20-04-2014, 09:22 AM
|
#8
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
من كتاب صناعة التفكير اللغوي
برز في وقتنا الحاضر ظاهره نقد اسياسيات العلوم .. لان عندنا جزئيات العلم وهي افراد كثيره تجتمع في فن من الفنون مثل مسائل الفقه في كتب الفقه ومسائل النحو في كتب النحو وعندنا اصول العلم وأساسياته وهو ما بني عليه الفقه وما بنيت عليه اللغه وهكذا .. في السابق كان النقد يتوجه الى جزئيات العلم تحت مظلة اصول العلم .. ولما كانت اصول العلم تقيد حركة النقد اتجهت المدارس الحداثيه الى نقد اصول العلم .. ومن هذه الاصول اللغه فنقد النحو والبلاغه والمعاجم وهو ما يتحدث عنه الكتاب .. وكان هذا النقد بأسم التجديد ومجارة العصر وتحقيق مقاصد هذه العلوم لا رسومها الباليه .. وبدأت الدعوه بتأصيل العاميه والكتاب بها بدعوى ان اللغه متطوره ولاننا نتكلم بلغه ونتعلم بلغة اخرى مما يحصل ازدواج بين ما نتكلم به وما نتعلم به .. ولان الانجليزيه تكتب علومها باللغه المشاعه المتاحه بين كل الناس وقيل بل يجب فتح باب التوسع اللغوي فكل ما لهجت به العرب صح التكلم به ولا نلزم بالمشهور اللغوي الذي الزمتنا به المدارس النحويه ورمت المخزون اللغوي العربي في البحر وعلى هذا يكون تقنين النحو تعقيد له وتضييق لدائرته ونأخذ بقول قطرب وأبن مضاء وهو ما يسميه بعض الباحثين دكتاتوريه الاغلبيه مثل الزام جمع المذكر السالم الياء .. وقيل بل يجب حذف بعض ابواب النحو لانه معقد وغير منطقي مثل حذف كان واخواتها وما ولا ولات وبه قال شوقي ضيف .. او الدعوه إلى العامي الفصيح ولغة المثقفين البيضاء التى تجمع بين العاميه والعربيه في اللهجه وبنية الكلمه وتعتمد على التسكين الدائم في الاعراب .
وفي البلاغه قالوا السكاكي منطق البلاغه وقننها وحولها من حاسة شعوريه فنيه تدرس الاسلوب الى منطق عقلي معقد محصور فتقنين النحو في مشهور او شائع اللغه ابطل الاتساع اللساني وتقنين البلاغه ابطل للتذوق اللغوي الاسلوبي ..
وفي المعاجم قالوا لماذا لا يدخل العامي المشهور ولا يوضح التطور الدلالي للكمات بأختلاف الاعصار ولماذ لا يحذف المهمل الفصيح لانه مات ولا يجوز لنا الاعتناء باللهجات والكلمات الميته التى لا يتحدث بها العامه ولا الخاصه ..
والنحو العربي سماعي له شرط زماني ومكاني وسماها بعض الباحثين دكتاتوريه المكان وهي جزيرة العرب ودكتاتوريه الزمان ما قبل التدوين وقياسي مبني على الاشهر وترك الاقل وهذا المنهج النحوى المتشدد ترك القرأت وأستدل بأشعار العرب بسبب عنصري الزمان والمكان وقيل انه كان هناك هدنه بين النحاه والقراء فلما تكمن النحاة انقلبوا على القراء
|
|
|