الموضوع عن الأخوة الإيمانية , مصدرا بآية كريمة من كتاب الله تعالى ,, ولكني لا أرى أثر العنوان في الحوار ؛ إذ تحول إلى مشاتمة وخروج عن نص الأخوة ..
الغريب أخي المواطن أنك تنتقد وضع المؤمنين وأنت أول من يخالف النص الشرعي القائل : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يُسلمه ولا يحقره ...
وأي ظلم على المسلمين أشد من نفي الأخوة بينهم , ونفي إسلامهم الصحيح ؟
أذكرك أخي الحبيب بقوله صلى الله عليه وسلم : " من قال هلك الناس فهو أهلكُهم " وضبطت في بعض الروايات : " أهلكَهم "
في الصدر الأول من الإسلام , وبعد 25 سنة فقط من وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم تقابل أعظم جيش إسلامي قوامه أكثر من 60 ألف مقاتل , ليس في اليرموك , ولا القادسية , ولا نهاوند
بل في صفين بين جيش العراق ليس بقيادة صدام أو المالكي .. بل بقيادة المسدد الملهم الإمام العظيم أبي الحسن علي بن أبي طالب رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه وصهره , ورابع الخلفاء الراشدين , الإمام المهديّ التقي النقي ...
وبين جيش الشام ليس بقيادة بشار الكلب ولكن بقيادة خال المؤمنين معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه , كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم الخليفة الملك الحكيم الحصيف ..
تقاتل الجيشان , ولم يتزاوروا , ولم يقيموا الاحتفالات .. بل سار الدم بينهم أنهارا في فتنة عظيمة أصابت المسلمين ..
ومع ذلك لم يتباكى أحد كما تتباكى الآن أنت
ولم يتشاءم أحد كما تفعل الآن أنت غفر الله لك
أنا أعلم نيتك الطيبة , وحرصك على وحدة الكلمة , ولكن عليك أن تصلح من نفسك , وخاصة أهلك قبل ان تمد عنقك لبقاع الدنيا ..
والكلام ليس لك , بل لي أنا ولك وللقارئ الكريم
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
( ما أصابك من حسنة فمن الله , وما أصابك من سيئة فمن نفسك )
( أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم )
فمن أصلح نفسه وجاهد في الله حق جهاده من أجل ذلك فإن الله تعالى سيهديه سواء السبيل " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين "
عصمنا الله وإياكم من الزلل , ورزقنا حسن القول والعمل , وهدانا لخير السبل
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
والحمد لله رب العالمين .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]
|