[لسـ المواطن ـان]

أستاذي / " كبير المحايدين "
تحية طيبة .. وبعد

كم أنت ممتع حتى في اعتراضك .. مع العلم أن الخلاف لا يزال قائم .. وعندي ما أعترض عليه .. كذلك لدي نقص معرفي .. مازلت أستفد منك لسده .. ولم أشبع من الحوار معك .. لذا أستأذنك بالمواصلة إن سمحت لي .. .

فأبدأ بأننا أمام لغة ودين ، ولابدأن يخدم أحدهما الآخر .. ولن تقول بأن الدين خادم اللغة أو مسخر لها .. !
هذا لأن المخدوم هو الدين ، والخادم هي اللغة .. فلن يصل الدين للمتدين عن طريق الإشارة أو التمتمة .. !
إذا فاللغة لابد أن تخدم الدين ، ودون أن تعارضه .. !
سلّم بهذا أخي .
فإن سلمت بخدمة اللغة للدين فهنا أكون ، وأنت متفقين .. وعلى هذا نتحاور .. .
وليس الأمر عندي قول فلان أوآخر من الناس .. ولكن مقالنا هو : هل مفهوم هذا المقال بوافق الشرع أو يصنع لبس عند الناس ..؟
فإن اختلف إثنان على معنى جاز لنا القول أنه يحتمل التعريض .. وهذا لسنا نطلبه الآن .. ولكن نطلب المقال البليغ النقي من اللبس !

لذا بين يدي الآن " الاشتقاقُ عندَ ابنِ جنِّي " سأطلع عليه وعلى عجالة حتى أفهم من فهمك عن الجف ، والجفاء .. .
أما كلمة " سيدي وخالقي " فمن بداية اعتراضي عليها لم يكن إلا اعتراضاً عقدياً لم يفسدها في السمع إلا كلمة ( سيدي ) التي أحدثت تضارباً وخلط عند من يقرأها .. ولو استقام سياقها لما حل العطف محل القسم .. ولما اختلفنا عليها .
علماً انها لم تكن أبداً بيننا إلا كلمة نهينا عنها بصريح العبارة .. !!
فما خشاه النبي ورفضه ونهى عنه لا يجب على الخلق التعالي فيه .. وإلا لكان كثيراً من أفعال الرسل مطالبٌ بها العباد .. فالنبي تزوج بتسع من النساء .. هل نجمع التسع كما فعل الرسول .. ؟
فقد فعل النبي ونهي المسلمون عن هذا إلا التعدد المعروف في الزواج ..عدا ملك اليمين .. .
لذا فالأمر من النبي صلوات الله وسلامه عليه يترك للإستطاعة أما النهي فالامتثال فيه هو بالإقلاع عنه .
ولم يرد النهي من عالم لغوي أو صحابي جليل حتى يحلل من بعده أو يترك للجدل .. .
ولكن أتى من رسول الأمة لذا وجب الامتثال لأمره ونهيه .. وللرسول قول ما شاء خصوصاً في ذلك الوقت حينما كان الناس حديثي عهد بالإسلام ..
فتأليف القلوب كان همه ، ومنهجه آن ذاك فهذا ما كان صلوات الله وسلامه عليه .. .
خصوصاً وأن الناس خرجوا بالاسلام من الشرك وكانت في النفوس أشياءً كثيرة من الجاهلية .. التي كان فيها( أبا لهب وأبا جهل ) هما سادة قريش .
فقد كانوا أسياد مكة وحكامها ، وكان أمرهم ماض فيها حتى على / النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثه .. .
أما وقد بعث النبي للناس سقطت سيادة أبا لهب وأبا جهل .. ولم يحتلها من بعدهم النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه .ولكن نهى عنها وأوضح أن السيد هو الله .. الذي عز الناس بالإسلام ولم يكن للذل السابق بعده مجال .. .
فلا سيادة في الإسلام ولكن نبوة ، وقد ختمت به ، كذلك خلافة ، وإمارة ، وصحبة .. ولم أسمع أحداً قال للعلماء السابقين يا سيدي أو انا وأنت قلنا لأحداً سيدي .. وليس في ديني وأنت تقديس أو تعظيم أحداً إلا الله .
أما عند غيرنا فقد جعلوا من أبناء المتعة أسياداً لهم ويطالبون الناس بالخنوع لاستسيادهم .. ! فكم سيداً عند الرافضة ..؟
فإن لم تكن كلمة ( سيدي ) تعظيماً فما تكون إذاً ؛ ولماذا تواضع النبي عنها أو رفضها .. وبأي حجة نتلذذ بها نحن أو نجيزها بيننا .. وإن قلت بكلامك فهل تتحمل وزرها إن قلتها لغير أبي وأمي .. ؟


