31-03-2014, 12:31 PM
|
#5
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
يقول اللقاني
وكل نص أوهم التشبيها .. اوله او فوض ورم تنزيها
ونزه القران اي كلامه .. عن الحدواث واحذر انتقامه
هذا البيت من اعمدة الاشاعره في التعامل مع الصفات .. فكل نص يجي في ذهن عالم
الاشاعره انه يوجب التشبيه والتمثيل فهو بين خيارين
الخيار الاول ان يفوض العلم بمعناه مع نفي المعني الظاهر وهذه طريقة ابن دقيق العيد
الخيار الثاني ان يفسره بمعني اخر ليس فيه شبهه تمثيل
اذن العله انه قام في نفس الاشعري ان ظواهر النصوص تشبيه .. والتشبيه كفر ..
فيجب نفيه هذا اولا .. ثم تأويله حتى لا يجد الاخرون فيه حجه لهم على التشبيه
ويلزم على هذا ان ظواهر الصفات كفر .. يعني ان الفهم الاول والمباشر من النصوص
التى تتحدث عن الله هي كفريه لانها اما ان تثبت الجهه كالعلو او الجسميه كالاتيان والمجي
او الجمسيه والتحيز كالاستواء او البعضيه والجسميه كالوجه والعين .. الخ
وهنا نقع في مطب خطير .. وهو ان القران الكريم ظاهره الكفر في اكثر الاشياء ورودا فيه
فنحن نعلم أن ذكر الاسماء والصفات اكثر من ذكر الصلاة والصيام والحج والجهاد والجنه
والنار .. بل تجد ان كل ايه تختم في كثير من الاحيان بأسم او اسمين او صفة لله تعالي ..
فلا يكون القران كتاب هدايه في اكثره .. ولا يكون كتاب هدايه في حديثه عن الرب .. ومعرفة
الرب بصفاته هي اكمل المعارف ... وهي اكمل من معرفة الشرائع والانبياء والجنه والنار
لان الشرئع هي حقه والانبياء هم رسله والجنه والنار عقابه .. لكن الاسماء والصفات هي
ذاته وصفاته وتوضيح الذات اولي من توضيح حقوقها وعقابها ورسها وثوابها
لان الله هو المقصود بالذات ..
وهذا لازم خطير جدا لا ينفك عنه المعطله والمحرفه ..
ونحن نقول ان (( ايهام )) التشبيه قام في عقلك ايها الاشعري ..ولا يلزم ان يكون عقلك
هو معيار كل العقول .. فليس عندك نقل عن معصوم ولا صحابي ولا حتى امام هدي ..
يقول ان الصفات توهم التشبيه ..
فعقلك غير معصوم .. وليس حجه .. بل هو الى المرض اقرب منه الى الصحه لانه اساء
الظن بالنصوص .. وفهم منها مشابهه الرب سبحانه فهو مثل ثم حرف ثم عطل ..
يقول الرديعان ان التأويل توسع عند الاشاعره وبلغ ذوته في عهد التفتازني وللقاني
ونلاحظ ان التفتازني مؤصل .. واللقاني ملخص وناقل غير مبدع .. بدليل ان كبار الاشاعره
المتقدمون لم يصلوا الى مرحلة اللقاني التى اكتمل فيها زرع التأويل على ساقه ..
فالاسفرايني اثبت الوجه والباقلاني اثبت الاستواء والوجه والغزالي تذبذب فأول الاستواء
في كتابه الاعتقاد واثبته في كتابه الاربعين ..
ومشكلة اللقاني انه يلخص اقول التفتازني ويعتمد عليه في نقل الاجماع والحجج
فهو يرى ان الصفات متشابهه ونفي التشبيه محكم
وهذا في ذهنه .. اي انه لم يتضح له معني حقيقي يقوم بالله مباين ومخالف للمخلوق
وهذا لا يلزمنا ولا يكون حجة علينا لاننا لا نتعبد بعقله وليس عقله ولا عقل الاشاعره
هو ميزان الاسلام .. نحن متعبدون بالقران والسنه .. وظواهر القران احب الينا
واسلم لنا من العقل الاشعري والمعتزلي .. ولو ان معهم صاحب او تابع بأحسان
او حتى امام له قدر متبوع لقلنا نعم ونعمة عين .. ولكن للاسف ليس معهم الا الاشعري
الذي كان مذهبه ردة فعل على المعتزله .. فهو كان معتزلي ثم تحول الى الاشعريه ثم تحول
الى السلفيه كما في كتابه الابانه .. ثم تطور هذا المذهب وأختلاف بأختلاف علمائه حتى استوى
على سوقه على يد التفتازني .
ويرى ان قواطع العقول مقدمه على ظواهر النصوص ..
فهو جعل بدعته كما يقول ابن القيم (( عقليه قاطعه )) وتأويل لاجلها ظواهر النصوص
|
|
|