مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 11-05-2014, 10:22 AM   #1
الزنقب
كاتب مميّز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2,132
نظرة في التاريخ

التاريخ له دور حاسم وفاعل في الحياة البشريه لان التاريخ عباره عن احداث بشريه لها خلفيات اجتماعيه ونفسيه .. فالتارخ ليس قصص واخبار وحروب وفتوح فقط بل هو أحداث لها مسببات اجتماعيه بأنواعها ونفسيه بأنواعها ..
والمشروع النهضوي هو محاولة الرواد العرب ان يقدموا للامة العربيه مشروع ينهض بها في كافة المجالات الاجتماعيه بحيث تنافس في المجال العالمي على المستوي الاجتماعي والنفسي ونحن نقصد بمصطلح الاجتماع كل ما يصدر من المجتمع أو الانظمة الاجتماعيه الفاعله كالنظام الاقتصادي وما فيه من انتاج وتوزيع واستهلاك يرفع ويرتقى بالامة ويجعلها مستقله بأكل عيشها ومنتجه لغيرها ومنافسة في السوق العالمي المنتج .. والنفسي كل ما يصدر من الفرد وله اثر اجتماعي وحضاري كالافكار والعواطف ونحوها .. وبدأت محاولات النهوض في أوخر عصر الخلافه العثمانيه ومشروع محمد على والمتمثل في التحديث الاجتماعي والتطوير الصناعي والتعليمي وبعد الاستقلال من الاستعمار جاء مع المشاريع القوميه والاسلاميه واللبراليه التى سادت قبل قرن ونصف القرن وهي على تباين وجهات نظرها هدافها الارتقاء بالواقع العربي ورفعه الى مستوى المنافسه الحضاريه .. وركزت على المواطنه والدوله والخلافه وولاية الفقيه .. والفقيه والسلطان وحوار الحضارات واسئلة العولمه والامه وحقوق الانسان

هل التاريخ علم ؟؟
العلم هو ما اوصل الى الحقيقه او معرفة الشي كما هو عليه معرفة جازمه والتاريخ وسائل توصله الى مقاربة الحقيقه أو الظنيه في عرف الفقهاء .. او النسبيه في علم الفيزياء .. والعلوم الانسانيه كلها ظنيه او نسبيه .. كما في علم الفيزياء .. ويقوم علم التاريخ على امرين وثائق وتأويل .. فالوثائق في صحتها وتدقيقها .. والتأويل في المعني ودارسة السان العرفي في وقت الوثيقه .. اذن هو دليل وتأويل .. والمنهج التاريخي خضع للتطور العلمي فبداء بالاسطره ثم الروايه الاسناديه ثم الفحص الاسنادي ثم الفحص الحدثي فأبن خلدون دعى الى النقد الخبري وأعمال العقل وطبائع العمران في النظر التاريخي .. بأختصار التاريخ عباره عن ظن تاريخي يخضع لصدق الوثيقه وزواية الرؤية والتأويل الخبري ..
ما مدارس التاريخ ؟؟
مدرسة الاسطره وهي الرويات التاريخيه بدون اسناد ولا وثائق ولا تأويل وتعمتد على افواة الرواه ونقولتهم ثم التاريخ الاسنادي ثم التاريخ العقلاني الحسي على يد ابن خلدون فهو غير في المنهج النقدي التاريخي في مستوي الحقل والمنهج ونقصد بالحقل الروية للحدث التاريخي فهل هو حدث اخباري ام حدث اجتماعي له خلفيات اجتماعيه .. وهل المؤرخ ناقل للاخبار او ناقل للاخبار واحوال المجتمعات وظروفها في وقت الاخبار وبهذا يتداخل علم التاريخ مع علم الاجتماع والانثربولوجياء ففي مجال الحقل اعتبر ان الظاهره التاريخيه ليس حدث او وصف وإنما هي ظاهرة بكل المعاني الانسانيه فالحدث التاريخي له ابعاد اقتصاديه واجتماعيه ودينيه وسياسية وفكريه وثقافيه وليس تاريخ المعارك والاحداث وانما تاريخ الظواهر البشريه وقال ان التاريخ له ظاهر وباطن فالظاهر هو الاحداث والباطن هي اسباب الحدث وتطوره .. وعلى مستوى المنهج ادخل العقل والحس والتجارب والعادات في النقد والرؤية التاريخيه عن طريق مفهوم العمران ومفهوم مطابقة الشي للطبيعه ..
