عندما يبكي الرجال .. والد "القضيبي" كمثال !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
تحية طيبة مباركة لجميع الأخوة الأعزاء .. عبر أثير هذا المنتدى الطيب المبارك ..
ثم أما بعد :
*****
من الطبيعي جداً أن ترى الطفل الرضيع و دموع عينيه تتساقط من مقلتيه ..
بله أنه من الطبيعي أن ترى تلكم الدموع .. على خد شاب لم يعارك معمعات الحياة ..
و أكثر مألوفاً لدينا أيضاً .. أن ترى المرأة و هي تمسح دموعها لأبسط الأمور و أعظمها على حد سواء ..!
*****
و لكن ..
قد تصاب بـ "قشعريرة" بكافة أجزاء جسمك ، و سرعة في دقات قلبك ، عندما (يبكي الرجال) ..
فالرجال لا تبكي .. و إذا بكى فإن دموعه .. دم من عظم الخطب و المصيبة .!
هذا ما حدث .. عندما كنت أنا و أسرتي نتسامر أمام شاشة (قناة المجد) حيث قطع حديثنا ظهور جارنا العزيز الطيب (القضيبي)
فصرخ أحد الصغار .. : (أبو جيراننا .. أبو جيراننا بالمجد تعالوا شوفوه )
فمن كان خرج الجلسة أتى .. و من كان مشغول بطفل انتهى .. و من كان يدعي أنه (يذاكر دروسه أمام الشاشة ) رماها على جنب و وعى..
و صمت و حالة ترقب .. لما سوف يتفوه به ذلكم الرجل الطيب .. "المفجوع بأبنه "
*****
كان يظهر على الشاشة .. و على يساره و يمينه ثلاثة من الأطفال .. الذين أصبحوا يداعبون والدهم .. و أمسوا (أيتام) ..
ماذا سيقول .. و ماذا سينطق
فالمصيبة أكبر من أن يساعده لسانه على تعبير قلبه المكلوم .!
.
.
لحظة .. لحظة
فشفتاه .. بدأت بالحركة .. معلنة بذلك نطق الحروف المعبرة ..
بدأ صامداً .. محاولاً أن لا ينهزم ..
ذكر بالبداية كيف وصلهم الخبر .. و عن مدى حزنهم على ذلك عندما تأكد لهم صدق الخبر ..
ثم سأله المقدم عن المغتالين لأبنه .. : فدعاء لهم و اكتفى بذلك .. لأن ما عاد يجدي الحديث ..
.
.
صمت .. عدة لحظات
ثم بدأ يداعب الصغار .. بلمسه حانية
فتذكر أنهم أصبحوا "أيتام"
و تذكر أنه فقد أبنه للأبد .. بجهل و تخبط فئة رعناء ..
فخر الرجل باكياً ..فبكى .. بدموع حاره .. و بدا يلملم دموعه محاولا الانتصار عليها ..
و لكن لم ينجح ..
و حق لك يا والدنا .. أن تبكي ..
*****
بكيت ..
و أبكيت من خلف الشاشات ..
فنحن كعائلة كنا نتابعك .. أصبح حالنا كحالكم ..
فالحزن بدأ .. و الأسف على فقد الابن الصالح
*****
والدة الابن الصالح و الشهيد بإذن الله ..
تنثر مشعرها .. للعالم أجمع ..
و ما زالت عبارتها عالقة في ذهني ..تقول :
أبن الفقيد الصغير (عزام) يقول : أبي أشترى الأضحية .. لكن من سيذبحها .!
و الآخر يقول عندما قيل له أن والدك ذهب إلى الجنة إن شاء الله .. فيسأل ببراءة أطفال : متى سوف يرجع ..!
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
*****
مشاهداتي لذلكم الرجل الصالح
رغم أنه قريب من منزلي إلا أنه لا يوجد بيني و بينه أيه علاقة ..
لكن لازلت أتذكر طيفه و هو خارجا من بيته .. إلى المسجد
بابتسامته العطوفة .. و لحيته التي هي سر جماله ..
لا زلت أتذكر يده .. و هو يرفعها عندما نتقابل بالسيارة للسلام ..
رحمك الله رحمة واسعة .. وأسكنك الفردوس الأعلى
*****
لماذا .. "قٌتل" ؟
و ما الذنب الذي أقترفه .. لينال الرصاصات على ظهره ؟
ما ذنب الأطفال .. و الأم و الزوجة و الأخت الذين فقدوا القلب الحاني ؟
.
.
*****
و بعدها .. هل سنتعاطف مع تلكم الفئة الضالة .. !
التي تتوحش بالجهاد غطاء لجرائمها ..
*-*-*-*-*-*-*-*
شباب من بني جلدتنا ،،
يأكلون طعامنا .. و يشربون شرابنا ..
و يقبعون بيننا ..
.
.
أشهروا علينا السلاح ..
و أعدموا علينا الأفراح ..
و حل بعقر دارنا الأتراح ..
.
.
يقولون .. أننا "مجاهدين"
و ما هم إلا من كبار المجرمين
الذي ظهورا و كأنهم ناقمين
.
.
عودوا إلى حدائق الهداية ..
و أنبذوا العنف .. و الغواية
فأنتم شبابنا الذي يحمل الهدف و الرسالة
.
.
أتمنى .. أتمنى .. أتمنى
فاللهم حقق أمنيتي
آمين يا رب العالمين
.
.
ستظل يا أبا سلمان .. رمزاً للرجل الصالح ..
و الفارس المنافح ..
*****
مواضيع ذات صلة :
أهالي القصيم يعزون في وفاة شهيد الواجب القضيبي
"البراق" جواد الشهيد القضيبي يصهل وعين صديقه تدمع
*****
و هذا .. شيئا من الوفاء ..
لأختم فيه موضوعي .. "توقيع" لهذه المناسبة الحزينة :
.
.
.
.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم
بريماكس