أما عن الآية التي أوردتها من سورة يوسف (آية:25): أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر والفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من اراد باهلك سوءا الا ان يسجن او عذاب اليم }
هنا أفهم من الآيه الكريمة أننا أمام مثنى استبقا وألفيا الباب أي سباقاً ألى الباب هارباُ أحدهما يتبعه آخر فلماذا لم يثنى السيد لهما معاً .. ولكن قال الله عز وجل " سيدها لدى الباب " ولم يرد سيدهما لدى الباب .. فهنا أفهم من أن السيادة سيادة ولاية ورعاية وليست تعظيماً للعزيز عند يوسف هذا لأن يوسف عليه السلام هو الرسول فلا سيد له إلا باعثه ومرسله عز وجل .
فكانت السيادة خاصة بالزوج على أهل بيته لولايته على أهله .. وإلا فالله عز وجل قد سمى هذا الرجل بالعزيز .. فهل يجيز هذا أن نسمي أنا وأنت مولوداً يولد لي أو لك باسم العزيز أو نتسمى أنا وأنت بهذا الاسم ..؟ حرام .
هنا أقول أن ( سيد ) هي لفظ قديم ورد في القرآن لأنفس على أنفس دون الأخرى .. وبهذا كان سيدها وليس سيدهما

كذلك التورية قيل عنها نوع من الكذب فهل القرآن يكذب في هذه الآيات حين قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم
في سورة الزمر (آية:65):
{ ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين } فهنا يخرج سؤال يقول : كيف يشرك النبي .. ؟
هذا نوع من التعريض وجه للرسول والمخاطب فيه كل من آمن بالرسول ثم أشرك .. فالأنبياء معصومين من الشرك .. والقرآن الكريم يخاطبنا بخطاب الله للرسل .

لذا أخي الفاضل أقول لك : هو أمرنهينا عنه وفعله الرسول لسبب .. فلا يجوز أن نسوقه إلى من هب ودب .. !
فكيف إذا يتحرج الأساتذة من كلمة أستاذ ، وهي تصرف لأي شخص في الشارع أو في أي مكان وهي تطلق لمن نجهل اسمه ولو كان حمالاً .. كذلك كلمة شيخ أو أمير .. فكيف نتهاون بهذه الكلمة التي قد ورد بها نهي صريح .. ؟
ولا نزال نتجادل بها منذ قديم الزمان .. وهي كلمة تركها أولى من مشابهة أهل الشرك ممن جعلوا هذه الكلمة محل تعظيم وتبجيل لمشركهم الأكبر .. أليست كلمة سيد هي محل الصحابي عند الرافضة أو هي أعلى درجات .. ؟!
والله إني تاركها حباً في الرسول وأمره ؛ كذلك كرهاً للراضة المشركين الذين أساءوا إلى الدين والنبي وآله .
أخي الفاضل ( سيدي ) كلمة لا يقبلها إلا انسان اعترف بذل نفسه أمام غيره .. !
فالضد لهذا التساهل بهذه الكلمة عندي سداً منيع أمامها أن تصرف لمخلوق .. وإن قالها النبي صلى الله عليه وسلم لأحداً فهذا لأن الناس حديثي عهد بالإسلام ويحق للنبي فعل ما لم نفعل أو ما نهى عنه . وإلا لما ينهى عنها أصحابه .. ؟

أخيراً أخي الفاضل : أعتز بحوار معك حتى وإن لم نتفق .. ولكن توجد عندك كثيراً من الفوائد لي ولغيري .. فأسأل الله لي ولك خيراً كثيراً من لدنه .. وأن ينفعنا بما علمنا .. وأن يختم لنا وإياكم بالصلاحات أعمالنا .. وأن ينقي قلوبنا وإياكم من الكبر والنفاق .. ‘نه القادر على هذا ونعم المجيب .
بارك الله فيك .