السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلا و سهلا بك أخي العزيز (المتوهج)
أحييك على هذا الفكر والتفكير الرائعين .. و على طرحك لهذا الموضوع الحساس الذي يلمس جانباً مهما في حياتنا اليومية و أمورنا الدعوية
ثمة بعض الوقفات و المداخلات .. أجتهدت في حصرها و طرحها آمل أن تلقى أهتمامكم بمناقشتها و إثرائها ..
أولاً ..
"مدرس الحلقة "..
هل هو مؤهل لتولي قيادة و أمور هذه المدرسة الصغيرة بعددها .. الكبيرة بإنتاجها
للأسف أقول في معظم الحلق المدرس غير مؤهل البته لتولي هذا .. و تعين المدرس في الجمعية يهتم فقط بمستوى المدرس من ناحية حفظ القرآن بغض النظر عن أسلوب المدرس و ثقافته و طريقته في التربية و مدى إلمامه بأساليب التعليم .
فالمهم لدينا و للأسف أن يكون المدرس (ملتحي) ليتولى تدريس الطلاب .. أعلم أن هذا الأمر يثير البعض .. لكن للأسف هذا الواقع بكل مرارة في جانب كبير لدينا
و كم سمعنا بقصص "صبيانية" حدثت من بعض مدرسي الحلق .. و أيضاً هناك الكثير من معارفي "مدرسي حلق" و من خلال معرفتي بهم لا يستحقون هذه الأمانة المناطة بهم أو يحتاجون إلى تطوير و تدريب في مجالات متعددة تنقصهم بشكل رهيب .
.
.
ثانياً ..
"دور مدرس الحلقة"
نأتي لدور المدرس في الحلقة .. هل من دوره (تربية) الطلاب .. و هل هو أصلاً مؤهل لتربيتهم . و هل يمتلك صلاحية في ذلك ؟
فعلى حسب علمي أن المدرس عندما تم وضعه من قبل الجمعية تم وضعه لـ (تحفيظ القرآن الكريم) لذا فالجمعية وضعت مقاييس معينة لنيل هذه الأمانة "التدريس" و لم تضع مقايس تربوية للمدرس .. لكن يأبي المدرس إلا أن يجتهد و هذا أمر يشكر عليه و ندعو له بالتوفيق .. و نتذكر أن ليس كل مجتهد مصيب .. لكن لكل مجتهد أجر من رب العالمين على حسب نيته و مقصده .
.
.
.
ثالثاً ..
"الطالب المتميز"
.. ما هو تعريف هذا المصطلح .! متميز بماذا ..؟
فالطلاب يتباينون في تميزهم من شخص لآخر فأحدهم بالحفظ و الآخر بالثقافة و آخر بالحاسوب و آخر بالخط و الرسم و آخر بالأعمال الميدانية و غير ذلك من التقسيمات .
فأي الأقسام السابقة هو محل إهتمام المدرس و لماذا ؟
و هل من الجيد فرز الطلاب بهذه الطريقة ، لأني أعتقد أنها تسبب فجوه بين الأقران ربما يغفل عنها المدرس بغير قصد .
.
.
.
رابعاً .. و الأهم
مدرس الحلقة و" الطالب الوسيم" ..
ما هي العلاقة ؟!
ليسمح لي الأخوة لطرح بعض الحديث حول هذه النقطة الحساسة ..
مدرسي الحلق كغيرهم من بني البشر .. يجذبهم ما يجذب غيرهم ، و هناك أشياء فطرية أوجدها الله في عباده لا يمكن إزالتها و إنكارها ..
فأنا هنا لا أبرئ مدرس الحلقة من علاقتة الغير عادية مع الطالب الوسيم و أيضاً لا أتهم مدرس الحلقة في علاقته مع الطالب الوسيم ..
و إنما هما طرفان .. و نحن سنكون في الوسط ، فألاحظ على عدد لا بأس به من المدرسين يمنحنون بعض الطلاب الوسيمين أهتماماً خاصاً ربما ليس بقصد و ربما بقصد شريف و ربما بطريقة لا واعية ..
ربما يكون تفكير المدرس أن يحتوي الطالب بطريقة سلسلة و أن يحافظ عليه عن أشرار الأقران . لكن هذه الطريقة تحتاج سياسة مقننة لكي ينجو بنفسه من إتهامات الغير بطريقة أو بآخرى يجتهد في الوصول لها بمثل إجتهاده في المحافظة على الطالب .
و هناك . صنف من المعلمين و إن كانوا قله يهتمون بجانب خفة الدم للطالب و يمنحونه أيضاً أهتماماً جليلاً .. و لا يمارس مع أي نوع من التربية أو التطوير .. فقط إحتواء و "رزة" و لا أكثر .. و هذا يستحق من الناس الإتهام .!
.
.
خامساً
ما دور الجمعية .. في الإعداد التطوير ؟
إذا ما دخلنا داخل أروقة تلكم الجمعية .. فإنا الكلام سيطول و يتفرع ، لأن الجمعية ينقصها الكثير من الإحتياجات التي تساهم في الرفع من أداها العملي الدعوي و التي تفتقر له بشكل خرافي .
و منها مسألة إختيار المدرسين و تطويرهم و إن كانت في الفترة الأخيرة ولله الحمد بانت لها بوادر خير جيدة في هذا الجانب . لكن تبقى متأخرة .. و متأخرة جدا .. لكن المهم أنها جاءت و هذا شيء يحسب لصالح ذلك الصرح الكبير
فالمدرس .. غالباً يكون من عمر الـ 20 و حتى الـ 25 عاماً في أغلب الأحيان و هذه الفترة العمرية ينقصها الكثير من الإحتياجات العلمية و التربوية ، فيكون هنا دور الجمعية في إستحداثة إن كان مفقود و في تطويره إن كان موجود .
فماذا لو كان هناك (دبلوم إدارة الحقات) أو (دبلوم تعليم الحلقات) يكون هذا الدبلوم لمدة 3 أسابيع إلى شهر على الأقل يقوم عليه أساتذه متميزين في جانب التربية و أساليب التعليم و الإقناع و التفكير ..
و يكون هذا الدبلوم إلزامي لكافة مدرسين الحلق الحاليين و يكون على مراحل .. و أيضاً يكون إلزامي لكافة مدرسي الحلق الجدد .. و يكون مجاني و بأوقات مناسبة للمدرسين
أعتقد أن هذه سوف تحدث نقلة نوعية في عطاء المدرسين .. و بطبيعة الحال سوف تحدث نقلة غيرعادية في مخرجات الحلقات على مر السنيين ..
.
.
ختاماً
أختم كلامي السابق بأن الحلق تبقى هي الحضن الأمين لأبنائنا و الدور النسائية لبناتنا
و ما قلنا سابقاً ليس إلا حباً منا لها .. و من الحب أن نتكلم مع بعضاً بصراحة مطلقة لكي نقف على الجرح و نشخصه لتبدأ مرحلة العلاج من المختصيين ..
فحلق تحفيظ القرآن .. لها جمائل علينا جمعياً و أنا أولكم فلا أتخيل نفسي لو لم ألجها و لم أكن من مخرجاتها .. فجزاكم الله خير يا أيها القائمون عليها و بارك الله فيكم و جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم ..
و الشكر موصول لمدرسي الحلق الذي يحملون هماً عظيماً غفلنا نحن عنه بمشاغل الدنيا فجزاكم الله خير الجزاء و جعل الله ذلك في موازين حسناتكم يوم لقاءه
و لكم مني أصدق محبة و أصدق وفاء
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
أخوكم
بريماكس