مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 09-01-2013, 01:28 PM   #5
ريدااوي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
البلد: بريده
المشاركات: 928
رائعة .. .. ســـــــــــــــــــرٌّ غــــــــــــــ رولكس ـــــــــــــامضٌ

اقتباس
المشاركة الأساسية كتبها رولكس
تنويه : الموضوع طويل وذو شجون .. من لم يتسع وقته يعود لاحقاً ، أو يذكرنا بالخير .

****
الحياة مليئة بالتناقضات .. وحتى كلامنا فيه الكثير
أولاً

هل يوجد سرٌ غامض
وآخر غير غامض
السرُّ سرٌّ ولا يحتمل إضافةَ كلمةٍ أخرى لتكسبه
مزيداً من الغموض ..
وعلى هذا فَقِس ..

هديةٌ مجانيةٌ ..
فما دامت هديةً فليس هنالك داعٍ لوسمها بالمجانية
الهدية هديةً ..
وكأني بي أدلفُ على أختي بعد هذه الاختبارات وأقول
مبروك النجاح .. هذه هدية بسعر كذا ..

الموضوع بما سبق استهلالٌ لواقعنا وتعاملاتنا ومجتمعنا .. وآراؤنا ..
مليئةٌ بالتناقضات ..
***
منذُ نعومةِ حوافري ..
وأنا أسمع بقصة التفاحةِ الفاسدةِ ..
والتي عندما تضعها مع غيرها من التفاحِ السليم تقوم بالدور الذي تعرفون
وإن كان أجملَ من ذلك تشبيهُ المصطفى عليه الصلاة والسلام
في الحديث الشريف بنافخ الكير ..
حديثي في هذا الموضوعِ المترامي الأطراف ليس عن صديق السوءِ أيضاً
ولا عن الصداقةِ ، وإن كان الواجب طرحُ مثل ذلك
ولكن !!
لستُ بتلكم الشعبيةِ التي تقضي على رتابةِ كثرةِ طرقهِ
ولا ممن وقفَ على جنباتٍ جديدةٍ ليقومَ بحلِّها بطرائقَ ذاتَ بهجةٍ
وإنّما ، أنا العبدُ الفقيرُ " رولكس "
إحسانُه لا يعتلي لنصفِ إساءتِه ، وإنّما تعتريني ساعاتُ خَيْريَّةٍ
أبُثُّها بين جنباتكم ، تنفيساً عمّا في جنباتي
وإن كنتُ أسِمُ ذلكَ استغلالاً لكم ، ولكن يزول هذا الوسم بطيبِ معدنكم
أعودُ لموضوعي ،،
فالمقصَدُ بالتشبيهِ بأعلى الموضوعِ هو الحديث عن التفاحة تلكَ
على أنَّها منزلٌ .. من منازلِ مجتمعنا الحالي ،،
وبالتالي بناؤهُ بجانبِ بيوتٍ سليمةٍ ، جميلةِ التربيةِ ، وارفةِ الظلال
فيها ما تشتهيه الأنفسُ من الساكنينَ ، وتلذُ الأعينُ من الأخلاقِ الفاضلةِ
ونزُولُ ذلك المنزل بذلك الحيِّ ، فبالتأكيدِ أنَّ عدمَ تدخلِ ساكني الحيِّ
لإصلاحِ فسادِ ذلك المنزل فسيفيءُ عليهمُ ذلك اليومُ الذي يسعون فيه لإصلاح منازلِهم
وإن تعسر الإصلاحُ فالنبذُ يأتي تالياً ..
وليس بعد النبذِ إلا على الحسرة ،،
فسينتقلُ الفسادُ من ذلك الحيِّ إلى الحيِّ المجاورِ
ومن ثمَّ إلى المدينةِ بأسرها والمجتمعِ بوجهٍ عامةٍ ..
وهذا حالنا في مجتمعنا الحاضرِ ..
نزالُ نغضُّ الطرفَ عن مواقفَ بسيطةٍ وتأتي الجليلةُ ومن ثمَّ الطوامُّ ..
وأولُ موقفٍ يجب أن يقفهُ العاقلُ هو مع اللبنةِ ، وأهمُّا بالنسبةِ لأي شخصٍ
هو : نفــــــــــــسه
تعالوا نتأمل بعض سلوكيَّتنا ، تصرفاتنا ، علاقاتنا ، ما قدمناه لمن حَولنا
بل ما قدمناه لأنفسنا ،،
***
ودعوني أبدأ كمثالٍ لكم مع نفسي ،، ،،
النشأةُ كأي شخصٍ يعيشُ بين أبوين محافظين في مجتمعٍ فيه الصالحُ والطالحُ ، لي آمالٌ وتطلعاتٍ
ولكن مشوبةٌ بنزواتِ المراهقةِ ، وقد أفادتني بحمدِ الله ،، ففي النهاية لستُ معصوماً ..
سنين الدراسةِ تزور بشدَّةٍ أيامَ المراهقةِ ، وزيارتها ثقيلةٌ بل ما أشدَّ وطأتها ، لمتطلباتِها ، بل تطلبُها
الذي لا ينتهي ..
أيضاً أنت محكمومٌ بعلاقاتٍ أسريةٍ ، وناس بالأسرةِ لا ترحمُ الخطأ ، وستلتفتُ عنكَ
لوالدكَ الذي سيلتفتُ إليكم بالمنزل ،،
وتأتي أيامُ الجامعة وتحسبِ قطف الثمرةِ بالوظيفةِ بعده أو الفشل لكَ وللسنين التي قامت
بها أسرتك تستثمر بك لمستقبلها ،،، وقبل ذلك لمستقبلك
فنجاحك نجاحٌ لوالديكَ ، وفشلكَ فشلٌ لهما ،،
أعترفُ لكم أن أول سنةٍ ونصف من دراستي الجامعية كانت بشارةً بمستقبلٍ
مظـــــــــلمٍ
تعتريه الظلماتُ التي بعضُها فوقَ بعضٍ
من ناحيةِ الوظيفةِ واستغلال الوقت ولحظاتِ بداية مرحلة الرجولةِ
مع أني بحمد الله لم آتي على ما يغضبُ الله عز وجل
ولكن كاستشرافٍ للمستقبل كان هذا هو المنتظر ، على ضوء المعطياتِ التي أمامي