وبداء في الغرب الاخذ بهذا الاتجاه وهي الرؤية الحسيه العقليه بتأير من العلوم الطبيعيه وقامت مدرسه (( الوضعانية الوثائقيه )) التى تلزم بفحص الوثائق ثم مدرسة الحوليات الفرنسيه نسبه لمجلة الحوليات في عالم 1929م واصبح التاريخ هو علم البشر في التاريخ او علم الاجتماع التاريخي فيدرس الظواهر الاجتماعيه والثقافيه والفكريه ولا يقتصر على الحروب والكوراث والاسماء والفتن .. وهو مشابه لعلم الانثربولوجيا الذي يدرس الثوابت في السلوك الانساني كالعادات والتقاليد والدين
وقال قسطنطين زريق في كتابه نحن والتاريخ وهو امتداد لعصر النهضه العلماني والصحوة القوميه فالنهضه هو محاولة النهوض بالواقع العربي والصحوه هو الانتماء التعززي للامة العربيه وكل نهضه لها خلفيات صحويه قوميه ويساريه ولبراليه واسلاميه بأطيافها المتعدده قال زريق عن التاريخ العربي انه تاريخ قروسطي أي من القرون الوسطي تلك النظره الجبريه التى ترى أن الوقائع البشريه هي ارادة الله على الارض ولا يجوز مخالفتها وليست نظرة ترى تفاعل الفعل البشري مع القضاء الالهي وهي النظرة الاسلاميه الصحيحه ولا تأليه الفعل البشري او فقط او تغييب السبب البشري .. وهذه قياس فاسد لان الواقع الاسلامي مخالف لتوماس الاكويني والقديس اوغسطين حيث كان الواقع الاسلامي ينتابه ظاهرة الجبر والقدر والسببيه في التاريخ الخلدوني .. والمدرسه القوميه النهضويه والاسلاميه اشتغلت بالقرأة الانتقائيه والمدافعه عن الواقع البشري الاسلامي وهو واقع ليس مقدس ولا مدنس بل واقع يقرب من تحقيق التقوي او الفجور وله وعليه ..
اما ناقولا زياده فهو مؤرخ موسوعي ليس له منهج ولا نقد ولا زواية حقليه فلا يبحث في التاريخ الفكري كما فعل الجابري ولا المنهجيه التاريخيه كما صنع وجيه الكسروي وانما هو حكواتي توظيفي أي يوظف التاريخ لقيم ومبادي يعتقدها بأسلوب بسيط حكواتي أي جذاب بسيط توظيفي ويقال ان اسلوبه اسلوب السهل الممتنع أي بسيط وعميق في ذات الامر فتبسيطه لا يخل بعمقه لان العمق اقترن دائما مع التصعيب والتعقيد والتشابه في كتابة كثير من المتأخرين
اما زين نور الدين زين فقد سبح عكس التيار عندما دعى للنظره الموضوعيه في تاريخ الدوله العثمانيه فلا نحكم على اربعة قرون بعشر سنوات هي عصر الاتحاد والترقي فأستعمال مصطلح الاستعمار العثماني من قبل التيار القومي لا يصح لان دخول السلطنه العثمانيه للساحه العربيه استمر اربعة قرون ومن غير المعقول ان نحتل اربعة قرون ثم ان دخول العثمانين كان من اجل حماية المذهب السني من التمدد الصفوي او محاربة الدوله الصفويه المنافسه للامبرطوريه العثمانيه وبعض القوميين مصابين بأمرض الوعي التاريخ ومن اشهرها مرض خلط الازمنه (( انكرتيزم )) وهناك فرق بين الذكره والتاريخ فالذاكره ما عرفه الاباء والاجداد عن الاشياء والتاريخ ما عرف بالوثائق والتأويل الاجتماعي العقلاني الحسي والذاكره ذاتيه لا موضوعيه في اغلب احوالها ..
