[الثائر الأحمر]

شهرزاد’ وأحسنت الرد أختي، ولو علم الإنسان قيمة ما نزل في الغار، ما ذهب يبحث عن رأس المال الفكري عند فقيرٍ يظهر غير حقيقته.

نجدية’ حياك الله أختي.

مشكلة هؤلاء أختي الفاضل سوء المنطلق، العلم الشرعي علم حقيقي له أصول لا يحيد عنها، من بدأ من أماكن أخرى افتقد لعمق هذه الأصول، مشكلة حميد الدين وأمثاله أنه يجيد صف الكلام، العبث بالحروف، لكنه يخلو من العمق لأنه لم يجلس يومًا مع العلم الشرعي جلسة المتخصص.

كلامه يبدو من الوهلة الأولى مبهرًا جديدًا يفتح أفقًا، لكنه في حقيقته ومن نظرة علمية بحتة، كلامه ساذج للغاية وبسيط ولا يمت لعلم الفقه ولا أصول الفقه ولا معاني القرآن بصلة.

فهو أساسًا قد بنى كلامه على هذه الجملة: ( الرجم مثل الرق مثل ضرب الزوجة نماذج من أحكام لم يعد كثير من المسلمين قادرين على التعامل معها كما كان من قبل) فهنا خطأ المنطلق، هذه الكلمة الهلامية (قادرين على التعامل معها) لأن هذا الشكاك لا يستحضر إطلاقًا مبدأ الاستسلام لله وتنفيذ أوامره بغض النظر عن التعامل الذي يقصد به: الفضيحة أمام العالم.

وهذا انتكاس فطرة، كتلك الانتكاسة التي تجعل الغربيين يسخرون من الميتة المريحة والسريعة (قطع الرقبة بالسيف) واستبدالها بالكهرباء والإبر السامة والرصاص والتي تقوم بتعذيب الإنسان قبل الممات.

كتلك الانتكاسة التي تجعل الناس يرحمون الجاني حين يحكم عليه ويتباكون لأجله، وينسون المجني عليه.

تأملي جملته الثانية: (ولو عملنا مقارنة بين تعامل مسلمين القرن ال20 مع الرجم وبين تعامل مسلمي القرون السابقة للاحظنا ذلك بقوة) فهو لم يعمل مقارنة، لكنه يتنبأ لك ويقول قارن تعامل مسلمي القرن العشرين (وليس الواحد والعشرين مع الرجم مع القرون السابقة، ثم يقرر بنفسه أنك أيها القارئ ستلاحظ ذلك بقوّة، كأن هذا الهاذي يقارن بين استراحة أخوياه والاستراحة التي بجانبهم، طرح جريء لفظيًا خائب عمليًا وواقعيًا، فعمل مقارنة كهذه لا يجازف بها في جملة.. خصوصا في مسألة المقارنة بين قرن.. وقرون، كلام خبط عشواء وتجرؤ وتكبر من هذا الجاهل.

ثم بعدها يحدد أن الإسلام هو القرآن والسنة، ثم يأتي بكلمة زيادات واستثناءات.. ويتجرأ بجهل ويضع ما يشاء في قائمة الاستثناءات وما يشاء في قائمة الزيادات دون أدنى أسلوب علمي، بل مجرد نفس جاهلي متتابع وقادر لغويًا، وانظري لقوله بتكبر: وعلى الإجماع قامت فعلا أهم أسس إسلامنا اليوم!! بينما أدنى مطلع على أي باب من أبواب الفقه يعلم أن الإجماع يأتي تبعًا لأدلة الكتاب والسنة.. لكنه العبث اللغوي، وارمي الكلمة ودعها.

لا أستطيع أن أصور لك أختي مدى الجهل والافتراء المركب في كلامه، فهو يرمي أي كلام لمجرد الكلام، ولا يحوي من القيمة العلمية شيء، بل هو الغرور التام بعقله، ومن رآه يتكلم علم أنه يأخذ الكلام من رأسه ويرميه مباشرة دون أي أساس واضح.

بوركت وعذرا على التأخر.