عفواً وطني إنك وإن تزينت ، ولبست لباس الفرح ، وعلتك النشوة ، وأنت ترى ميادينك وشوارعك ومؤسساتك تتزين وتتجمل احتفاء بيومك الذي يتكرر علينا كل عام .. وإنك وإن اعتبرت هذا اليوم عيدا وموسماً للفرح والسرور والبهجة ـ فهل ياتُرى سيشارك مواطنوك نفس الشعور ؟
فهناك أبوان مكلومان بفلذة كبدهما الذي غيبته عنهما سجونك سنين عدداً ، أتُراهما سيشاركانك تلك الفرحة ؟
وهناك زوجة تعيش ألم الفراق وتكابد الوحشة والوحدة من جراء تغييب زوجها في غياهب سجونك ، أتطمع أن تشاركك تلك الفرحة ؟
وهناك أطفال فقدوا عائلهم ، وحرموا حنان الأبوة ، وأصبحوا كاليتامى جراء غياب أبيهم في ظلمات سجونك ، أتنتظر منهم أن يشاركوك فرحتك ؟
وهناك حالات وحالات يعيشها بعض المواطنين تحول دون فرحهم بتلك المناسبة التي فرحتَ بها !
فرفقا رفقاً ياوطني بأبنائك ، ووفر لهم سبل السعادة ، واجمع شمل المتفرقَين ، وامسح دمعة أولئك الأطفال الميتمين ، وداو جراح المكلومين ، واسعد الآباء والأمهات بفلذات أكبادهم ، وأزل أسباب البؤس والشقاء عن مواطنيك .. حينها سيسعدون بسعادتك ، ويفرحون بفرحك ، ويحزنون لحزنك ’ ويتألمون لمصابك ، وسيكونون لك بمثابة الروح للجسد .. فهل ستفعلها ياوطني ؟ .. إن فعلتَ فعلنا ، وإن نكلتَ نكلنا ، وإن أكرمتنا أكرمناك ، وإن احترمتنا احترمناك ، وإن أعطيتنا أعطيناك ، وإن منعتنا وحرمتنا وضيقت علينا وأسأت معاملتنا فلا تنتظر منا عطاءً وبذلاً وحباً وولاءً . أسأل الله أن يوفق المسؤولين عن الوطن أن يسعوا جادين لتحقيق سعادة المواطن ، وإزالة أسباب الاحتقان التي خلفتها تلك المعاملات القاسية التي آلمتهم وأوجعتهم ولازمتهم سنين عدداً ، وأن يكونوا فاتحة خير لجمع الشمل والائتلاف والالتئام بين الوطن والمواطن .