مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 23-01-2013, 10:58 PM   #1
صالح المزعل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 78
لماذا تأخر نصر الإسلام

من روائع سيد قطب رحمه الله تعالى في ظﻻل القرآن: قد يبطئ النصر؛ ﻷن بنية اﻷمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها، ولم يتم بعد تمامها، ولم تحشد بعد طاقاتها، ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات، فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرته على حمايته طويلاً وقد يبطئ النصر لتزيد اﻷمة المؤمنة صلتها بالله، وهي تعاني وتتألم وتبذل، وﻻتجد لها سندا إﻻ الله، وﻻ متوجها إﻻ إليه وحده في الضراء ..وقد يبطئ النصر ﻷن اﻷمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله، فهي تقاتل لمغنم تحققه، أو تقاتل حمية لذاتها، أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها، والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله، بريئا من المشاعر اﻷخرى التي ﻻبسته .. وقد يبطئ النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير، يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا ويذهب وحده هالكا لاتتلبس به ذرة من خير تذهب في الغمار..وقد يبطئ النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماماً. فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصاراً من المخدوعين لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة. فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريا للناس، ويذهب غير مأسوف عليه من ذي بقية وللنصر تكاليفه وأعباؤه حتى يتأذن الله به بعد استيفاء أسبابه وأداء ثمنه، وتهيؤ الجو حوله ﻻستقباله واستبقائه
صالح المزعل غير متصل   الرد باقتباس