مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 10-04-2014, 11:29 AM   #2
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132




تأملات في التربيه المعاصره لطفي بركات


الانسان يكتشف العالم بالتديج .. طفل يحاول المعرفه .. شاب يهضم المثل بالتدريج ويهضم الواقع بالتديج ويكون هضمه للمثل اسرع من الهضم الواقعي .. ذالك ان المثل امر معروف مقرر معلن عنه أما الواقع فهو امر يكتشفه الانسان بذاته بسبب تأمله ..
ومن المعلوم أن العلم يشترط له ان تقف أما مجهول ترغب في معرفته وكشف اسراره وهتك اسراره ومثل هذا الامر يحتاج الى حيرة ورغبه وتأمل وجمع للشواهد واكتشاف حتى يتضح لك الامر وتنكشف لك الحقيقه على سبيل التديج .. وكل خطوه تنقلك الى الخطوه التى تليها حتى تبداء بمشاهده الواقع كما هو ..

والناس أربعة أسوياء يعرفون ما لهم وما عليهم .. وشاذون مخالفون للقيم وألمبادي .. وموهوبون متفوقون ومتوسطون واغبياء لا يفهمون يحتاجون الى تدريب وتعليم مكثف حتى يصلوا الى مرحلة الاسوياء وناضجون هضموا المثل وهضموا الواقع الاجتماعي ومزجوا بيهما .. ومعوقون يحتاجون لمن يقوم بهم ويرعى شأنهم
قسم كتابه الى خمسة اقسام
أطار معرفي عقلي .. أطار نفسي مشاعري عاطفي .. أطار أخلاقي قيمي .. أطار اجتماعي ثقافي .. أطار غائي هدفي ..
لان الانسان له عقل يفهم به .. ونفس تتشكل .. وقيم تحدد الخطاء والصواب والصحيح والفاسد .. ومجتمع يشبع الحاجات ألجسديه بالطعام والشرب والنفسيه بالحب والامن والاجتماعيه بتحقيق الذات وتوكيدها .. غائي يختلف من شخص لاخر ومن جماعة لا خرى

الاطار المعرفي

اذا اردنا ان نبحث في الاطار العقلي فلابد لنا ان نركز البحث في اربعة امور
ادوات العقل ..اعداد العقل .. استعمال العقل .. الغايه من العقل ..

فأدوت العقل هي الخمسه المعروفه (( الادارك .. الذاكره .. الخيال ..التصور .. اللغه ))
واعداده هو تهيئة با التعليم والتدريب
واستعمال هو استعمال العقل في المنظور والمسطور
والغاية من العقل هي الهدف الذي يريده المربي من الاعداد والاكتشاف وكيفية الاستعمال
1 - ادوت العقل

هي ما ولد الانسان به من المواهب والقدرات العقليه .. التى وهبها الله اياه .. كما قال تعالي (( والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والابصار والافئده قليلا ما تشكرون ))
فقوله جل شأنه (( وجعل لكم السمع والابصار والافئده )) يشير الى ادوات المعرفه وهي السمع والبصر الموصول للادارك الحسي والفؤد الذي هو محل معالجة المعلومات وتخزينها واعادة انتاجها في قالب عملي او قولي ..
والايه تشير الى ان التعلم لا يكون الا بهذه الادوات ..وهذه الادوات منحة ربانيه وعطية ألهيه وقد تتعرض هذه الادوات للتشويه او الكساد بعدم الاستعمال ..
ومن المعلوم ان هذه الادوات مختلفه بين الافراد .. فمن الناس من انعم الله عليه بالفهم الصحيح ومنهم من انعم الله عليه بالحفظ .. ومنهم من اعطي خيال خصبا يساعده في التصور والربط بين المعلومات واعادة صياغتها .. ومنهم من اعطي لغة قويه حاضره يستطيع ان يعبر بها عن المعلومات بقالب لغوي جميل واضح مبدع ..

ب ) هذه الادوات هي الادارك الحسي وهو ترجمة ما ينقله الحس من مبصر ومسموع ومشموم وملموس ومتذوق واعطائه معني .. فهذه شمس وهذه صورت سياره وتلك رائحة طعام وهذا خشن وذالك حلو .. وهكذا ..
وقد تتعرض هذه المدركات خطاء بسبب فساد يعترض اداة الادارك . مثل ان يضعف السمع او يكل البصر او تصاب العين بالحول او العمى .. او فساد يعترض اداة الترجمه مثل أن يكون لك صديق لم تره منذ مدة طويله فيقبل أليك من مكان بعيد .. وتظنه صديقك .. فاذا قرب كثيرا شككت فيه .. ثم اذا لم يسلم عليك زاد شكك انه ليس هو .. وربما يكون هو .. فاذا رجع اليك واحتضانك وتعرف عليك .. تأكدت انه هو ..
انت في هذه الحاله تنقل من ادارك مجزوم الى مشكوك فيه .. الى شك قوى جدا يقرب من اليقين .. ثم تنقل الى ادارك يقني مرة اخرى .. والسبب بعد العهد به .. وفساد الترجمه في الدماغ ..