حتى أني خلال تلكم السنةَ والنصف طرقتُ بعض أبواب الرزق كإضافةٍ
لدراستي واستغلالاً لوقتي ،،،

ولكن دون جدوى ..
فوقفتُ مــع نفسي وقفةً ، خـــرجتُ منها ...
بأنَّ ما أنا فيه ما هو إلا لسببٍ واحدٍ ، هو :
أنّ علاقتي معَ الله سيئةٌ جداً .
كنتُ زعيمَ التخلفِ عن الركبِ في كل شيءٍ
فمثلاً :
صلاة الجمعةِ ،،
كانت تتحركُ من بيتنا سيارتان لأدائها ..
الأولى : بها والدي حفظه الله وأغلبُ إخوتي ..
والثانيةُ : بها المتردية والنطيحةُ وما أكل السبع وجمعهم .. أنا
كانت صلةُ الرحمِ مجاملةً لوالديَّ ، لتجنبِ زعلِهما ..
كنتُ لا أدققُ في أصحابي ، ولا في اختيارهم ، وأخفي بعضهم عن أهلي
أعلمُ أن الجميع منكم يقول .. جميعنا مرَّ بتلكم المرحلة وبعضٍ أو كلٍّ أو أدهى مما ذكرتَ
ولكن ..
تظل نظرةُ شخص لجرحٍ بإصبعهِ أنها مصيبةٌ
ونظرةُ آخرٍ لقطعٍ في كفه أنها مصيبةٌ أيضاً
فالكلُّ واحدٌ ما دامت المسألةُ نسبيةً من شخصٍ لآخر ..
الحاصلُ أن الله عز وجل أراد لي أن أصحو وأنتبه
لسبب فشلي في حياتي ، أو بلفظٍ آخر : بداية مؤشراتِ فشلي في حياتي
فعلمتُ أن السببَ هو سوء العلاقةِ مع الله
فبدأتُ بإصلاحها ..
طبعاً لم أصل للكمالِ ولن أصله يوماً ما
ولكن يكفي من القلادة ما أحاطَ بالعنق ..

بدأتُ أشعر بالفرقِ
تحسنت معدليَ التراكمي في دنياي وآملُ أن يكونَ في أُخراي
تخرجتُ بحمد الله بشهادةِ البكالوريوس الأول على دفعتي بمرتبة الشرف
تحسنت أثناء ذلك مداخيلي المادية ، وكلما طرقتُ باب رزق فُتح لي
أصبحَ من حولي يألفونَ مجلسي بعد أن كانوا لا يحرصون عليه
رضى تامٌ من والدي ووالدتي ، وأصبحتُ قدوةً لإخوتي في نظرهم
وأنا في طريقي لحفل تخرجي مساء يوم الثلاثاء حصلتُ على وظيفةٍ يبحثُ عنها الكثير
حتى قبل أن أستلم وثيقة التخرج ،،،،

