مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 26-12-2013, 02:49 PM   #4
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132



الثالث حظ يصيب ويخطي

الحظ هو ما اصابك من خير او شر

وبعض الناس يعتقد ان مفهوم الحظ مفهوم جبري وبعضهم يراه مفهوم قدري

والمفهوم الجبري ان الحظ عباره عن وقوع القدر القهري بدون اسباب العبد

والمفهوم القدري يرى ان الحظ وقوع القدر على وفق اسباب العبد ولا قهر فيه


فصار الخلاف بين المفهومين في امرين

احدهما القهر

الثاني الاسباب

فمن لاحظ القهر في القدر قال ان الاسباب عبث لا طائل تحته

ومن لاحظ الاسباب في القدر قال ان القهر عجز لا طائل تحته


والصحيح ان القدر فيه قهر وفيه سبب

فالرب سبحانه غالب على امره .. ولا راد لقضائه ولا معقب لحكمه

ومن امره وقضائه انه رب الاسباب بمسبباتها

فقدر الجوع يكون بترك الطعام وقدر الشبعه يكون بالطعام

وقدر الولد يكون بالزواج وقدر العقم يكون بترك الزواج


ولكن هل هذه الاسبا ب مستقله بذاتها ؟؟


غير مستقله بل مرتبطه بمشئه الرب فربما نفذ القدر مع السبب وربما

لم ينفذ القدر مع السبب

فرب دواء أخذه ثلاثة مرضى .. بهم مرض واحد

ومع ذالك تجد ان سبب الدواء ينفع الاول ولا ينفع الثاني

وربما يضرالثالث ..


وسبب التخلف في السبب ليظهر الله قهره وتفرده بالتدبير

وسبب وقوع القدر بالسبب ليظهر الله حكمته في ربط الاسباب بمسبباتها


فالعلاقه بين القدر والسبب ليست حتميه الوقوع .. وهذا هو الفارق الوحيد

الذي لم يفهمه القدريه والجبريه



وحظوظ الناس لها اقسام

الاول حظ تحبه النفس وتسعى اليه

فالنفس لها مطالب وحاجات واغراض تسعى اليها في هذه الحياة وربما حصلت

ما تحبه وربما لم تحصله .. والسعى هو الاجتهاد في بذل الاسباب


الثاني حظ تكرهه النفس وتهرب منه

فالنفس لها مكاره تكرهها ولا تحبها كالجوع والمرض والاهانه والاحتقار والفقر


الثالث حظ تحبه النفس وفيه هلاكها


مثل حظ الغني لمن يفسده الغني وحظ الجاه لمن يفسده الجاه

وفي الاثر ان من عبادي من لا يصلحه الا الفقر ولو اغنيته لهلك

وأن من عبادي من لا يصلحه الا الغنى ولو افقرته لهلك

ومثله حظ النجاح لمن يفسده النجاح

كأن يغتر او يتجرى على الحدود او يتكبر على خلق الله


الرابع حظ تكرهه النفس وفيه صلاحها


مثل حظ المرض لمن يصلحه المرض .. قالوا واكثر مفكري العالم عاشوا معاناة

اوجبت لهم حيره وقلق وبحث عن حل .. فصار حلهم مفتاح للبشريه ونور لطريقها

كما حصل في اكثر المخترعات الحديثه في التنقل والاتصال وغيرها

وربما كانت ضلال للبشر وزيادة تيه لهم مثل افكار الفلاسفه التى صدرت عن معاناة

وقلق حتى قيل ان من شرط الفليسوف رهافة الحس ووجود المعاناة والقلق الذي يحفز

الذهن على السؤال والبحث عن حل

ولعل الديانه البوذيه التى يعتنقها ملايين البشر اليوم كانت بسبب معاناة بوذا وقلقه

وتركه لحياة الترف والنعيم خير مثال على ذالك


ودائما ما يكون الحظ سبب للغفله والفسوق ولهذا صور منها


الاول ان يكون الحظ مكشر وغير مبستم في الغالب

فيكون سبب في التسخط والاعتراض عليه او طلب الحظ بالحرام كمن تأخر

عليه طلب الحلال بالحلال وطلبه بالحرام .. او تأخر عليه الزواج بسبب ظروفه

وطلبه بالحرام ..


الثاني ان يكون الحظ مبتسم ومقبل في الغالب

فيكون سبب للغرور والغفله والاعراض والاشر والبطر .. والطغيان مرادف

لتوالي النعم وزيادتها كما قال تعالى (( كلا ان الانسان ليطغي ان رأه استغني ))


الثالث ان يكون الحظ تاره وتاره

فتاره يسر وتاره يحزن وتاره له وتاره عليه

وهذا سبب للغرق في الحياة والكفاح في سبيلها ونسيان مسببها وموجدها
الزنقب غير متصل