اما الجابري فهو فيلسوف افكار حقله الفلسفه السياسيه والمعرفيه ودخل في التاريخ ليس كباحث عن الحقيقه وأنما يوظف الحقائق من اجل التقريب بين التيار القومي والاسلامي حتى انه دعاء الى مح مصطلح العمانيه من الوجود اللغوي وهذا امر مضحك لان المفكر لا يحق له مهما كان اسمه ان يتحكم باللغه لان اللغات تستقبل المصلطحات وتطردها او تهضمها في كيانها الفكري كما استدخلت هندسه الفارسيه فكيف يجعل المفكر نفسه وصى على اللغه والثقافه .. ثم ان العلمانيه ليست مرادفه للعقلانيه والمدنيه وأنما هي جزء منها

ما سبب دخول الاستعمار وتفكك الامبرطوريه العثمانيه ؟؟
تغيرات اجتماعيه واقتصاديه .. تناقضات طائفيه .. سوء ادارة .. التخلف الصناعي ..
فالمجتمع اذا تغيرت عقليته وثقافته ورؤيته للسلطه .. والدواء والغذاء والمأوي اذا تعذر على الناس والجماعات والاثنيات اذا تباينت وغرقت في تاريخها وذاكرتها وتقوقعت على نفسها والادارة التى لا تراعي المصالح وداء المفاسد والمحافظه على المبادي والتغير في الاداره بحسب الزمان والمكان كل هذه الامور من اسباب تفكك العالم الاسلامي وسيطره الامم الغزيه فمقاومة التحديث الادري من رؤساء الاديان وبعض الاقطاعيين من اسباب التفكك العثماني
والامبرياليه هي توسيع الممتلكات الاوربيه التنافسيه في كل العالم عن طريق مناطق النفوذ الاجتماعيه والثقافيه والطائفيه والاقتصاديه التى هي المناطق الرخوه في الجسم الاسلامي او هي الطلائع المواليه للمشروع الاستعماري ... ونقصد بمناطق النفوذ هي كل عقل او طائفه او جيب ينظر الى المستعمر على انه المحضر المخلص .. ولاشك ان الارساليات والامتيازات والطوائف عملت على احتضان المشروع الاستعماري عبر الجيب والعقل والذاكره الجمعيه ونقص بالعقل هو التتلمذ الانبطاحي للاساتذه الاوربيين ونقصد بالجيب هو الانتقاع التبادلي المصلحي الاقتصادي مع التجار الاوربيين ونقصد بالذاكره الجمعيه الخلفيه الذهنيه للطوائف الموجوده في بلدان المسلمين وكل هذا يولد قابليات واستعدادت لقبول مشاريع استعماريه فاذا صادف هذا ضعف وتسلط سلطوي فهي الفرصه المناسبه لخروج الطوائف من قمقمها ..
وهل السلطه العثمانيه خلافه ام سلطه ؟؟
القوميون يرونها سلطه توسعيه لا خلافه اسلاميه لان السلاطين الاوئل لم يهتموا باسم الخليفه ولم يسلم الخليفه العباسي في القاهره للسلطان العثماني الخلافه حين دخول سليم الاول لمصر في عهد المماليك وكان الخليفه العباسي موجودا عندهم والاهتمام بالخلافه وجد بعد ضعف الدول العثمانيه .. فالسلاطين الاقوياء استغنوا بعساكرهم والسلاطين الضعفاء لجاؤ الى ثقافة الامه من اجل تقويه مواقفهم .. والحقيقه ان الخليفه اسم له عمل وهو ادارة شئون المسلمين خلافة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد انتهي هذا العمل بعد استيلاء البويهون على بغداد ومجي السلاجقه فصار الخليفه مجرد رمز ليس له حركه في الواقع البشري
والصحوه القوميه اثرت في الجيل قبل مائه سنه حتى ان ساطع الحصري كان قوميا عثمانيا وعندما تفككت المملكه العثمانيه تحول الى قوي عربي وقد ظهرت في ذالك الوقت قوميات ارمنيه وتركيه وفارسيه ويونانيه ..
هل النهضه العربيه اعيقت بسبب المنطلقات ام بسبب التحديات ؟؟
كلا الامرين فالمنطلقات كانت غريبه عن جسم الامه المعرفي ولثقافي والتحديات كبير جدا ولم تستطع ان تقاومها كيانات هشه لم تحمل مشروع الرقي الاممي ضمن اولوياتها ..
