37 - لن يضيع حق ورأة مطالب ومساوم
الحقوق هي الحق
الواجب لك على الاخرين
عكس الواجب وهو الحق الذي عليك للاخرين
وطلبه هو ا
لاستمرار الدائم الملح في طلبه
والشعور بالظلم والغبن والقهر اذا لم تأخذه
الحق يضيع اذا لم تطلبه وتستمر في طلبه تلك سنه الحياة
لان الانسان جبل على الجحود والكفر بحقوق الاخرين
كما قال ربنا (( قتل الانسان ما اكفره )) (( ان الانسان لربه لكنود )) اي جحود ..
فاذا كنت تريد ان يعطيك الاخرون حقك
وانت ساكت فأنت واهم ونائم ولم تعرف
حقيقة الحياة ولا طبيعة الانسان الجحود
فعليك لضمان حقك ان
تطالب به تساوم عليه
والمطالبه به هي
الاستمرار في طلبه حتى تحصله
والمسامة عليه هي ان
لا تعطي الواجب عليك حتى تأخذ حقك ..
لان العلاقات الاجتماعيه هي (( تبادل اجتماعي )) في نهاية الامر
اي اعط حق وخذ حق ..
بعض الناس يميل اليوم الى
عدم المطالبه بالحقوق الواجبه لك على الاخرين
او تخفيف حقك و تكميل واجبك ..
وينطلق من مسلمه مفادها .. ان سعادة الحياة هو في
التخفف من الحياة نفسها
ويرى ان القناعه هي فن ادارة (( الميسور والموجود والمتاح ))
فالقاعده عنده
وكلما
قلت مطالبك كثرت راحتك وكلما
كثرت مطالبك تقلصت راحتك
فالراحه ان تكون خفيف الحاذ (( لحم الظهر )) خفيف المؤنه قليل الرغبات
يقول
الانسان يشبه السياره كلما قلت حمولتها زادات سرعتها
واعقل الناس في الحياة الزهاد ..
وهل الزهد الا في التقلل من الشهوات والرغبات ولاكتفاء بالقليل ؟؟
ورسولنا عليه الصلاة والسلام قال اللهم اجعل رزق ال محمد قوتا
وقال قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه
ويقال ما قل وكفي خير مما كثر والهي
في الطرف الاخر
يرى بعض الناس ان المطالبه
بكل الحقوق سبب لنيل الاحترام
واخذ الحق دليل القوه ومن اكل حقه فهو الضعيف
والناس تحقر التراب لانه متوفر ولا تبالي
بنعمة الماء لانه يسير
وكلما تصعب الشي عظم خطره عند الناس
فاذا كنت
وجبه سهله خفيفه يستطيع اي احد ان يستحوذك ويأكل
من وراءك لسماحة نفسك وطيبه قلبك
فأسمحي لي انك تعيش في عالم
(( المحقورين )) المنبوذين
وربنا اثنى على من ينتصر من بعد ظلمه ولا يسمح لاحد ان يبغي عليه
واخذ الحق بالكامل وبدون نقص سبب للعزه
ولقد ضحك
اهل
القوه والغلبه على الناس وقالوا لهم القناعه كنز لا يفني
واكلوا حقوقهم واحتكروا اموالهم واخذو زهرة الدنياء بدون كد ولا تعب
وقالو للناس كونو مظلموين ولا تكونو ظالمين
والحياة نجسه
قليل حللاها كثيرة حرامها ومتشابهها
والسلامة لا يعدلها شي ..
فدعوها لاهل النجاسه من ارباب الدنيا واهل
البطون والجيوب
وانشغلوا بالاخره
وهكذا صار
الفقر والجهل والمرض والضعف من نصيب الفئه
التى قنعت وزهدت وتركت الحياة
وصار الغني والعلم والصحه والقوه من نصيب اهل الفجور
والبغي والظلم
وتوسطت طائفه فقالت
يجب عليكم ان تنظرو الى الحقوق من
زاوية اضافيه فرديه لا من زاوية
ذاتيه قطعيه
فالتنازل عن الحقوق وترك الحظوظ والقناعه
تكون للقادر الذي تركها
وهو قادر على اخذها ولا تكون لليأس والعاجز وطالب الراحه والدعه
الذي يحب ان يعش على هامش الحياة
ويكون من الاصفار الكثيره
التى تعيش حياة البهائم السارحه
فمن ترك الحياة وهو يحبها يختلف عمن ترك الحياة وهو لا يحبها
ومن ترك حقه وهو قادر على اخذ يختلف عمن ترك حقه للعجز والكسل عن اخذه
ومن قنع والدنيا بين يديه يختلف عمن قنع والدنيا مدبرة عنه
فالشأن ان تغالب دافع نفسي قوى يغلبك الى مراده ..
وقوة الانسان بالتسامي والاستعلاء عن حظوظه ورغباته وتقديم الفضائل
بناء على ما سبق
يتضح لنا ان اخذ الحق اذا كان فيه مصلحة للفرد او للجماعه فهو الافضل
واذا كان تركه افضل للفرد او الجماعه فهو الافضل
وربنا يقول في كتابه (( فمن عفا وأصلح فأجره على الله ))
فشرط في العفو الاصلاح وهو ان يكون العفو اصلح من العقوبه
فاذا كانت العقوبه اصلح وانفع من العفو فهي الواجبه
ويقاس عليه اخذ الحق
متى ما كان اخذ الحق فيه مصلحة للفرد او للجماعه فالافضل اخذه
ومتى ما كان ترك اخذ الحق مع القدره عليه افضل فالافضل تركه
الخلاصه
1 - اخذ الحق لا يكون الا بقوة وقدره وعزيمه
2 - اخذ الحق عدل
3 - ترك اخذ الحق فضيلة بشرطين
القدره عليه .. أن يكون تركه هو الاصلح للفرد والجماعه
واذا كان ترك اخذ الحق سببه العجز او كان سببا للفساد فهو نقيصه وذله ومهانه وأفساد