حياك الله أخي ريدواي ..
تفسير الكلمة ومعناها يختلف من شخص لآخر , فهناك كلمات وردت في القرآن تحتاج إلى إيضاح وبيان , وليس كل أحد يفهم معناها المباشر حتى في عصر الصحابة , ولذلك استشكل عمر بن الخطاب رضي الله عنه معنى كلمة ( أبّا ) في قوله تعالى في سورة عبس ( وفاكهة وأبّا ) .
وعليك أن تعلم أنه كلما كان القارئ أقرب إلى عصر النبوة والعربية الفصحى كانت المشكلات اللفظية لديه أقل في كتاب الله , ولكن مع اتساع رقعة الأمة الإسلامية , وانتشار الحضارة تضاءل استعمال كثير من الألفاظ , فكان المتلقي محتاجا إلى تفسير بعض الألفاظ , فظهر لنا مثلا الحوار الدائر بين عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ونافع بن الأزرق الخارجي حول معاني كثير من كلمات القرآن مثل : عِزين , ركزا , عسعس , ذات الرجع ... ونحوها .
ثم ظهرت في عصور متقدمة جدا كتب المعاجم اللغوية مثل معجم العين للخليل بن أحمد المتوفى سنة 170هـ , وتلاها كتب الغريب ( غريب القرآن وغريب الحديث ) ... لأبي حاتم السجستاني وأبي عبيد الهروي وغيرهم ....
فبعض الألفاظ القرآنية تحتاج إلى تفسير وبيان وشرح شأنه شان الشعر الجاهلي مثلا , ولو لم تكن اللفظة محتاجة لما ظهرت شروح المعلقات مثلا , ولما ظهرت كتب المعاجم , ولما ظهرت كتب الغريب ونحوها ...
وفقك الله لطاعته
والسلام عليك .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]