مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 05-05-2014, 12:17 PM   #6
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132



من كتاب مقالة الجسميه بين ابن تيميه وخصومه فهد هارون


6 – وجود الشي وعدمه ومدحه وذمه في الشرع لايجوز الا اذا فهمت معاني الشرع ثم فهمت اللغه التى تتحدث بها ويتحدث بها غيرك .. وبهذا تعرف دستور القيم والمبادي والاخلاق كما نزل وتعرف لغة الناس وتميز بين ما مدحه الشرع وما ذمه .. ولا يجوز ان تعلق المدح والذم الشرعي بألفاظ لم يستعملها الشرع حتى تعرف معناها ثم تعرف المعاني الشرعيه لترى أي المعاني يحلق بها .. وبهذه القاعده رد شيخ الاسلام على من اثبت او نفي عن الله الجسم والحيز والجهه لان هذا الالفاظ تحدث بها اجيال عديده ومدارس كثيره ولكل جيل ومدرسه مفهوم خاص .. فربما قصدوا بالجسم ما قام بنفسه وثبت له الصفات .. وربما قصدو الشي المركب المتفقر بعضه الى بعض .. فنقول معني الاول حق ولفظك باطل ومعني الثاني ولفظه باطل .. وبهذا نفصل بين المعني واللفظ حتى لا يكون اللفظ ستارا لمحو وابطال المعاني الصحيحه الوارده في الشرع .. واذا تحدثت فتحدث عن المعاني الشرعيه بألفاظ شرعية حتى لا تموت الالفاظ الشرعيه او تعبر عنها بألفاظ محتلمه للحق والباطل .. الا اذا كنت في اناس لايفهون ولا يستوعبون الا بهذا الالفاظ فلا بأس بشرط ان تقصد المعني الصحيح .. واصل كل هذا مبني على قاعده ابطال الاديان عن طريق الالفاظ المتسحدثه التى تحتمل الحق والباطل فرب لفظ رفع الى اعلى مرتبه وجعل من الفضائل وهو يتضمن معاني فاسده .. ورب لفظ خفض الى اسفل سافلين وهو معني شرعي ثابت في الكتاب والسنه .. وكل فكر يروج لمفاهيمه والفاظه ومصطلحاته ويقيم عليها الحروب ويعد عليها بالمن والسلوي فاذا ناقشته في مصلطحاته التى ربط بها الشر والتزمت ما فيها من الحق شيطنك .. وأن رفضت النفاش معه انتفخ وقال غلبته وهزمته .. فالحل ان تدخل معه في التفاصيل فتثبت ما في كلامه من الكلام وتبطل ما فيه من الباطل اذا كانت اللفاظه صارت فتنه للذين امنوا .. ومن المعلوم ان الباطل يتناقض ويتساقط فالفلاسفه يردون على المتكلمين والعكس بالعكس والمتكلمون يرد بعضهم على بعض وابن تيميه ينقل كلام هولاء في هولاء من اجل اثبات ان علم الكلام لم يثبت ولم يستوى لمدرسة واحده بل عدة مدارس قامت فيه وكل مدرسه تضلل الاخري بل ان اوئل المدارس يتخلف عن اوخرها فما اثبته المتقدمون انكره المتأخرون .. لان الباطل لا ثبات له .. فالمعتزله الزموا الاشاعر بتعدد القدماء حين اقروا بالصفات السبع .. والاشاعره رموا المعتزله بالتعطيل وانكار كمال الذات حين انكروا الصفات واثبتوا الاسماء والفلاسفه قالوا وان المتعزله متناقضون لان اثبات الاسم يستلزم اثبات صفه .. ومن اثبت الذات لزمه أن ثبت الصفات ومن اثبت بعض الصفات لزمه ان ثبت باقي الصفات ومن اثبات الاخره بالتسليم لزم ان يثبت الصفات بالتسليم .. ومن انكر الصفات والاخره فلا كلام لنا معه لانه غير مسلم كما صنع الفلاسفه الذي قالوا بقدم الحياة وتجرد الرب من الصفات ..
الزنقب غير متصل