[أبو سليمان الحامد]

أخي الكريم لسان المواطن :

المسألة اللغوية الأمر فيها لا يحتاج لكل هذا الخلاف , فهي تظل مسألة لغوية قابلة للقبول أو الرفض , وخاضعة للذوق اللغوي أيضاً

فمثلا : ذكر ابن جني أن ( ختل , وختن ) متقاربان في المعنى مع اختلاف المادة , ولكن تقارب اللفظ أدى لتقارب المعنى , ومثله ( زأر وصهل ) و ( وسلب وصرف ) ( غرب و غرف ) ونحوها مما تقاربت فيه الأصوات فتقارب المعنى
قال ابن جني : " وهذا النحو من الصنعة موجود في أكثر الكلام وفرش اللغة , وإنما بقي من يثيره ويبحث عن مكنونه "
وأنت تعلم أين يقف ابن جني من علماء اللغة ؟؟؟

فخذ أو دَع ,, لا تثريب .

أما مسألة السيد :
فأنت أخذت بدليل واحد وتركت أدلة كثيرة تجيز اللفظ .
وما كان النبي صلى الله عليه وسلم ليمنع أصحابه من لفظ ويستخدمه هو , وهو أولى بشعيب عليه السلام حين قال لقومه : " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه "

فهات دليلا واحدا على أن استعمال لفظ السيد خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم , ويجوز له ما لا يجوز لغيره فيه ؟؟

وقياسه على الزواج أمر مضحك عزيزي , فالنكاح وتخصيصه جاء من أمر الله تعالى في القرآن ( لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج )

فأين الدليل على أنه يجوزللرسول أن يقول ما لا يصح لأمته ؟؟

ثم إنك لو تأملت حديث المنع لوجدت أن سبب المنع والنهي عن قول سيد كان من أجل المبالغة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم فأراد إغلاق الباب , لأن مدح النبي صلى الله عليه وسلم مظنة الغلو فيه .
ثم إن لفظ السيد إذا وجه للنبي صلى الله عليه وسلم أفقد لفظ النبوة والرسالة , والرسول صلى الله عليه وسلم لم يأت بسيادة ولا رئاسة وإنما بنبوة ورسالة .
وهل أنت أعلم من ابن مسعود في الحديث الذي ذكرت لك حينما قال : سيد المرسلين .

بل قد قالها النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي " إن ابني هذا سيد ، وإني لأرجو أن يصلح الله به بين فئتين من أمتي ، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين " رواه أبوداود والنسائي وغيرهما وصححه الألباني .
وهل ترى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أخطأ حينما قال : " : أبو بكر سيدنا ، وأعتق سيدنا . يعني بلالا " رواه البخاري .
واقرأ هذا الحديث : كنا مع أبي هريرة فجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما فسلم فرد عليه القوم ومعنا أبو هريرة لا يعلم فقيل له هذا حسن بن علي يسلم فلحقه فقال وعليك يا سيدي فقيل له تقول يا سيدي فقال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه سيد .
رواه الهيثمي في مجمع الزوائد ورجاله ثقات ..

فهل فهمك للحديث أيدك الله تفوق على فهم عمر بن الخطاب وأبي هريرة ؟؟؟

وخير الكلام قول الله تعالى : " {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ} (39) سورة آل عمران

فهل ترى أن الله سمى نبيه يحيى بلفظ فيه شرك ومعصية ؟؟؟

وفي ترجمة ابن تيمية في العقود الدرية ( لابن عبد الهادي ) : كان الناس يقولون له أثناء قتال التتار : يا سيدي , أكثر من مرة , ولم ينكر عليهم ..

أكتفي بهذا القدر , ولن أتطرق لكثير من النقاط التي أثارها الزميل كعلاقة الرافضة بالموضوع , والأستاذية ونحوها , لأن فيما ذكرت غنية عن الإطالة ..

وشكرا لكم .