الموضوع: خواطر وافكار
مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 07-05-2014, 02:23 PM   #73
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132


64 - عند ملاحظه النعماء قل اكثر مما استحق وعند ملاحظه البلاء قل اقل مما استحق

الانسان يعيش بين نعمة وبليه ولا يخلوا من ذالك كائن من كان

ذالك ان الله جعل الدنيا محل الافراح والاتراح ومنبت المسرات والمكدارت

وكل الناس ينالهم نصيبهم من العطايا .. وينالهم نصيبهم من البلايا

ومن ظن ان الدنيا تحابي احد .. او ان القدر يجامل اناس

فقد ابعد النجعه .. وضل في فهمه ..


فربنا حكم على الانسان حكم لا يرد ولا ينقض بأنه خلق

في قلب الكبد ووسطه (( لقد خلقنا الانسان في كبد
))

فالكبد وهو المشقه والشده لا تصاحبه ولا تسايره

ولا تزوره غبا او تأتي اليه بالشهور أو الاعوم

كلا .. فالشده فيه وهو فيها .. انه يسبح في بحرها

ويغوص في اعماقها فتارة يطفوا على خشبه اللطف

وتارة يغرق في قاعها فيشرب من كدرها وطينها

وتلك سنة مطرده في جنس الانسان في كل زمان ومكان

ومادم هذا الامر قضي .. وربنا قد فرغ منه

فالواجب علينا ان نضع لانفسنا عقيده نري من خلالها البلاياء

والعطاياء .. فنشكر عند العطاء ونصبر على البلوى


وهناك درجه هي اعلى من الشكر وهو الرضى عن الله في عطائه وبلائه

وحصول مرتبه الرضى ان تعتقد وتوقن انه اعطاك فوق ما تستحق

فاذا نظرت الى نعمة الصحه فقل يارب فوق ما استحق ولو كنت تئن وتشكوا من ثقل المرض ..

واذا نظرت الى نعمة المال فقل يارب فوق ما استحق ولو كنت قليل المال

واذا نظرت الى نعمة الولد فقل يارب فوق ما استحق فلك الحمد ولك الشكر

وهكذا في كل نعمة .. لاحظ ان الله اعطاك فوق ما تستحق ..


وعند البلاياء والرزياء فقل يارب دون ما استحق فلك الحمد ولك الشكر

عندما تصاب في جسدك فقل يارب استحق فوق هذا فلك الحمد على لطفك وعلى رحمتك

واذا اصبت في زوجك فقل يارب استحق فوق هذا ولكنك لطفت ورحمت فلك الحمد والشكر

واذا اصبت في مالك فقال الحمد الله انها لم تكن اكبر من ذالك




وبهذا تتخلص من صفة الكند (( ان ألانسان لربه لكنود ))

وهو الذي يعدد النقم وينسى النعم

وتتخلص من صفة الكفر (( قتل الانسان ما اكفره ))

وهو الذي يكفر بالله ويكفر بنعم الله وحجدها ولا يعترف بها

وتتخلص من صفة الهلع (( أن الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر

جزوعا وأذا مسه الخير منوعا ))

فهو يجزع عند حدوث البلاء لانه يعتقد انه لايستحق هذا البلاء وكأن ربه ظالم له

ويمنع عند العطاء لانه يعتقد ان هذا العطاء ملك له وكأنه مخلد في هذه الحياة

وربنا هو الوراث الذي يرث كل شي .. وهو الاول وهو الذي بداء بالنعم وابتلى

بالنقم قبل كل شي .. وهو الاخر الذي يرث كل شي وينتهي اليه كل شي ..




وكثير من الناس يزدري النعم ويعتقد انها ملكه وانها اقل مما يستحقه

فيسخط على ربه ويسلب نعمة الرضى عن ربه وراحه النفس بقضائه وقدره

واذا ابتلى بشي جزع وكند وتلمظ وضرب الكف بالكف وقال لماذا ؟؟

وكأنه ملك هذه النعم وصارت شي خاص به لا يجوز لا حد ان يأخذها منه

وهذا لا يصح في التعامل مع الله .. لان الله له الملك وحده وأنت في مالك قاسم

في صورة مالك ومؤتمن عليه وهو عندك عاريه تؤديها لربك متى شاء كيف شاء ..

فليس لك شي فالصحه منه والمال منه والامن منه والولد منه

هو الذي اعطي بعد فقر واصح بعد سقم وفضل على كثير ممن خلق

فتأدب بأداب الصالحين وأياك وؤية الملكه التى هي سبب الطغيان كما يقول ابن القيم
الزنقب غير متصل