مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 23-12-2013, 05:25 PM   #1
د. صالح التويجري
إمام وخطيب جامع الروّاف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
العمل الخيري نوافذ ومجالات

بسم الله الرحمن الرحيم
العمل الخيري نوافذ ومجالات
د صالح بن عبد العزيز التويجري
جامعة القصيم كلية الشريعة
كلما كانت البيئة والمجتمع محافظا مستقيما كلما زاد نشاط العمل الخير لانه مرتبط بعقيدة وثواب العاملين وهذا تؤكده النصوص الشرعية والواقع شاهد بذلك
وهو احد صور التكافل الاجتماعي وتجسيد روح الامة في حياتها تعاطفا وتراحما وتوادها
ولقد اطلت الى المجتمعات الاسلامية شعارات تفرغ هذا المبنى والمعنى من محتواه الشرعي فمثلا الانسانية والوطني حين تلقى على أي بذل وعطاء ما يسمى بانه عنوان الوطنية وبرهان الانسانية فان هذا له سلبيات كثيرة منها فتور العاملين لان العمل للقربي والثواب يختلف عن غيره ولانه الوطن يشترك فيه بر وفاجر فلا ينشط المحتسب بخدمة من لايراه اهلا لذلك من وجوه وابواب اخرى ومثل الانسانية فهي ايضا ميدان واسع يشاركك فيه كفار وفجار واخيار ومن ذا الذي يريد ان يقدم خدمة باسم الانسان وهو يعلم انه لاينفعه ذلك يوم الدين كماهي افعال المشركين من كرم ونخوة فكلها هباء لانه يراد بها الدنيا كما هي قصة عبد الله بن جدعان وحاتم الطائي الخ
يعد العمل الخيري حلقة مضيئة في الحياة الاجتماعية يمارسه كل شخص متطلع للبذل والعطاء ، كلٌ على قدر استطاعته
عُرف المسلمون بحب الخير والسعي إليه، والأعمال الخيرية ليست مستغربة فالقرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ،فيهما حث وترغيب على فعل الخير، وتعد كل الفاعلين للخير بالثواب في الدنيا والآخرة. من هذه الآيات قوله تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )، وقوله تعالى : ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )، فمن خلال هاتين الآيتين الكريمتين نرى أن الله سبحانه وتعالى أمر المسلمين بأن يتعاونوا على البرِّ والتقوى مما يجلب محبته، وفي الوقت ذاته ينهاهم عن التعاون على المعاصي التي تجلب سخطه وغضبه ، ويأمرهم سبحانه بالتصدق والصدقة.
لا بد من التنويه ان ، مصطلح التبرعات من المصطلحات الدارجة في فقه المعاملات المالية، تحت مسمى عقود التبرعات.
*لقد عُرِّف الإيثار في اصطلاح الفقهاء هو: أن يُقدِّم ويفضل غيره على نفسه في النفع له.
وقد وردت كلمة الإيثار في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
كلمة الإحسان ذكرت في القرآن الكريم بمعناها اللغوي، وهو الزيادة عن الواجب والتفضل بما ليس واجباً، ومن ذلك قوله تعالى إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى)، وقوله تعالى في آية أخرى : ( وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).


ويُلاحظ من تعريف الإحسان، علاقته الواضحة مع العمل الخيري، حيث أنهما زيادة على الواجب، والعمل بشتى أنواع البرِّ والمعروف غير الواجبة، هو زيادة على الواجب.
__________________
1) الملاحظات.
2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع.

الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني:
saleh31@gmail.com

حفظكم الله ...
د. صالح التويجري غير متصل