1 – تفاعل العقل والمعلومه ..
عقل الانسان عباره عن حصيله او محصله لامرين التعلم الخارجي والتأمل الذاتي .. فأنت تجمع المعلومات وتشحن بها وتراها من ألمجتمع الخارجي .. وهذا معرفة الجمع .. ثم تأتي المرحلة ألاخرى وهي لمن أحب العلم وعاش له .. وهي مرحلة التأمل والهضم .. بحيث تحيل تلك المعارف والمعلومات الى كيان فكري شخصي خاص بك .. مبني على تأمل ذاتي وهضم خبري ومعلومات خارجيه وهو ما يسميه بعضهم عامل المعرفه او مستنتج المعرفه .. فالمعلومات امثال الخشب والالات والادات .. وهضمها والربط بنها واعادة صياغتها وجماعها بمثابة النجار الذي يصنع بالخشب والخياط الذي يفصل الملابس والجسد الذي يهضم الطعام فيتحول الى لحم ودم وعصب وعرق واخراج ..

2 – الاحساس درجات متفاوته
الاحساس بالشي هو البصر او السمع او الشم او الذوق للشي .. وهو نوعان احساس باطني وهو ان تشعر بنفسك وأحساس خارجي وهو ان تعشر بالعالم الخارجي ..
ومن الواضح ان الاحساس يختلف بأختلاف التأمل والتعلم والرغبه والصياغه وهذه اضلاع العقل في المعرفه فالتأمل على درجات متفاوته وله طريقه منهجيه مقرره .. والتعلم يختلف بأختلاف انكشاف المعلومه وتعلم المعلومه .. والرغبه تختلف من شخص لا خر .. والصياغه هي اخراج ما رغبت في تعلمه وتأملته في قالب لغوي صادق معبر عن الشي كما هو ..
فنحن اسرى للغة فهو وسيلة البيان وربما علم كثير صغرته اللغه ورب علم صغير كبرته اللغه كما قال على رضى الله عنه العلم نطقه كثرها الجاهلون ..

3 – التعلم بالرموز وبالحس وبالذاكره وبالخيال
عندما تقراء كتاب فأنت تتعلم بالرموز أي باللغه التى تحمل صورا ذهنيه تتفق انت والكاتب على معناها ومؤدها ذالك ان من شرط الفهم ادارك معني المفرد وادراك النسبه كما يقول المناطقه .. اونقول ادارك المفرادات وادارك الجمل .. وشبه بعضهم الكلام بالعمله التى لا يمكن ان نتبايع بها حتى نتفق على قيمتها فاذا كان في ذهن البائع ان عملة الخمسين ريال هي عشرة ريال وفي ذهن المشترى انها مائه ريال .. فلن يتم بيع ولا شراء .. وهكذا اللغه لا يمكن ان نفهم بعضنا الا اذا اتفقنا على معاني الالفاظ ..

وعندما ترى شي بعينك او تسمع بأذنك فأنت تتعلم بالحس وليس الخبر كالمعاينه كما ورد ..فالخبر معلومه لغويه صوريه .. والمعاينه معلومه حسيه اداركيه ..
وعندما تفحص ذاكرتك وما فيها من المعلومات والخبرات فأنت تتعلم بالخبره بالذكره والعرب تقول قديما العقل بالتجارب .. وربنا اشار الى ذالك بقوله في سورة يوسف (( انا انزلناه قرأنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك احسن القصص )) والعقل المراد بالايه هو عقل التجربه المبني على قصة يوسف عليها السلام ففيها تجارب كثيره في واقع بشرى قابل للتكرار في كل زمان ومكان .. لان الانسان هو الانسان .. فالحسد والشهوه والتقوى والاحسان والصبر والامل هذه القيم الاربع هي عنوان قصة يوسف عليه السلام .. فبلائه بسبب حسد اخوته وشهوة امرأة العزيز .. وسبب التفريج عنه بسبب تقواه عن الحرام واحسانه الى سيده والى رفقاء السجن .. والتفريج عن ابيه بسبب الصبر على المصبيه والامل في التفريج ..

وعندما تحلم بخيالك وتركب من الصورة الذهنيه والادارك الحسي والذكره صورا جديده .. فانت تتخيل هناء وتحلم .. والحلم هو اصل الابداع وعنوان انطلاقه العقل من المحسوس الى الممكن .. ولولا الخيال ما طار الانسان في الفضاء ولما غاص في الماء .. فأصل هذه الاخترعات هي خيال داعب الانسان ان يكون طائرا في الهواء وسمكة في الماء وتحقق له ذالك بالغواصه والطائره ..
الزنقب غير متصل