أخي العزيز ( فكر ) :
ليس كل استفهام يُقصد به السؤال ..
فهناك الاستفهام الإنكار , والاستفهام التعجبي
ونحن جميعا فهِمنا أنك تريد الإنكاري ... ولذلك اعترضنا ..
على العموم أشكرك على مداخلتك .. التي حركت الماء الراكد ...
أما البيت المشار إليه فهو مقتبس من مطلع قصيدة لابن القيم رحمه الله تعالى , ولا أظن معناه عصيًّا على الفهم :
يلقي السلام على الميتة كلما طلعت الشمس صباحا ,, ويطلب منها الرد ..
وهو طلبٌ مجازي قطعا .. والمراد : التواصل الروحي والنفسي مع الوالدة رحمها الله كما قالت الخنساء رضي الله عنها :
يذكرني طلوع الشمس صخرا ... وأذكره لكل مغيب شمس
وكما قال الأنباري يرثي ابن بقية ويخاطبه كأنه يسمعه :
كأنك واقف فيهم خطيبا ... وكلهم وقوف للصلاة
مددتَ يديكَ نحوهم احتفاء .. كمدهما إليهم بالهباتِ
فمخاطبة الميت بهذه الاستعارات والمجازات اللغوية أسلوب شعري معهود .. قال البارودي يخاطب أمه بعد وفاتها :
وقد كنتُ أخشى أن أراكِ مريضةً ... فكيف وقد أصبحتِ في الترب أعظما
وقال شوقي يخاطب أباه الميت :
يا أبي ما أنت في ذا أولٌ ... كل نفس للمنايا فرضُ عين
هلكت قبلكَ ناسٌ وقرى ... ونعى الناعون خير الثقلين ..
والسلام عليك .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ
يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ
[ محمود سامي البارودي ]