07-05-2014, 11:58 AM
|
#2
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
5 - الامل
الامل هو انتظار الخير في المستقبل والجزم به لعمل تقوم به وخير تنشره
وشر تتركه واحسان تشيعه ..
فالامل هو الانتظار لوفود الخيرات وقرب المسرات في المحياء والممات
من رب الارض والسموات ..
هو اليقين بالله ولو كانت الظروف قاهره والنفوس جاحده والاشرار متسلطون
اليقين بأن الفاعل هو الله .. والمدبر هو الله .. أنه لا يتخلى عن احبابه ولا يترك
اوليائه وأن نصره قريب وحمته لا تفارق عباده الصالحين
الامل لايكون الا بعمل .. وهو بدون العمل سراب بقيعة يحسبة الضمان ماء
هي الاماني التى ينشغل بها مفاليس الناس .. وأحلام المراهقين التى تداعب
خيالهم ..
والامل لايكون بعمل شرير وغفلة عن المصير .. فأنك لا تجني من الشوك العنب
ولا تحصل السباخ الزرع .. ولا تكسب من التراب الاموال ..
وضد الامل اليأس وهو انتظار الشر وتوقعه
فأن كان هذا الانتظار لعمل سي فهو خوف مشروع بشرط ان يحفز للخيرات
ويعين على القرب من رب الارض والسموات ..
والمصيبة التى لا تجبر حين يكون الانتظار مع احسان العمل وبذل الخير بين الانام
هذا هو عنوان الشقاء وسوء ظن برب الارباب وهو من ارث الجاهليه البغيضه
التى ظنت بالله ظن السؤ فكان دائرة السوء محيطة بها ومضروبة عليها
فربنا عند ظن عبده به .. ان ظن خيرا فله وان ظن شر فله
فكيف بالله يسي الظن بربه من اقام على فعل الخيرات وأحسن الى عباد
الله وجد وأجتهد في العمل
رحم الله ابن القيم حين قال ان الله لا يضيع امل امال ولا يخيب عمل عامل
ان العمل هو اية النجاح وربنا يعطي على الاعمال ويثبت عليها ويعين عليها
وأن الاحسان في عبادته ولعباده اية الفلاح والعز في الدنيا والاخره
ومن ظن ان الرب يضيع الاعمال ويخيب الامال ولا يكافي على الاحسان
فهو لم يعرف ربه ولم يوقن بجزائه ولم يبصر كماله
فهو يعطي على الذر من الخير جبال الحسنات
ويدفع بالهباة من الاحسان الوف الكريهات
بل انه جل في علوه وتقدس في كماله يعطي من يعصيه
ويمهل من يسي ويدفع الكريهة برحمتة ممن استحق عقابه
فكيف يضيع من احسن في عمله واجتهد في نفع خلقه واحسن في عبادة ربه
واعلم ان سنة اعطاء المجتهد نصيبه عامة في المسلم والكافر
فمن سعى لشي في الحياة يسر الله له اسبابه وهي له مراده
وهولاء الكفره اعداء الله اجتهدوا في اسباب الحياة فأثمرت
اعمالهم من عجيب المصنوعات ودقائق الاختراعات اشياء
لم تكن في الحسبان .. وسبب ذالك ان الله تبارك اسمه وتقدست
اسمأه لا يضيع عمل عامل ولا يخيب امل امال
فمن فكر واجتهد فتحت له الخزئن ومن عمل وكافح يسر الله
له اسباب التمكين ..
فتلك سنة كونيه لا تحابي احد ولا تنظرا احد
ولو أن المسلمين عملوا بعشر معاشر هولاء الاقوام لفتح الله
عليهم من الخزائن اضعاف ما فتحه على هولاء
ولكن لم يعملوا ولم يحرصوا على ما ينفعهم ويستعينوا بربهم
كما وصاهم به رسولهم عليه السلام حين قال (( احرص على ما ينفعك
واستعن بالله ولا تعجز )) فلا حرص على نافع ولا استعانه على عمل
فصاورا عالة على الناس في طعامهم ودوائهم ومراكبهم وسلاحهم
وصارت بلدانهم محل البضائع لا محل الصنائع
وميدان الاستهلاك لا ميدان الانتاج والابداع ..
|
|
|