الفريدة السادسة عشرة : مسائل في العطف .
الكلمة ثلاثة أنواع : اسم , وفعل , وحرف .
يجوز عطف الاسم على الاسم نحو : " صحف إبراهيم وموسى " .
ويجوز عطف الفعل على الفعل نحو : " وأنه هو أضحكَ وأبكى " " والله يقبض ويبسط "
ويجوز عطف الجملة على الجملة نحو : " إذا رجت الأرض رجّاً , وبُست الجبال بسّاً "
فجملة ( بُست الجبال بَسّا ) معطوفة على جملة ( رجت الأرض رجّاً )
ويجوز عطف الاسم على الفعل , وعطف الفعل على الاسم , بشرط أن يكون الاسم مشتقاً من الفعل كأن يكون اسم فاعلٍ أو اسمَ مفعول .
ومن أمثلة عطف الاسم على الفعل قوله تعالى : " {إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (95) سورة الأنعام
فكلمة ( مُخرج ) اسم , وهي معطوفة على الفعل ( يُخرج ) , وجاز ذلك , لأن الاسم مشتق من الفعل , وهو اسم الفاعل ( مُخْرِج ) .
وكقول الراجز :
يا رُبَّ بيضاء من العواهجِ
أمَّ صبيٍّ قد حَبا أو دارجِ
فكلمة ( دارج ) اسم فاعل معطوفة على الفعل الماضي ( حَبا ) .
ومن أمثلة عطف الفعل على الاسم قوله تعالى : {فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا } (96) سورة الأنعام .
فعَطف الفعل الماضي ( جعلَ ) على اسم الفاعل ( فالق ) .
وقوله تعالى : {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ} (18) سورة الحديد
فالفعل ( وأقرضوا ) معطوف على الاسم ( المصدّقين ) .
أما عطف الحرف على الحرف فلا يصح , لأن الحرف لا يستقل بذاته , وبهذا نعلم أن قول بعض الناس : " لم ولن يكون " أسلوب حادث غير فصيح , وفيه ركاكة ظاهرة .
والله أعلم .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]