24-04-2014, 01:07 PM
|
#2
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
مفهوم التجسيم عند المتكلمين
قال المعتزله من اثبت لله معني وصفه فقد اثبت الهين مع الله قاله واصل بن عطاء وقالوا ان بعض الصفات مخلوقه مثل الكلام والاراده والصفات ان قلت قديمه فقد عددت القدماء وان قلت محدثه فقد اثبت ان الذات الالهيه محلا للحوادث والحقيقه ان الصفه لا تختلف عن الموصوف وان حدوث الصفه لا يسلتزم حدوث حادث بالله لان هذا في حق المخلوق لا في حق الخالق .. ولا يجوز ان تقوم بالله الاعرض والابعاض والاغراض أي الصفات المعنويه والخبريه والذاتيه .. والجسم عندهم ما كان عرض وعمق وطول واختلفوا في تحديد جهاته هي هل ثمانيه او ثلاثه او سته وقال النظام كل ما في العالم اجسام حتى الاعراض كاللون والطعم والحراره والبروده واليبوسه هي اجسام لطاف لها حيز تشغله ثم جاء العلاف واخذ من فلاسفه الهند وديمقريطس فكرة الجوهر الفرد وهو وجود جسم لا يقبل الانقسام وهو صغير لا شكل له ولا يرى بالعين المجرده فاذا تجمعت صارت جسم واذا بليت بقاء الجوهر الفرد وبه اثبت حدوث العالم والعلم به وجزائه لانه محدود ومقدور عليه ومعلوم كأن الله يعلم الاصل الذري للاجسام ومنه يتركب الخلق ويعلم الخلق كأن علمه عباره عن شفره موضوعه في الانسان هي الجوهر الفرد واعادته هي ماده خام يتركب منها الخلق وهذا كله محاوله لتشبه علمه وخلقه بعلم خلقه وعقلنه الامور الاخرويه ..
الاشاعره
اوئلهم اثبتت الصفات الخبريه والعلوا لله تعالي .. وتأولوا بعض الصفات .. فالاشعري اثبت اليدين والعين والوجه والعلو .. وتابعه على ذالك تلميذه ابو الحسن الطبري ثم الباقلاني .. ثم تأثرو بالتفويض .. تأثرت الاشعريه بالاعتزال وبدأت بتأويل العلو والصفات الخبريه وتمام هذا على يد الرازي.. المقصد ان الاشعريه يدورن حول امرين اثبات البعض وتأويل البعض والتفويض وهواثبات معني غير محدد كما يقول ابن جماعه او تفويض المعني لله تعالي كما يقول البيهقي .. والمقصد ان رؤس المعتزله منهم من تأثر بالتصوف كالغزالي ومنهم من تأثر بالاعتزال والتفلسف كالرازي ..
ابو الحسن الطبري اثبت اليدين مع نفي كونهما جارحه ويرفض تأويل اليد بالقوه والنعمه لاننا نثبت فاعل في الغائب قديم ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر وأن كنا في الشاهد لا نعقل موجودا الا حسم وجوهر وعرض .. أي اثبات صفات خاصه بالله وأن كانت تطلق في الدنيا على الانسان الذي هو جسم متحيز له اعراض .. لان وجود الله يخصه وذاته تخصه فكذالك صفاته تخصه وابن تيميه لخص الرد على المعتزله بجمله واحده وهي الكلام على الصفات كالكلام على الذات فهم يثبون لله ذاتا لا كذوات فكذالك صفاته .. ورد على الاشاعره ان الكلام في بعض الصفات كالكلام في كل الصفات واثبات البعض وانكار البعض تحكم لا دليل عليه .. وفسر الاستواء بالاعتلاء تقول العرب استويت على السطح أي علوت عليه واستوى الطير قمة رأسي ا علا في الجو .. فهو عال على عرشه ولا نقول قاعد ولا قائم ولا مماس ولا مباين لان الاصل ان نقتصر على اثبات معنى ما ورد في النص بدون انكار معني او غلوا في اثباته بالتشبيه .. فالسنه وسط بين الانكار الذي ينفي المعني وبين التشبيه الذي يثبت المعني على وجه يشابه المخلوقين .. بل نثبت معني يليق بالله وننفي عنه مشابهه المخلوقين لاننا نتأدب مع النص فلا ننكره ولا نزعم انه غير معروف المعني لاننا نتهم النص بأنه ملغز او موهم او غير معروف وبهذا ينتفي كونه بيان وهدي فلا بيان ولا هدايه بدون معرفة معني ولو اعطيت كتابا باللغه السومريه فلن تستفيد منه وسوف يكون عندك بمثابة الذهب المطمور في الارض .. فكيف يصح ان يكون في القران شي غير مفهوم او شي ظاهره كفر .. فالمتكلمون اساؤ الظن بالنصوص وزعموا ان ظواهرها كفر وغلوا في الاثبات .. والعرش في لغة العرب هو السرير واخبر ربنا انه محمول والملائكه تحف من حوله مما يدل على انه جسم يحاط به ويحمل وربنا علا عليه ولا يلزم من علوه مماسه او تحيز او كون العرش يقله او يحمله او يحيط به لماذا ؟؟
