.
.
.
[poem=font="Simplified Arabic,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
مالي أراكَ كسيرَ الطّرفِ يا قمرُ؟=وأدمعُ العينِ تهمي منكَ تنهمِرُ؟
ما لي أرى السحُبَ السوداءَ تجعلها=كمن يريدُ بها سِتراً فتستَتِرُ؟
ما لي أراكَ حزينَ القلبِ منكسراً=تكادُ من هولِ ما تشكوهُ تنشطِرُ؟
ما للطيورِ تجوبُ الأفْقَ غاضبةً؟=وكيف باتَ بلا أوراقِهِ الشجرُ؟
ما للجبالِ كأنّ اللهَ زلزلها=ترى الصخورَ بها تهوي وتنحدِرُ؟
وما لشمسِ الضحى تاهتْ أشعّتُها=فليس يسعدُ في أنوارِها الزّهَرُ؟
فصَدّ عني كأني لا أحادِثُهُ=وظلّ من هول ما يُخفيهِ يعتصِرُ
وقال لي – وحروفُ الحزنِ باكيةٌ=الوهنُ بادٍ بها والضعْفُ والخوَرُ
تملّكَ الضيمُ قلبي لا يفارقُهُ=إني أكادُ من الأحزانِ أنتحِرُ
وفَلَّ صبْريَ أمرٌ لا عزاءَ لهُ=فلا أكادُ لهولِ الأمرِ أصطبِرُ
الهمّ طوّحَ بي والغمّ أرّقَني=فقلتُ:ماذا جرى؟ ما الخطبُ؟ ما الخَبَرُ؟
دهى العقيدةَ أمرٌ لو تدبّرَهُ=قلبُ التّقيِّ لكادَ القلبُ ينفطِرُ
فقلتُ:حسبي إلهي ما الذي نطَقَتْ=بهِ شِفاهُك؟ أفصِحْ أيها القمَرُ
فقالَ:عِرضُ الرسولِ البَرِّ دنّسَهُ=علوجُ كفرٍ هُمُ الأرزاءُ والقَذَرُ
هُمُ العلوجُ فلا عِزٌّ ولا كرمٌ=وكيفَ يكرُمُ من أسيادُهُمْ بَقَرُ؟
ترى الكِلابَ إذا شبّهْتَها بِهِمُ=تثورُ تصرُخُ لا نرضى فذا جَوَرُ
"قومٌ لِئامٌ أقلَّ اللهُ عِدّتَهمْ=كما تناثَرَ حولَ الفقحَةِ البَعَرُ"(1)
لَوَ انّهُمْ ذُكروا عندَ الحميرِ ترى ال=حميرَ تخجَلُ منهم ثمّ تستَتِرُ
سَبُّوا الرسولَ فيا قومي أليسَ بكمْ=من يُلقِمُ الكفرَ أحجاراً ويبتَدِرُ؟
سَبُّوا الذي لو تناسَتْهُ القلوبُ قَسَتْ=وحينَ تذكُرُهُ تزهو وتزدَهِرُ
لم يبقَ غيرُ علوجِ الكفرِ تنهش من=عِرضِ الرسولِ بِهِ تهزا وتحتَقِرُ؟!!
لا باركَ الله في أعراضِنا أبداً=إذا قُضِي بحبيبي دونَهَا الوَطَرُ
إنّ الرسولَ لنورٌ فازَ قابِسُهُ=إنّا بشِرْعَتِهِ نسمو ونفتَخِرُ
إنّ الرسولَ سماءٌ لو لها جمعوا=كلَّ الغبارِ لما ضَرُّوا وما كَدِروا
صلّى عليكَ إلهُ الكونِ خالِقُنا=فداكَ روحي فداكَ السمعُ والبَصَرُ
فداكَ عِرضي وعِرضُ الناسِ كُلِّهِمُ=فداكَ أهلي فداكَ الخلقُ والبَشَرُ[/poem]
اللهم صلّ وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..!!
الأحد
22/12/1426 هـ
---------
(1) وجدتُ بيتَ حسانَ بنِ ثابتٍ -رضي الله عنه - هذا مناسباً لهذا الموضع - أجلّكمُ الله !