09-05-2014, 03:38 PM
|
#7
|
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
|
6 - تمتع بصحة نفسيه جيده
الصحة النفسيه تفكير ناضج بعيد المدي ينظر الى الاشياء من خلال عنصر الزمان الوسيع
ومن خلال عنصر الجزاء الاخروي .. ومن خلال التركيز على تقلب الاحوال وأن دوام الحال
من المحال .. فالزمن يدواي الجروح ويأسوا القلوب الحزينه ويأتي بوفود الخيرات .. لان ربنا
شبه الحياة بالزرع المؤقت الذي له بداية واشتداد ونهاية وهكذا كل احوالك من حزن وفرح وترح
لها بداية وشدة ونهاية .. ولها تغير وانقلب من اقصى اليمين الى اقصى اليسار وكم من فرحه تحولت
الى ترحه وكم من مكروه تحول الى خير عميم وفرح كبير ..
بعض الناس قال ان الفوضى هو السائد في احوال الحياة بسبب التقلب المعاكس في احوالها بين
الفرح والترح والشده والضيق .. فتجد نفسك في حال ترقص فيه من الفرح ثم يتحول الى حال تكتاد
تقتل نفسك من الالم .. وتجد نفسك تسير في درب يضيق منه صدرك وتشتد فيه انفاسك ثم يتحول
الى امر رحيب تتسع فيه نفسك وتبتهج فيه روحك
فالمكروه قد يوصل الى محبوب .. والمحبوب قد يوصل الى مكروه .. والشده هي باب الفرج الكبير
والراحه هي مفتاح الخيبه بأجماع العقلاء في كل الاعصار والامصار ..
والحقيقه التى لا شك فيها ان الحياة ورأها قدرة الرب الذي جعل من سننها التى لا تتبدل انها
محل اختبار لا ميدان اقامة .. وموضع ابتلاء لا مكان جزاء .. وحكم عليها الرب بأنها لعب في
كل سلوكياتها ولهو في كل افراحها واترحها ومسراتها ومكدرتها وزينة تأخذ بالقلوب وتشتد في
طلبها النفوس وتفاخر اجتماعي بالتفوق على المنافس والترفع عن السواد الاعظم وكأن الانسان
لا يطمئن حتى يرتفع على كل من يعرف ومن لا يعرف .. وتكاثر في اسباب القوى وتحصيل المعايش
وكثرة الانصار والاولاد والزوجات وتكاثر المحبين والمعجبين والمجبات .. وكلها فترة مؤقته كالزع
في البريه .. تفتح الازهار وتغني الاطيار فترة مؤقته ثم يبداء الضعف في النبات ويشتد هذا الضعف
حتى يستبدل الخضره بالصفره والقوه بالضعف والانتصاب بالانحناء والنظره بالشحوب والتفتح
بالانغلاق .. ثم تأتي النهاية الحتميه وتتم اعلان الوفاه بانكسار واليبس وتطاير اجزاء النبات مع الهواء
فيجتمع مع ذرات التراب وتطحنه العواصف والزوابع حتى لا تراه العين فيتحول الى العدم المحض .
انا ارى ان عنوان الصحة النفسه ورأسها الاعظم ان تأتخذ في الحياة موتا وحياة صحة ومرضا حبا
وكرها اقبالا وادبار غني وفقرا راحة وتعب .. ان تتخذ فيها افكار حقيقه قرأنيه وتنظر اليها بالمنظار
القراني ..
والمنظور القراني يخبرك بصريح العباره ان الحياة
ابتلاء لا محل جزء ..
هي محل عمل بالصالحات وصبر على الكريهات .. واحسان الى الناس ..
عطاء دائم وصبر حديدي وعمل متقن مع فأل يقني لا يتزحزح ولا يتغير ..
مؤقته لا دائمه
فهي المرأه المزواج التى لم تستقر عند رجل .. والحسناء الهيفاء لها في كل يوم عشيق
فتارة تكشر لك اسنانها وتارة تضمك الى احضانها ...
متغيره لا مستقره
فلا تثبت على حال ولا تستمر على وضع بل هي في حركة دائبه وسيلان مستمر
تشبه جرى الماء المتجدد والذي يحمل معه كل شي فتارة يحمل الطين وتارة يحمل
الجثث وبقاياء الاشجار وتارة يصفوا فلا ترى الا ماء زلال صافيا ..
متقلبه لا ثابته
يتحول محبها الى مبغض وعدوها الى صديق وغنيها الى فقير وعزيزها الى ذليل
ومخلصها الى خائن ومعطيها الى مانع وافراحها الى اتراح ومكاسبها الى خسائر
ان عنصر الزمن المؤقت هو اقوى عنصر في هذه الحياة ولذا كثر في القران تشبيهها
بالزرع البري الذي يكسو الارض جمالا ثم يتحلل ويرحل وتعود الارض الى خشوعها
ويبسها وقسوتها ..
وعنصر الابتلاء بالخير والشر والعطاء والمنع والغني والفقر والاقبال والادبار
ركز عليه القران في ايات كثيره ..
وعنصر المفاجأة بالانقلاب من اليمين الى اليسار هو اقوى عنصر فيها
فيتحول العزيز الى ذليل والغني الى فقير والمحب الى مبغض
ويتحول المبغض الى محب والمريض الى صحيح والفاجر الى صالح
خلاصتها في هذه الكلمات
الزمن يدواي الجروح .. والوقت كفيل بتغير الاحوال ..
ولا تحب ولا تكره فالخيره خفيه .. ولا تبالغ في حبك وتعلقك
فقد ينقلب عليك اقرب الناس اليك وقد ينفعك ابعد الناس عنك
وأكثر من الاحسان ومراقبة الرحمن فهي ابتلاء لا محل جزء
|
|
|