وكل استعماري متسلط يتبع سياسيه فرق تسد لاضعاف من حوله وتستبد من اجل التحكم بالمصائر فهو يأخذ كل شي ويضعف أي شي .. لكن الاستعمار تعرضت له دول نهضت من امثال الصين واليبابان وأمريكا الجنوبيه وماليزيا ومع ذالك نهضت وتقدمت .. والسبب هو ازمة الانتقال من الاجتماع السلطاني الى الاجتماع الوطني .. أي الاجتماع من التركيز على الامه الى التركيز على الفرد الشعبي بل ان الانتقال صار من الامه الى الفرد المتسيد ومن حوله ومن يحيط به وأهم شي التنميه وهي تلبيه حاجات الناس التعليميه والدفاعيه والصحيه والمعاشيه او نقول عدم النجاح في القيام بتحقيق السلام والامان والرفاه للفرد حتى لا ينزع الى كرة الانتماء او الانتماء للجماعات الضيقه داخل الوطن فنتشر فيوض وبحور من الانتماءات على حسب الانتماء الوطني .. وهذه الهويات المذهبيه التاريخيه تميز المجتمع الاسلامي الى الوان متعدده وطيوف متنوعه وتستدعي الذاكره التاريخيه الصراعيه والتنافسيه في الحال والمستقبل وبذا نكون قد استدعينا التاريخ في الشأن الحالي والمستقبلي .. والوطن هو بقعة جرافيه تكون لك كالام والاب الرحيم فحيمك ويعطيك وتحميه وتعطيه فيتحول الولاء من الجماعات البشريه التاريخيه الى الارض وهذا الانتماء الارضي يحقق للفرد العيش الكريم والحريه ..
وفكرة بروز الهويات الفائضه اذا غيب المواطنه الحقيقه تنشرها الطوائف والمذهبيات التى لاتشكل السواد الاعظم من الامه من اجل التلاعب بعقول الاغلبيه السنيه حتى تكسب سياسيا وفكريا واجتماعيا لان رجوع السواد الاعظم لمكانته التاريخيه والطبيعيه التى تجعل الاكثر هو الاحق يعني ان الاقل سوف ينزوي ويبعد ولا يكون له حق في اخذ حق الاغلبيه ..

مشروع ولاية الفقيه هو النيابه الكليه عن الامام الغائب ومنها النيابه السياسيه ومشروع الفقيه هو الولايه الجزئيه عن الامام في العبادات والمعاملات والنصح في الجانب السياسي وهذا موجوده عند كثير من الشيعيه ومشروع نفي الفقيه وهي الاخباريه التى ترى ترك العبادات والمعاملات للامام حتى يخرج .. ومشروع الحاكيمه هي ولاية الشرع في الامامه لا ولايه الفقيه البديل عن الامام الغائب وكلاهما ينطلق من تراث سني او تراث شيعي في تصريف الشئون الاجتماعيه .. والمدنيه تسعى للفصل بين السياسي والديني في الاستقواء والانتصار والتشريع
وحوار الحضارت يحتاج ان يكون لكح ضاره معرفيه وعلميه وماديه تسطيع بها ان تعبر عن وجودك الحضاري ام كونك ضمن مشروع حضاري قوي او لا يوجد له مشروع حضاري فأنت غير موجود والعدم لا يناقش ولا يحاور ولا يصارع والعدميه الحضاريه ان لا يكون لك وجود تقدمي احتماعي ونفسي في الوجود البشري ..
فالخلاصه
ان الحوار يحتاج الى وجود .. وأن غياب المواطنه يبرز الهويات التاريخيه او يغلي الوطن من قاموس الانتماء .. وحاكمية الشريعه والفقيه تتقاربان من حيث المنهج وتختلفان من حيث التطبيق .. وأن المواطنه حقوق لك ووجبات عليك تجعلك عضو في الاسره الوطنيه التى تكون لك بمثابة الاب والام وتكون لها بمثابة الابن البار .. وأن علم الاجتماع الحديث يدرس الواقعه التاريخيه في ارضها الاجتماعيه المتنوعه ويدرس الوثائق بنفسي تصحيحي وتأويلي ونقدي يعتمد على النظر العقلي والخبره الحسيه في ما يمكن وقوعه وما لايمكن وقوعه
الزنقب غير متصل