسلم أن يختار ما يقول ويكتب , بل عليه أن يكون لِما يكتب أشد احتياطا ومداراة , لأنه باقٍ بعده .
وعلينا إخوتي في الله أن نكتب ما نرى أنه ينفعنا في ديننا أو دنيانا بعيدا عن الإسقاطات والشتائم والتحزبات والغمز واللمز .
ما أجمل أن نتحاور بلغة راقية , واحترام بالغ .
ليس المهم أن نكون على رأي واحد , ولكن المهم أن نكون على قلب واحد , بحيث يحترم أحدنا الآخر , وأن يحسن الظن به ما وجد إلى ذلك سبيلا .
ما أجمل أن نتناصح برفق , وأن نتعاون على البر والتقوى !
ما أجمل أن نكتب بعِلْم , وأن نصدر عن علم , ومن رأيناه يخالفنا القول أن نرفق به , وأن نناقشه بهدوء وروية , فما كان الرفق في شيء إلا زانه , ولا نُزع من شيء إلا شانه .
ما أروع أن نثري الساحة بالحوار العلمي الجاد تارة , وبالمزاح المقبول تارة , وبالنقد الهادف تارة أخرى , فهذا دأب الحكماء , ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيراً .
ما أجمل أن نتقبل النقد برحابة صدر ! وأن لا نغضب ممن يخالفنا , فنحن غير معصومين , وقد يكون الحق مع غيرنا , ونحن نظنه معنا .
وليس شيء أشنع على الكاتب من أن يزيّن له سوء عمله فيراه حسنا , فتأخذَه العزة بالإثم ليجادل بالباطل !!
أسأل الله تعالى أن يهدينا للتي هي أقوم , وأن يصلح لنا القول والعمل , وأن يبلغنا وإياكم الشهر الكريم على حُسْن عمل , وبلوغ أمل .

شكرا أخي معلم مغترب .
__________________

وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ


[ محمود سامي البارودي ]
أبو سليمان الحامد غير متصل