إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم آجرنا في مصيبتنا واخلف علينا خيرا منها
اللهم ارحم ميتنا عبدك أبا صالح محمد بن علي الحميد ( الهدبان ) واجعله في عليين , وأجزه عنا خير الجزاء
يوم الجمعة المكمل للثلاثين من شهر شوال عام أربعمائة وألف للهجرة ودعت بريدة علماً من أعلامها , ورجلا من رجال الوعظ والنصح .
ودعت بريدة من كان صادعا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم
التهمته يد المنون تحت أرتال الحديد , ولظى الحوادث التي لم تُبقِ ولم تذر
ولله الحكمة البالغة سبحانه
كان أبو صالح الحميد واعظا صفِيَّا خفيا , لا يترك مناسبة ولا فرصة إلا وقام بوعظ الناس بلغته الواضحة , ومعلوماته البسيطة .
لم يكن ذا علمٍ يشار إليه به
ولكنه كان ذا تقوى وصلاح وغيره , نحسبه كذلك ولا نزكي على الله
كان دائم الابتسامة والبشر حين تلقاه
إذا قام واعظا اهتزت له جنبات المساجد والمقابر
وإذا رفع يديه يدعو ارتعدت فرائص العلمنة والزندقة مما يستمطره عليهم من دعاء عظيم
أعظم مواعظه وأطولها يكون بالدعاء
حتى ربما تبرم الناس من ذلك
ولكنهم حتما سيفتقدون ذلك الصوت المجلجل بالحق ..
رحمك الله أبا صالح
فلن تكفيك الكلمات
ولن توفيك حقك العبارات
ذَهّبْتَ يابنَ حُمَيْدٍ نحوَ آخرةٍ ,,, وكنتَ تعلِنُها من قبلُ أن تُوبوا
وترفع الصوتَ يا قومي سألتكمُ ,,, بالله لا تُجْرِموا فالموتُ مرهوبُ
فنسألُ الخالقَ المعبودَ مغفرةً ,,, تفيضُ في لحدكُمْ والعفوُ مَسْكُوبُ
الله اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه , وأكرم نزله ووسع مدخَله , واغسله بالماء والثلج والبرد , ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس .
خاتمة : قال أبو العتاهية :
وكانت في حياتك لي عِظاتٌ ,,, فأنت اليوم أوعظُ منكَ حَيّا
كتبها : علي بن سليمان الحامد .
30/10/1434 هـ
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]