اعلم أن الصبيّ أمانة عند والديه , وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة , وهي قابلة لكل نقش!
فإن عوّداه الخير نشأ عليه وشاركه أبوه ومؤدبه في ثوابه , وإن عوداه الشر نشأ عليه وكان الوزر في عنق وليّه
فينبغي ان يصونه ويؤدبه ويهذبه ويعلمه مكارم الاخلاق , ويحفظه من قرناء السوء
"ابو حامد الغزالي"
.. كنت أنظر لأولاده وبناته بعين الشفقة وبعدما كبرت بدأت أعترض لكن بلا نتيجة! ليس بيدي غير ذلك! كان أبًا عاقًا لأبناءه ..!!
لا يفكر إلا بنفسه يدلّلها ويلبي رغباتها ويشتري ضياع عقله بمئات الريالات ويبخل على أبناءه الريـال للمدرسة !
والقضايا والمحاضرات التي تحصل في البيت من أجل نهاية أوراق الدفتر وطلب آخر! لا تنتهي!! وماخفي كان أقهر ..!
تقول لي إبنته كنت أخجل بين صديقاتي وقت الفسحة ليس بيدي سوى الساندوتش المحشوه بالفول دون مشروب يدفع الأكل
فبدأت لا أخرجها من الحقيبة درء الهمس واللمز! فتسألني صديقتي (مامعك فسحة؟) وأجيبها (ماني جوعانة مفطره بالبيت)
فيضحك أخوها المتزوج ضحكة جهورية مليئة بالحزن متذكرًا أحد المواقف القديمة فيبلع غصته ويقول:
(أجل اسمعن سالفتي يوم كنت بالإبتدائية ....الخ)
كان من حول الأب من أقارب جيران وغيرهم يشمئزون منه لأفعاله وضياعه وإهماله أبناءه.. وكانت والدتهم تتمنى العمل
لقضاء حاجتها وحاجة أبناءها وإسعادهم وكفْ ألسنت الناس وسخرية أقرانهم لترتاح من منّته وبخله لكنه يرفض!
.... ترك أولاده المدرسة في سن مبكر وأصبحوا صيدًا سهلًا لأهل الهوى!! لولا الله ثم والدتهم التي كرّست حياتها بالدعاء لهم
والحرص عليهم وعلى بناتها ونصحهم .. حتى بدأت بالإتصال على أهل الدين والصلاح ليأخذوا بأيديّ أولادها عن السقوط!
مرت اليالي والسنوات المتشبعة بالألم والتحطيم النفسي وكانت النتيجة ..!!.. أن أولاده وبناته أصبحوا فاشلين بعدة نواحي!
وأهمها ضعف الوازع الديني لديهم! وضعف شخصياتهم بالرغم وأنهم متزوجين !
والمصيبة أن والدهم يتساءل اليوم (ليه عيالي وبناتي كذا من بد الناس؟) بل ويقول (ماقصرت معهم) ..!!!
جاء رجل إلي عمر بن الخطاب ليشكو إليه عقوق ابنه ، فأحضر عمر ابنة وأنّبه
فقال الولد : يا أمير المؤمنين أليس للولد حقوق على أبيه ؟
قال : بلى
قال : فما هي يا أمير المؤمنين ؟
قال عمر : أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب (القرآن)
فقال الولد : إن أبي لم يفعل شيئاً من ذلك!
أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي ، وقد سماني جُعلا (أي خنفساء) ، ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا
فقال عمر للرجل : قد عققتَ ابنك قبل أن يعققك ابنُك !
__________________
لا يتوقف الناس عن اللعب لأنهم كبروا ، بل يكبرون لأنهم توقفوا عن اللعب . أوليفر
آخر من قام بالتعديل قـــصـــيـــة; بتاريخ 26-08-2012 الساعة 01:44 AM.
السبب: يـــتـــبـــع ..
|