خواطر حول النفس : نشاطا وفتورا
ما بال أنفسنا تكلّسَتْ , وأصابها الوهنُ والخمول والفتور ؟
أرى من نفسي ومِنْ حولي عَطَباً في القلوب , ووَهَناً في الأجساد , وكَلالا في الذاكرة , فلم نعد بذلك النشاط والحيوية , والبهجة والغبطة .
ربما لروتين الحياة الممل , وضجيجها المُتعب , ولهاثها المستمر , فجديدُها مستهلك , ونظامها فوضى , وهَمْسُها صراخ , وسرورها بكاء , ونزهتها هروب .
في اعتقادي أن أنجع دواء لما نعيشه هو التغيير , ولو كان يسيرا , تغيير في العادة , تغيير في السلوك , تغيير حتى في العبادة , تغيير في المظهر , شريطة أن يكون هذا التغيير وفق الضوابط الشرعية ..
فمن ذلك مثلا :
1. العشاء بعد صلاة المغرب .
2. النوم مبكراً جدا , لتعطي الجسم راحة كافية فتستيقظ الصباح نشيطا .
3. قراءة كتاب ليس من ضمن اهتماماتك , أي أنك مثلا تهتم بالأدب واللغة , فتقرأ كتابا في السياسة أو الخيال العلمي أو التحليل الشخصي .
4. القيام بعبادة لم تكن تقوم بها من قبل , مثل : صلاة الضحى , صيام يوم ما ..
5. الابتعاد عن ضجيج الإعلام لفترة وجيزة ( تلفزيون , إنترنت ) .
6. الخروج لمكان مرتفع في البلد , وإطلالة تأملية على المدينة .. من أروع الأشياء التي تبعث النشاط .
7. أمسك القلم والورقة واكتب فيها ذكريات جميلة أو حزينة أو مضحكة ( أسرية , مدرسية , صَدَاقِيّة .. )
8. قم بعمل تطوعي ولو كان صغيرا .
9. جرّب السفر وحدك ولو يوما واحداً , ففيه متعة لا حدود لها .
10. استعن بالله ولا تعجز .
وفي الآخير أختم بهذا الحديث الشريف عن الحبيب صلى الله عليه وسلم أن قال : " إن لكل عمل شِرَّة ، و لكل شِرَّة فترة ، فمن كان فترته إلى سنتي فقد اهتدى ، و من كانت إلى غير ذلك فقد هلك " رواه أحمد في مسنده , وذكره السيوطي في الجامع الصغير , وصححه الألباني في صحيح الجامع .
( الشِّرَّة : النشاط والقوة , والفترة : من الفتور وهو الخمول )
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|