مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 01-01-2006, 01:28 AM   #1
سميّة بنت خياط
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2005
المشاركات: 237
[align=justify]قبل البدء أخي المتزن أرى لابد من مقدمةٍ تسلط بعض الضوء :
الأسئلة مشروعة للجميع ...كماهي الأجوبة مفتوحة كذلك للجميع ....الكل يحمل في عقله تصوراً معيناً ...قد يكون هذا التصور من جراء ترقب وسبر ...أو إطلاع وبحث ...أو سماعٍ ومشاهدةٍ ...أو حتى كره وبغض ...أو فرط محبةٍ وإعجاب ...هذا الأشياء وغيرها تولد تصورات ومقدمات تجعل بحث المسألة بتجردٍ وعقليّة متزنة صعبٌ أمره ...ولذا يقول أهل المعرفة : حين الحكم على موقفٍ معين وأنت في داخل دائرته عليك الخروج منه _ أي بجعل الخلفيّة المعرفيّة عنه صفر _ ثمَّ النظر له من خارج الدائرة ليتم تقييمك له باعتدال أكثر...مثال : الكلام في الدولة الأمويّة ...تجد المؤرخين والمتكلمين لايثربون على مدح فلانٍ وسب فلان ..لأنهم من خارج الدائرة ينظرون بل أتوا بعد كتابةِ التأريخ وجلاء بعض الأمور ...ماالرأي لونقلنا أحدهم إلى وسط تلك الأيام وعاش في تلك الدولة هل ستكون النظرة هي النظرة والحكم هو الحكم !؟
عندي بلاشك الجواب سيكون بــــ( لا ) ...
فهل نحن نعيش تأريخنا بعقليّةٍ لاحقةٍ لعصرنا أم بعقليّة من يعيش العصر ؟
إننا نعيش بعقليّة العصر ...والتي يؤثر فيها التصورات والأمنيات والمحبوبات والعواطف وغيرها ...فلذا يلزم أو لزمنا عقليّة خارجة عن دائرة الصراع أو المعركة أو الأحداث ...وهذا مايبدو شبه مستحيل _ في نظري _ وإن كان قد يحصل منه شيءٌ قليل ....
وكأحداث الإمام أحمد رضي الله عنه ....ترى تقاطر أهل السنّة على الثناء عليه وذم الجهميّة المعطلة ...
السؤال الذي يخطر بالبال ذو شقين :
أين كان علماء عصره وأهل البدع كانوا في تلك العصور كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود !؟
هم موجودون ...لكن لم أختفت أسماؤهم ...لم أجاب بعضهم خوفاً ...فماعاد نسمع سوى صوت الإمام أحمد _ والذي حمل التأريخ سيرته وموقفة _...والآخر _ نسيت اسمه _ قُتل ...
هل أخفاهم الخوف ...أم المصلحة ...أم الإعلام المضلل في عصرهم ...أم اشتبهت عليهم المسألة ... كل شيء منها يحتاج لتأمل ...
الشق الثاني :
لو نقلتني _ أنا _ أو أنت أو أي أحدٍ كائن من كان ممن يشجب الآن ويرمي الساكت في ذلك الوقت بالسكوت على الباطل ...إلى ذلك العصرالذي عاشه الإمام أحمد وعشنا نفس المرحلة ..هل سنكون بنفس النظرة الآن والحماس والوضوح لرؤية الفتنة ..
عني أنا ...يبدو أني سأكون كمن سكت أو لربما صرت كمن حمل وأجاب خوفاً من السلطان ...

لا أرمي لذلك تأييداً لحدثٍ معين أو طريقةٍ معين أو شيء بذاته ...إنما الهدف هو أين من يرسمُ لنا تأريخنا بلازيفٍ !؟

هل هو موجود ؟ أم لايمكن حصوله !؟ أم لم يأتِ من يكتبه !؟

بعدها يستطيع الإنسان الكلام بحريّةٍ وهو مطمئن لصوابيّة رأيه على أقل تقدير ...

فإن عُدم من يفعل ذلك فلا أقل من مركز دراسات استراتيجي يضع ولو شيئاً من نقاط الغموض على الحروف ...

فهل هناك ذلك المركز ؟

الواقع يقول أنه غير موجود ...

فكيف لأمةٍ غاب مؤرخوها ومؤسساتها عن دراسةِ ماضيها القريب ومستقبلها برؤيةٍ واضحةٍ أن تسير دون أن يعتريها شك أو تفرق ...

لذا إجابة الأسئلة التي تطرحها_ في نظري _ ستظل معلقة كغيرها من الأسئلة الكثيرة في كثير من المجالات والأحداث ...


وإن كان لابد من جوابٍ ..فسأتخيل أني ظفرت بمركزٍ دراسي أعطاني تفاصيل الواقع بلا رتوشٍ أو خداع



ثمَّ أجيب


فهل تسمح لي ....



شكراً لك !
[/CENTER]
__________________

المرءُ بأصغريه ...قلبهِ ...ولسانه ...!
سميّة بنت خياط غير متصل