*
Room 7
قُبَيْلَ دُخُوْلِهَا أصَابَتْنِي رَعْشَةٌ ..
سَرِيْرُهُ فِيْ أَقْصَاهَا , حَيْثُ النّافِذَة المُطِلَّة ..
أَزَحْتُ السِّتَارَةَ , وَدُوْنَ أنْ يَنْظُرَ إِلَيَّ أوْ أَتَحَدَّثَ ..
عَلِمَ بِوُجُوْدِي ,وَقَالَ : تَأَخَرْت ..
رغم يقينه ..أنني أخَافُ شُحُوْبَ وُجُوْهِ الأحِبَّةِ , أَخْشَاهَا حَدَّ الفَزَعِ ..
أَنْفَاسُهُم الثَّائِرَةُ تُرْبِكُنِي , فَيَمُوْتُ الكَلَامُ فِي لِسَانِي وَأَنَا الثَّرْثَارُ !
تَبًّا لَكِ أيَّتُهَا الَكَلِمَاتِ , كَانَ عَلَيْكِ أنْ تُسْعِفِيْنِي الآنَ ..
أَوْ تَمُوْتِي إِلَى الأَبَدِ ..
فَشِلْتُ مِرَارًا أنْ أكُوْنَ مِثْلَهُ ..
أَطْبَعُ أثَرَ قَدَمِي فَوْقَ آثَارِ أقْدَامِهِ ..
ذَاتَ اقْتِفَاءٍ قَالَ لِي :
إِنْ ظَلَلْتَ تُطَاوِعُ انْبهَارَكَ التَّائِهَ فَلَنْ تَتْرُكَ أثَرًا لِذَاتِكَ ..
أَجَبْتُهُ : وَهَذَا مَا أُرِيْد ..
وَدِدْتُّ لَوْ كُنْتُ طَيْفًا أعْبُرُهُم جَمِيْعًا دُوْنَ أَنْ يَشْعُرُوا ..
طَيْفٌ أَسْكُنُ زَوَايَا الأَمْكِنَةِ , شَرْطَ أَنْ أَخْتَارَهَا ..
فَـ الَّذِيْنَ نَتْرُكُ فِيْهُمْ أَثَرًا جَمِيْلًا ثُمَّ نَرْحَلُ عَنْهُم ..
يَتَأَلُمُوْنَ كَـ أُولَئِكَ الذِيْنَ تَرَكْنَا فِيْهِمْ أَثَرًا قَبِيْحًا ..
بَلْ أَشَدُّ !
وَقَبْلَ أنْ أُغَادِرَهُ بَادَرْتُهُ بِابْتِسَامَةٍ ..
لَكِنَّهُ لَمْ يُقَايِضْنِي بِمِثُلِهَا ..
فَقَطْ أَخَذَ كَفِّي وَقَبَّلَ رَاحَتِي ..
وَضَمَّ أصَابِعِي إِلَى مَوْضِعِ قُبْلَتِهِ ..
وَهَمَسَ لِي : خَبِّئْهَا , وَبِبَرَاءَةِ طِفْلٍ طَاوَعْتُه ..
وَعِنْدَمَا انْزَوَيْتُ , أيْضًا وَبِسَذَاجَةِ طِفْلٍ بَسَطْتُّ يَدِي ..
وَفِي خَلَدِي أنْ سَيُحَلِّقُ مِنْهَا أسْرَابُ الفَرَاشَاتِ ..
حِيْنَهَا أفَقْتُ عَلَى َخَيَالٍ شَاحِبٍ ..
وَكَفٍّ مَبْسُوْطَةٍ صِفْرٍ ..
إِلَّا مِنْ دِفْءِ قُبْلَةٍ .
*