بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة الاتصالات الكبيرة المتطورة جعلت من العالم قرية واحدة وجعلت العولمة الثقافات الاجتماعية متبادلة بين الشعوب فلم يعد مجتمعنا صحيحاً كما كان سلفاً بسبب تغلغل بعض أمراض المجتمعات الأخرى إليه وتلقفها المجتمع حيث أنها سهلة المنال بين يديه فلم يعد المربي ينفرد بالتربية الثقافية والسلوكية لمن هو راع ومسؤول عنهم فشاركته تلك الثورة المتطورة وجعلت منه حيرانا إن هو وقف بوجهها وضدها فقد تأخر عن ركب التطور والتقدم وتقدم عليه آخرون فلا بد له بالرضى الغير تام والذي يخالطه شيء من المراقبة والحذر الشديدين .
ولم تكن تسلم الحياة الزوجية من هذه التغيرات وبسطوتها تأثرت العادات والتقاليد التي كنا قد تربينا ونشأنا عليها تعلمنا كيف كانت الحياة الزوجية بين الأب والأم بكل ما تحمله من بساطة على الرغم من قساوة تلك البيئة البسيطة وآلاتها البدائية القديمة والتي لا تفي بالغرض المطلوب .
إلا أننا رأينا كيف كان آباءنا وأمهاتنا كل منهم قائم تجاه مسؤولياته على الوجه المطلوب دون تذمر وتضجر أو ملل .. وسار بنا نحن المتأخرين قطار العولمة إلى بيئات وحضارات شربنا منها الشيء الكثير .
زوج يتساءل كنت قبل زواجي معتقداً أن تكون خدمة زوجتي لي ولأولادي كما خدمة أمي أبي .
ويسرد لماذا كل هذا التغير في كل شيء :
لماذا لم تكن زوجتي كأمي بحسن المعاملة والعشرة والخضوع للزوج والتقدير والاحترام ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم (عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَالَ : " لَوْ أَمَرْتُ أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لأَحَدٍ ، لأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا ، مِنْ عِظَمِ حَقِّهِ عَلَيْهَا ) . أخرجه النسائي
لماذا لم نعد نأكل من أيدي الزوجات وكل مأكلنا تعاقدات مع المطاعم وأيهما الأفضل ولم تعد نار طبخ تشتعل في منزلي إلا قليلا، بينما كانت أمي تسأل أبي ماذا تريد أن تأكل وأطبخه لك ..
لماذا هذا الإسراف وكثرة الخروج للأسواق والله تعالى يقول ( وقرن في بيوتكن ) ماهذا التجول داخل المحال التجارية بعباءة غير عباءة أمي ونقاب يظهر فتنة العينين وزينتها وكثرت الكلام مع البائع بلسان حاد وعبارات زائدة وخارجة عن المألوف .
بينما كانت أمي لا تخرج إلا للضرورة القصوى تقف خارج باب المحل خاضعت الرأس تسأل بصوت منخفض يخالطه الحياء والحشمة ولا تفكر إلا بالرجوع إلى بيتها بأسرع وقت ممكن .
لماذا هدر المال في حضور الحفلات الزوجية وصرفها في ملابس غير ساترة بقيمة مغرية لربما جلبناها من مدينة أخرى
وقص ولزق وحمرة وصفرة .
بينما كانت أمي تحضر بلباسها المحتشم الزهيد وزينتها المتواضعة كل ذلك رفق بأبي..
يتساءل آخر :
لماذا لم أعد أقدر على رفض طلب زوجتي اليس لي القوامة .
لماذا عند الرفض تتحول الزوجة إلى لبوة كاسرة وتتبدل الابتسامة بأنياب كاشرة ويصبح المنزل غابة موحشة وكأنني غريب هائم بصغاري الذين اختفت ضحكاتهم وتعطلت حركاتهم البريئة ..
من هو سبب تسلط النساء على الرجال ولماذا كل هذا القفز فوق القوامة والعادات والتقاليد أهي العولمة كما أسلفنا أم الزوج نفسه والذي يلومه الآخرين دون معرفة ظروفه والذي هو أدرى بها من غيره و يريد أن يعيش برغد عيش وسلام مع أبنائه حتى لا يتحطم عش الزوجية بسبب جهل المرأة وضعف عقلها .
أم هم الذين ينادون بتساوي الزوجين أم أن الأخصائيين الاجتماعيين خرجوا عن المألوف وبالغوا بطاعة الزوجة حتى تجاوزت الخطوط الحمر ..
ولكم كل تحية وتقدير ،،
موضوع سابق لي في أحد المنتديات ..