لان استوائه على عرشه علوا خاص به لا نعلمه فثتب علوا خاص مع جزمنا انه لا يلزم منه مماسه ولا احتواء ولا حمل ولا كونه محدد به محصورا فيه لان الله اكبر من ذالك .. وليس لنا الا التسليم للنص والتأدب مع الله .. وعدم الخوض في الغيوب بعقولنا الحسيه التى لا تعرف الا عالم الشهود ويصعب عليها تخيل او تصور عالم الشهود .. وأذا كان الشيطان اقرب قريب يأكل معنا ويشرب لا نستطيع تخيل جسمه وشكله وحركته ويشطح بنا الخيال في تصوره فكيف نريد ان نعرف كيفيه وحقيقه صفات الرب سبحانه .. فالعقل ميزان ولكنه محدود فيصعب على ميزان الذهب ان يزن اطنان الحديد لا لعيب فيه ولكن لان الحديد اكبر منه فالعقل مثل الميزان المحدود الذي لا يستطيع ان يدرك اشياء فوق مستواه وليس طبيعتها موافق لمشاهداته ومعقوله .. وانكر الطبري على المعتزله تفسيرهم للاستواء بالاستيلاء رغم ان الرازي ارتضى هذا القول .. وقال ان الاستيلاء يوحي بمغالبه وكأن الله استولي على العرش بعد حرب قامت بينه وبين غيره ولا يجوز ان نستدل بأبيات قليت على ملوك الارض المتنازعون ونطبقها مفهومها على ايات تتحدث عن الرب فقول الشاعر
قد استوى بشر على العراق .. بغير سيف ولا دم مهراق ..
وهذا البيت قيل عن ملك استولى على ارض ليست له .. وربنا ملك الملوك والارض كلها له وليس له منازع ولا مغالب ..
اما الباقلاني وهو المؤسس الثاني للمذهب فقد الصفات الخبريه مثل الاشعري والطبري واثبت العين خلافا للطبري .. وقال ان انكار العلو معناه ان يكون في كل مكان او يخلوا من المكان فالاول تنقص وأنه يزيد بزياده المكان وينقص بنقصانه والثاني عدم والنص اثبت انه في العلو المطلق غير المحدود ولا المحصور .. والاحتواء في المكان والزمان يختص بالمخلوقات اما ربنا فقد كان ولا مكان ولا زمان وهو الان مستوى على عرشه بائن من خلقه ..
ومن اقوى النظريات التى رد بها المتكلمون للصفات هي نظرية تماثل الاجسام .. فعندهم تعريف للجسم .. وعندهم لزوم عقلي لكل جسم وهو التماثل في الوجود والعدم والزياده والنقصان .. فالجبل والانسان والشجر والماء اجسام وهي متماثله من ناحية انها شي وجرم ولها مساحه وتزيد وتنقص وتقوى وتضعف ولها بداية ونهاية وهذا ما يسمونه التمثال النفسي أي ان نفس الجسم له ضروريات وجوديه تحكم عليه .. فمن اثبت لله صفه فقد جسم أي شبهه بالاجسام .. وخفي عليهم ان اصل قضيتهم في قياس الشاهد على الغائب او الحكم على الله من خلال اللغه وما يشاهدونه وجعل تصوراتهم الحسيه حكما على الله تعالي وهذا اصل الضلال وقد قلنا سابقا ان العقل يحكم على عالم الشهود اما عالم الغيوب فلا يحكم عليه والواجب عليه تصديقه كما جاء بدون زياده ولا نقصان ولا انكار .. تلك هي القضيه
وسوف نعرض لتعريف الاجسام عند المتكلمين وكيف اضطربوا فيها وضلال بعضهم بعضا فيها فالرازي قال عن المعتزله انهم مجسمه والمعتزله قالوا الاشاعره مجسمه وهكذا صارت رزية التجسم كرة ناريه ملتهبه يقذف بها المتكلمون بعضها بعضا بحسب الهوى والانحياز الفكري للفرقة العقديه ..
|
|
|