إذاً .. ..
فوضعنا بشكلٍ عامٍ يحتاجُ تشخيصاً ومن ثمّ علاجاً
فالجارُ يحتاجُ أن يقف مع جاره
والوالدُ مع ولده
والمديرُ مع من يُدِيرهُ
ونحتاجُ مع كلِّ ذلك إلى توفيقٍ من الله ،،
ولن نحصلَ على هذا التوفيق إلا إذا علمَ الله صدقَ نيتِنا ،،
***
عوداً على بدء ..
ما دعاني لما سبَقَ هو تناقُضاتٍ كثيرةٍ تحصل على مرأى ومسمعٍ الجميع منّا
أعني في مجمعنا ،،
لأنفسُ مشحونةٌ
لا تكادُ تطيقُ أن ينظرَ إليكَ أحدٌ ما ، بل أن يطيلَ حديثهُ حتى من تحِبُّه
يتوارى خلفَ جلدِ بعض ساكني هذا المجتمعِ قلوب ذئابٍ
تزور الجميع البسمةُ نادراً ، ويحلُّ العبوسُ دائماً أوقريباً من دارهم
وأستثني من ذلك ابتساماتِ الأعياد ، فهي بغالبها مصطنعةٌ
لا طعم ،،
لا لون ،،
لا رائحة ،،،
انظر لشعوبٍ دنيويةٍ حولنا ، لا تؤجر ُ على الابتسامةِ ، لا تنالُ ثواب حسن الجوارِ
لا ترجو الآخرةَ حين تزور المريضَ ، لا تأملُ بالحوضِ حين الرفقِ بالحيوانِ
لا يسهرُ حُراسُها لكي لا تمسَّ عينَهم النار
لا .....................................
لا ........................................
لا .......................................

ومعَ ذلك تجدُ أنَّهم أحسنوا لمجتمعاتهم لملموا شتاتها ،، بعثوا الحياةَ في أوطانهم
ذلَّلوا الصعاب ،،
والله ..
لو حصلت اليابان على ربع حالةِ الإحباطِ التي تطفو على بلداننا الإسلامية
لما نهضت بعد قنبلتي ناجازاكي وهيروشيما ،،
ولما أصبحت من الدول العظمى .
الدنيا بكاملها حاربت جمهورية ألمانيا ، وأصبح حتى سائق الدواب في ذلك الوقت يعرف
ألمانيا وقائدها المجنون ، ومعَ ذلك هي الآن من الدولِ الصناعيةِ العظمى ..
لتحقق نهضةً لا تحتاجُ إلى شعبٍ كبير العدد بقدر حاجتكَ لمفاهيم مغروسة
لإرادة صلبة لعزيمة تفتُّ الحجر ..
فالمسألةُ ببساطةٍ .. هي مسألةُ كيفٍ وليست كم ..
إذاً ما نحتاجهُ هو :
حسنُ علاقةٍ بالله ، وتطبيق أوامره ، وعزيمةٍ ، وشفافيةٍ ، وصدق مع النفس والآخرين
***
الدنيا كما يقالُ " دوارةٌ "
آباؤنا كانوا يذهبون للهند يعملون كما يعمل الهنديُّ الآن عندنا
كانوا يذهبون إلى بلاد الشام بلاد الثروة الزراعية والحمضيات " ليس المشروب " والخيرات
يعملون كأُجراء ، وهاهي الدنيا تدور على أولئك وأولئك
ويأتون إلينا طلباً للقمةِ العيشِ
والخيراتُ التي لدينا إن لم تستغل كما يجب فلن نعدو أن نكونَ
شعباً يبني لغيره ، ويستنفد ما لديه من موارد لحين اليوم الموعود حين نرحل
أو يرحل أبناؤنا أو أحفادنا للهند أو للشام طلباً للرزق
والبناء يجب أن يكون من الأمس ،،
فما دام فاتنا الأمس فلا يفُتنا الحاضر .
كلٌّّ فيما يليه
نبني جيلاً يبني ، يصنعُ ، يتعاملُ
كما يحبُّ ربنا ويرضى ،،
وإلا ما نمر به الآن لا يعدو أن يكون من بيوت العنكبوت
ما تلبثُ أن تتركه ، وما أسرع أن تبني غيره
وما أسرع أن يقضي عليه أدنى نسيم
خاطرةٌ ..
أقوالنا أفعى لنا
أفعالنا أقوى لنا
ألقاكم ..
رولكس

السلام عليكم "

الموضوع جميل .. وهو يتمحور حول التربيه والسلوك والنتائج ..
ومع كون الموضوع طويل جدا .. وذو شجون كما ذكر.. ومتشعب ايضاء ..
الى ان الكاتب اجاد فى صياغته .. مع حسن الخط الذى اضاف حليه على حليته
ووقوفا على الموضوع .. ابتدائا من التغير من الضعف الى القوه والتى انعكس معها مميزات على الكاتب كمواطن قوى ايجابيه
ومع ما ذكر وما تم استعراضه فى المضوع من "مواطن قوى " والتى تمثل القليلــ(.)ــنـقطه من " بحرالسيفى لدي الكاتب
عليه نقفـ ..!! احتراما ،، مع تجربه الكاتب فحقا هو قدوه يحتذا بها
وقفه :
مع ثقة استعراض الكاتب .مواطن القوى الايجابية فى موضوعه. ومع ثقافة التحفظ السائدة فى المجتع
اراها واحد من اثنتين ( اما الطيبه ..! او الاناء ..!
شكرا رولكس الموضوع المميز
دمتم بحب الله ""
__________________
قال الله تعالى‏:‏
‏{‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا‏} ‏. .
ريدااوي غير متصل