’‘
تسيرُ بخطواتٍ ثابتـة نحو كُرسيها الأبيض ! تتوقف تـارة و تسيرُ تارةً أخرى ..
تتظاهر بالفرحة و ترسمها على مُحياها !
حاملةً وردة الجوري بين كفيها .. تُطفئ الأنوار و تُشعلُ الشموع و يتعالى صوت الدفوف !!
و يُصَفق الحضور أُنساً و فرحـاً ..
تُزف نحو كرسيها الأبيض , لا بسـةً بياضاً يغشاها ! يُفرشُ لها الطريق ورداً و يُغنى بإسمها و جمالها !!
تبهر العيون و تخطف القلوب ,, ترقُبها النظرات مُنتظرين منها السير نحو ذلك الكُرسي !
يرون كرسيها " جنـةً بيضـاء " و تراهُ جحيمـاً ! تراهُ ذلك العذاب الذي حلَّ بها و من أقرب قريب !! تراهُ ظلماً و عدوانـاً !
تراهُ أعينها بلون السواد ,, و يراهُ قلبها بلون العذاب المُحتم عليها ..
تريد أن ترجع للحظات سابقة لكي تغادر المكان نحو كوكبٍ آخر بعيداً كل البعد عنهم !
تريد أن يسكبوا عليها ماءً لكي تفيق من كابوسٍ مزعج !! و للأسف سمعت الدفوف تنطلق في زفِّها !
شفتيها تتحركان بصمت ..
و تقول في خاطرها : ( ربي حانت اللحظة التي أريدك أن تأخذ أمانتك !! خُذ مني روحي و أسلب مني أنفاسي فلم أعد أريد الحياة ) !
أخيراً وصلت كرسيها و تعالت أصواتهم مهنئين و مباركين لها !!
(( و بعـد سـنـة ))
رزقها الله بمولودة .. فعادت لبيت إحتواها منذُ الطفولة " مُطلقة "
و أصبحت تباتُ على مُراً و تصحوا عليه ..
و قامت برعاية إبنتها حتى أتى ذلك اليوم الذي فيه تُرغم إبنتها على الزواج من شخص لا يستحقها !!
فوقفت في وجوههم مُعارضـة على قولهم ..
لتقول لهم :
( كُـفـوا عن إرغـام الإناث على أزواجٍ ليسـوا كُفـئـاً لهُـن ) !!
’‘