بسم الله الرحمن الرحيم 0
بداية لست زنديقاً ولا من أهل البدع .. ولكن بهذا المقال أسعى إلى فهم كل المتناقضات ، والمتصادمات حولي كالتي يهرطق بها شواذ القوم .. !!
وقبل البدء أود أن نتعرف على معنى " الهرطقة " وحتى لا يحكمُ عليّ ( مهرطق ) بالموت حرقاً وأنا حيّ ..!!
لذا فإن كلمة " هرطقة " ليست شرك ولا إلحاد ولكن هي " خربطة " من أصل يوناني وهي αἵρεσις "ايرِسيس" ( جاء أصلها من αἱρέομαι "ايريوماي" بمعنى "يختار")
كما أنها كلمة ليست وصفاً دينياً أو موضوعي ، و إنما هي كلمة تنطلق من وجهة نظر مستخدمها ، كذلك تستخدم كلمة "هرطقة" لوصف أي رؤية لا تتوافق مع الراسخ أو الفاهم في أي مجال.. ، فيأتي وصف "هرطقة" على نحو مجازي ساخر أو جاهلي . . لا أصل له في العرف ولا في اللغة . ومثلها كمثل " الخربطة "
فلا يلمني أحداً منكم أو أي مكان آخر بهرطقتي .. ومن كان لابد لائماً فل يبدأ ملامته بمن آتاه الله سعةً وبسطة .. أما أنا فلست إلا محتار كيف يختار .. وأكادُ أُجن ..!
( فأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله )
شهادة حق عليها أحيا .. وأسأل الله لي ولكم الثبات عليها حتى نلقاه بها .
أحبتي : بكل صدق .. نحن أمة دائماً ما تهرطق ، وتدعي ..!
بكل شيء أرى هرطقة وإدعاء .. !
-هرطقة في الأدب .. وهذا رأيته بعد أن أمسك بالأقلام أشباه النعام ..!!
-هرطقة في الدين .. بعدما نطق به الأحمق وذاك البدين ..!!
-هرطقة في الدعوة .. حتى ضاعت كراماتنا والنخوة ..!!
-.. في كل شي .! هرطقه .. !!
هرطقة في الدراسة..
فقد تعلمت في سن قديم .. وعلى مقاعد التعليم .. كثيراً عن : الصدق ، والأمانة .. والصالح من الأعمال دون الطالح .. و كثيراً أيضاً تعلمت عن الإيمان ، والإحسان .
أما اليوم ترى هرطقة في الدين ، والتعليم وليس الحال كذاك الحال القديم ..!
وكأن لصاً قد سطا ، وسرق منا جوّهرنا ، وتلك القيّم .. !
أو أن جواهرنا استبدلت بإكسسوار لامع لا قيمة له ..!؟
نعم ..!
فلن ترى إلا أصباغ سلطت عليها أضواء..!! وليس كذاك المعدن الصافي الذي أعرفه وعرفه الكثير .. ، و له رنيناً وترنيم ... . وحقاً كان يبهرنا بريقه ..!!
فأرثي اليوم زمناً كانت فيه رجال هي : قوالب الفكر ، والمسائل ، كذلك الدروس .. تَسكُ لنا بكل عناية ، وبكل أمانة ودقة تلك العلوم ..!
حتى تحلى بخلقهم من أنعم الله عليه ونهل منها وهي صافية نقية لا شائبة فيها .. .
وأما اليوم أكاد أجن ؛ وأنا أرى الهرطقة في الفتاوى ، الدعاوى ، كذلك هرطقة في الدروس ، والنفوس .. !!
أضف إليها كثيراً من الأطروحات التي لم أرى شبيه لها إلا جيفة بين الضباع ..!! نعم كأنهم هي ..!! فهذا ينزعها ، وذاك يمزعها ولآخر يهرب بها أو يلوك .. !!
هرطقة أيضاً عندما أخرج إلى الشارع .. و أرى كثيراً من الشباب بنين ، وبنات .. فراداً أو مجموعات يدعون الشجاعة بالتخلف ، والمجون ..!! أو دعوى التطور بالانحلال والسفور ..!!
أيضاً هي هرطقة : عندما أرى هذا أو ذاك ممن ظن أنه ضَمِنْ الجنّة ومن مقاله يلقى بنا في النار .. !!
هرطقة أيضاً عندما نثور ، ونزمجر أمام جاهلٍ أساء .. وفي نفس الوقت نترك مع التقديس متعالم ٌ أباح حرام أو أديب جعل الناس زناة أو أن .. لله والشيطان وجهاً واحداً ..!
فلن نكون أمام هذا إلا مجرد أمة تهرطق ، وبحمق تدعي .. !!
فالله المستعان .. !