مكتتبو "الريان".. نوم في الطرقات وقيلولة في الخيام

لم يجد أحد المكتتبين أفضل من الافتراش على دوار في أحد شوارع الدوحة ومغطى باللون الأخضر لأخذ قسط من الراحة بعد معاناة طويلة تكبدها جراء الازدحامات التي شهدها الاكتتاب في مصرف الريان القطري.
هذا الشاب الذي بدا في العشرينيات من عمره واجه الكثير من المصاعب حتى أنهى اكتتابه، وبدا عليه عدم إلقائه بالا حتى للمارين من هذا الشارع المزدحم بالسيارات خصوصا في وقت الذروة.
الشاب الذي رصدته عين "الاقتصادية" في أحد ضواحي العاصمة الدوحة وهو مستلق على ظهره وأمامه أوراق الاكتتاب التي أنهاها, جعلته يستقطع جزءا من الدوار ليرتمي بجسده المنهك أملا في تجديد نشاطه ليبدأ رحلة العودة بعد أن أنهى اكتتابه. ورغم ضجيج السيارات وصوت آليات البناء في مشاريع قريبة منه لم توقظه. لكنه انتبه لصوت كاميرا "الاقتصادية" التي اقتربت منه لترصد وضعه وأوضاع السعوديون الآخرين والخليجيين بصفة عامة الذين افترشوا الأرض مرغمين في مساء أمس بسبب التكدس الكبير الذي شهدته دوحة قطر خلال الأيام الماضية.
هذا الشاب وغيره المئات من أمثاله افترشوا الطرقات والساحات المحيطة باستاد نادي قطر والكورنيش رغبة في السبق في الاكتتاب والبعد عن الازدحامات التي سببت الكثير من المتاعب للراغبين في الحصول على مكاسب استثمارية من خلال ضخ مبالغ بسيطة على أمل جني أرباح أكبر.
بالأمس وبالتحديد بعد دخول الأعداد الكبيرة إلى قطر للاكتتاب في مصرف الريان وامتلاء ساحة النادي القطري بالمكتتبين عمد البعض منهم إلى أخذ قسط من الراحة داخل الخيام التي خصصت لتوزيع نماذج الاكتتاب دون الالتفات إلى نداءات المسؤولين عن الاكتتاب الذين حاولوا عن طريق مكبرات الصوت إيقاظ من ناموا وإخراجهم إلى الساحة.
أحدهم استيقظ من غفوته ليؤكد أنه لم ينم منذ يومين بسبب معاناة السفر التي تكبدها برا. وسط تأكيداته بأنه بحث ولم يجد غرفة واحدة، ومؤكدا أنه غفا قليلا ليستطيع مواصلة السفر بعد ذلك عائدا إلى داره.
آخرون ممن صحوا من غفوتهم ذكروا أنهم وجدوا مساكن لهم في بعض الفنادق وامتنعوا عن النزول فيها بسبب الغلاء الفاحش في أسعارها، وقرروا عدم الاستئجار نظرا لعدم مقدرتهم على الدفع.
لم يقتصر نوم المكتتبين على الساحات أو الخيام التي في داخل النادي وإنما شوهد أيضا في المواقف التي خصصت للسيارات، حيث عمد الكثير إلى النوم داخل سيارته خصوصا بعد إبلاغ المسؤولين في البنك عن أن المكتتبين الذين يحملون أرقاما تفوق الألف – الخاصة بالدخول وتسجيل الاكتتاب - لن يتمكن من استقبالهم إلا في المساء.
عدد آخر أشار إلى أنه لجأ إلى أحد القطريين للنوم في منزله بعد اكتشافه – أي القطري- أن هذا المستثمر السعودي لم يجد مسكنا يأويه، الأمر الذي دعاه للإلحاح عليه باستضافته في منزله والمبيت فيه هذه الليلة.
|