25-12-2013, 10:26 AM
|
#2
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
المقصد من هذا ان من سلم جسده وبدنه اغتر بدنياه ولم يصحح ايمانه
ولذا كان ربنا قريب من المريض كما في الحديث القدسي ..(( مرضت فلم تعدني
قال وكيف اعودك وانت رب العالمين قال اما علمت ان عبدي فلان مرض
فلم تعده ام علمت انك لو عدته لوجدتني عنده ))
وفي الصحيحين يقول الرسول عليه السلام (( من يريد الله به خيرا يصب منه ))
والاصابة اصلها الاصابة بالسهم
كأننا في الحياة اهداف للبلاء .. وكأن البلاء طلقة رصاص تصيب احدنا فيخر
صريع الهم والغم والالم ..
وللاسف نحن من يضع الرصاص في البندقيه لكل نطلق على انفسنا
لان رصاص الالم سببه الانسان نفسه كما قال ربنا (( من يعمل سؤ يجز به ))
وقال (( وما اصابتكم من مصيبه فبما كسبت ايديكم ويعفوا عن كثير ))
فالفسوق والعصيان سبب لحشو بندقية القدر بالبارود الذي ينفجر في صاحبه
في أي لحظه
فإن قلت لي هذا التقرير يعارض تقريرك السابق في أن فسوق الفاسق
وغفلة الغافل من كبر اسبابها صحة البدن ..
فكيف يكون صحيح البدن ولا يعاقب ؟؟
اقول انك لم تفهم القضية ياصاح
ذالك ان عقوبة المرض صفعة عاجله منبهه للاهل الايمان .. وتكفير للسيئات عنهم
وربما اغتر جاهل بتأخير العقوبة وتوالي النعم مع العصيان وهذا هو الاستدارج
فأن قلت وما الاستدارج ؟؟
قلنا لك الاستدارج هو الاثابة على العصيان بالنعم الدنيويه فيزيد الانسان من العصيان
ويزيد ربنا من النعم المتواليه ..
وفي الحديث (( اذا رأيت الرجل يعطي وهو مقيم على معصية الله فأعلم انه مستدرج ))
ولاحظ انه يقول
استدارج من الدرجه وهي المرقاه للصعود للاعلي .. وكأن النعمه بعد المعصيه عباره عن درجه
الى النار الحاميه والعقوبه الغلظيه المفاجئه غير المتوقعه في الدنيا
ولا تعجب من ذالك
فإن القران اخبر ان اصحاب النعم هم اهل الفجور والطغيان
كما قال تعالي (( وذرني والمكذبين اولي النعمة ))
وكان اتباع الانبياء من الضفعاء الفقراء المعدمين
كما قال تعالي (( وما نراك اتبعك الا الذين هم اراذلنا ))
وسلامة الجسد وقوته سبب للغرور والطغيان والغفله الا من وفقه الله تعالي
للحق والايمان ومحاسبة نفسه على النقير والقطمير
فإن قلت وما الدليل على ذالك ؟؟
قلنا لك انظر الى اكثر من يعصى ربه ويتمرد عليه .. ستجد ان الشباب وهم اصل
القوه كثير عصيانهم بخلاف الشيوخ والاطفال والمرضى واصحاب الاعاقات
ونظر الى حال من عافاه الله في بدنه ..
انظر الى ظلمه للناس ولنفسه .. وغفلته عن ربه وعن الموت
لان البدن الصحيح يغفل عن الاخره .. ويبعد التكفير بالموت .. ويعين على العصيان
والفجور .. ولو قلت ان اكثر الفسوق والعصيان يأتي من الاقوياء لا من الضفعاء
لما اخطئت السبيل وضللت الدليل ..
وللحديث صله
|
|
|